بإنتظار الصيف القادم

5.9K 113 4
                                    


كانت تشيلسي تدندن نغما جميلا وهي تتجه الي المنزل مساء,فبعد ليله مريحه ونهار ممتع تتوق الي استرداد روحها المرحه وتتطلع الي السباغتي
كانت صاحبه الدار في زاويه المنزل تفرغ سله المهملات في المستوعبات, فحيت تشيلسي بحبور قائله:
-وصل زوجك الوسيم الي المنزل  لو كنت مكانك لما تركت رجلا له طلته وجماله يغيب عن ناظري فالفتيات يفتشن عن رجل سيدة أفرت, خاصه طالبات الجامعات
- لست السيدة أفرت بل الأنسه ستانتون
بدت السيده غير موافقه:
- أوه  أجل أخبرني زوجي , لكن من السخف استخدام اسم عائلتك , فأسم أبيك لا تختارينه, أما زوجك فنعم كما أن وجود أسمين علي صندوق البريد يحير الأنسان لن أفهم أبدا فتيات هذه الأيام
كان كايد يقف في المطبخ يفرم البصل, رافعا كميه , راميا سترته علي الكرسي , مرخيا ربطه عنقه رفع رأسه أليها مبتسما :
- لا اقوم بعملك لكنني أعتقد أن علي الصلصه أن تحتوي البصل
رمت كتبها فوق الطاوله , ومعطفها نحو المشجب ورفست حذاءها من قدميها  فسألها بريبه:
- ألن تتناولي السباغيتي ؟
- لقد تحدثت منذ برهه الي صاحبه الدار
- حسنا  لا تجعلي هذا الحديث يفسد عليك نهايه الأسبوع أنها ليست أفضل متحدثه في الدنيا لكنها تحاول
- لقد دعتني بالسيدة أفرت
- اسم جميل مناسب استخدمته والدتي سنوات طويله
- هل قلت لها أننا متزوجان ؟
رفع يديه مستسلما يدافع بذلك عن نفسه:
- لم أقل لها شيئا تشيلسي!
- حسنا  لقد فهمت الوضع علي حقيقته
- لعلك لم تبددي أوهامها أكره أن أضطر الي ترك هذا المنزل في منتصف الفصل
أتسعت عيناها :
- تترك السكن؟
- أجل  أتعرفين ما أعني  أخشي أن أطرد, وأصبح في الشارع تشكو هي وزوجها دائما من سوء أخلاق المستأجرين لقد أخبرتني كل شئ في الأسبوع الماضي حين التقيتها في غرفه الغسيل
أخرجت تشيلسي اللحم المفروم من البراد ووضعته علي النار لتحمره
- هل سيرفضان تأجيرنا الشقه لو عرفا أننا غير متزوجين
- هل أنت بطيئه الأستيعاب أم ماذا ؟ سيرفضان بالطبع,فالمجتمع يرفض ترتيبا مثل ترتيبنا
- لكننا لا نتشاطر الفراش
وضع البصل المفروم في المقلاة
- وكيف لهم أن يعرفوا أتريدين تغيير هذا الوضع؟
- ولم تزعج نفسك ولديك نورما؟
- لكن ليست نورما هي التي تختال في هذا الشقه بثيابها ابتداء من الجينز الضيق الي روب الحمام الذي لا يلفها كثيرا
- تبدو منزعجا من هذا كايد
- لا بل مثبط العزم أشعربالتعاطف مع جون الذي ليس مضطرا لمشاهدتك في الصباح الباكر, وأنت تدعكين عينيك لنزع النوم منهما ليتك تعلمين ما أشد الأثاره التي تظهرها هذه الحركه
بدا جادا في كلامه , لكن هذا بالطبع مستحيل , فقررت
تجاهل كلامه :
أتقلى هذا البصل بزبدتي ؟
طبعا فأنت من تطهين السباغيتي لكنك لم تجيبي عن سؤالي ما رأيك لو نغير قليلا في قواعد المنزل؟
- أنت من تتجنب سؤالي , أخبرني كيف عرفت صاحبه الدار بزواجنا المزعوم !
- ربما حين سألني زوجها عن الأسم الذي سيكتبه في سند الأيجار أعطيته الأسمين , وربما حين نظر الي بأستغراب قلت أنك تصرين علي الأحتفاظ بأسمك قائلا له:"أنت تعرف شغف نساء هذه الأيام الي الأستقلاليه" ولعله استنتج من قولي
بدأ الغضب يظهر عليها ببطء , فانحني ليقبل طرف أنفها:
-تبدين ظريفه حين تغضبين  لكن حقا تشيس أكنت تفضلين خساره الشقه؟ كنا سنفتش أسابيع أخرى حتي نجد مثلها
- ثمه خلل في هذا المنطق كايد ما كنا سنفتش معا عن شقه
-كنت سأراك في صف بوربون علي كل الأحوال  فأنا كنت دائما ضعيف الأراده أمام الشقراوات
ردت بعذوبه
- والسمراوات والحمراوات
تظاهر بالحرج:
-أهذا قول لطيف يقال؟
- اللقاء في قاعات التدريس ليس بالشئ ذاته
- وهذا صحيح لن يكون مخيبا للأمل كما الحال هذه
- وصاحبه الدار لن تعتقد أننا متزوجان أنت لا تدري ما قد يفعله بي هذا
-أن عشرات النسوة مستعدات للأدعاء بأنهن السيده أفرت أما أنت فلا وما ذلك الا لأنك تخشين الزواج
- وكيف لا أخشاه والزواج لا يعتمد الا علي المرأه التي تقوم بكل العطاء لا أخالني أتزوج , فأنا قادره علي العنايه بنفسي ,وبغني عن الرجل الذي قد أصبح مسؤوله عنه كذلك
رن جرس الهاتف فقال كايد:
-أتريدين أن نقلب قطعه نقديه لنرى من يرد؟
-وعندها يكون قد انقطع الخط ما رأيك لو تشرح لي كيف فسرت وجودي لأمك؟
- حاولت فلم تبدي العجب
التقطت الهاتف قائله:
- أستطيع تصور السبب
أستمعت الي المتحدثه فأذا هي شارلوت التي سارعت تخبرها عن ثوب العرس الذي لم تتمكن امها من اصلاحه كما يجب , ثم أكملت الحديث حتي طلبت تشيلسي ان تساعدها في أصلاح الثوب الليله فأجابتك
- طبعا فليس لدي ما افعله تعالي الليله, فمن الخير لي أن أمضي سهرتي في تبادل القيل والقال ونحن نعمل علي اصلاح الثوب
ضحكت شارلوت :
- فنسنت يريد معرفه ما أذا كان كايد سيبقي في البيت أيضا لأنه يريد ان يقابله
غطت سماعه الهاتف بيدها وسألت كايد:
- ها ستبقي في المنزل الليله ؟ يبدو أنك قد نفذت الي قلب عائلتي
- ألي قلب من ؟ الي قلب شارلوت؟ من المؤسف أن تكون مخطوبه نعم سأبقي في البيت
- يقول الدكتور أفرت أنه سيبقي في المنزل كونا هنا وقت العشاء فنحن نحضر السباغيتي
- هذا سيحضر فنسنت من مقلب الدنيا الآخر سأراك بعد ساعه
وضعت السماعه من يدها والتفتت الي كايد:
-ليست شارلوت هي المعجبه بك في عائلتي بل أخي فنسنت
- حسنا أنا مضطر للقبول بالأمر
بعد قليل من الأنشغال في الطعام سألته:هل أنت جاد !أتري شارلوت جذابه؟
عنت لها في خيالها صورتهما معآ ففكرت لو يكون السبب في فسخ خطوبه شارلوت وفنسنت لقتلته
- طبعا أجدها جذابهوأو تجدينني أعمي ؟لكن قبل أن تطعنيني بالسكين , أعترف بأن أعجابي ليس من ذلك النوع الرومانسي
حركت الصلصه مفكره وسألت :
- أتقرأ أفكاري ؟
- أحيانا فالأمر ليس صعبا التزمي بتدريس اللغه عزيزتي واتركي المقامره والسياسه لأصحابها , فوجهك شفاف عكس كل شئ فيك
مرت لحظات أخري كانا فيها صامتين حتي قال:
- أعتقد أننا لن نخبر فنسنت بأمر جون
- من الأجدي لنا عدم أخباره
هز كتفيه
- هذا ليس من شأنه علي كل حال, لكن أذا أرتكبت شيئا كهذا أخنقك بنفسي
- معك حق لقد حملت نفسي الي الهاويه حملا ما كان علي الذهاب الي شقته أصلا
- أن ما قام به كان طبيعيا  لكن كان عليه ان يفهم رسالتك قبل ان يخيفك
- كنت مرتبكه
- هذا منطقي , فهكذا هي العذراء عاده
- لماذا تتصرف وكأن من العيب أن أكون عذراء؟
- ألم يعجبك جون؟
هزت رأسها وهي تحس بخيبه أمل:
-أكان علي مجاراته؟لكنك قلت
- الا تفقهين ؟ لقد قلت لك أسأت الاختيار فهو أناني ملئ بالآفات التي منها طريقته في معامله الفتيات فلو عرف كيف يتصرف معك لما هربت منه لقد وددت لو تسنح لي فرصته تلك, غير أنني لسوء الحظ سيد مهذب
ضحكت تشيلسي رغما عنها :
-أذن ماذا تقترح علي عذراء مسكينه ان تفعل كايد ؟
-أولا الأبتعاد عن الشبان العديمي الخبره لأنهم خطرون , ثانيا النظر الي الوضع من هذه الناحيه تشيلسي ! أنت لا تأتين الي الكليه لتتعلمي من الطلبه بل من الأساتذه  فأذا أردت الجواب فاطرقي الباب الصحيح لتتعلمي من شخص يفهم الموضوع
- أعرف أعرف ! سأنشر أعلانا في الصحف وأطلب فيه عروضا
- وعندها ستتعرضين الي خطر أكبر من الخطر الذي قد تتعرضين أليه وأنت معي
- يالهذه الدعابه !أنت تمزح دون شك
بدا عليه الغضب:
- من يوجه الأهانات الآن؟
أحمر وجهها حرجا:
- لم أقصد هذا فأنا فقط
- أنت فقط لا تعتبرين أن من يتجاوز الثلاثين قادر علي تذكر ماهو الحب ؟ أنت لم تحملي شيئا مما قلته علي محمل الجد أليس كذلك ؟
- تقريبا
- أنت فعلا طفله اسمعي نصيحتي  عليك ألا تخلعي حذاء وأنت مع رجل وذلك حتي تتمكني دائما من الهرب
نظرت الي قدميها , ثم حركت أصابعها في جوربها السميك , وتطلعت بريبه الي كايد فلما شاهد تحرك أصابعه قال:
-أنت آمنه معي , فأصابع القدمين لا تثيرني  علي أن تفهمي أنني لا أعد بشيء أذا ارتديت ذلك الروب مرة أخرى
بدأت تشيلسي تحضر نفسها لأعداد فطيره أخيها المفضله
بعد قليل قال لها :
- الدكتور ديكنسون قال أنك ستساعديني في كتابي
رفع ملعقه من الصلصه فشمها
- قلت أنني سأطلع عليه , لأرى ما أذا كنت أريده أم لا  لماذا تؤلف كتابا ؟
- قال شخص شهير أن في داخل كل شخص كتاب
- لكنه أضاف : أن أفضل مكان للمحافظه عليه هو داخل الأنسان نفسه فلماذا تريد كتابته؟
- هذا ما يفعله جميع المشهورين عادة, وذلك حتي يبقي هذا الشهير أمام عيون الناس , خاصه أذا أراد ترشيح نفسه لمنصب حكومي برئاسه الوزراء مثلا
- آه وهل تخطط للوصول الي داو ننغ ستريت؟
- لم يصل طموحي الي هذا الحد بعد
- لا أصدقك فأنت تخفي الأمر عم يتحدث الكتاب ؟
- اقرئيه تعرفي
- أنت تكتب أذن وليس الأمر بدعابه ؟
- أكذبت عليك من قبل ؟
رمت عجينه الفطيره في القالب , ولعقت الملعقه دون تفكير
- مرمرا وتكرارا حسنا سأقرأالكتاب لكنني لا أعدك بالمساعده
نظر أليها متوسلا:
- في الواقع أنا بحاجه لمساعدتك , فقد أتكلم يوما بحاله أما الكتابه فلست بارعا فيها
وضعت الفطيره في الفرن
- هل قمت بالأبحاث؟
- أبحاث خاصه
- جيد فكتابه محاضرات جامعيه لا تزعجني أما الأبحاث
وهزت رأسها يائسه , فسأل :
- هل أحضر طاوله؟
- أذا أردت أن تأكل
- ظننتك لن تتابعي دراستك
- أقنعنني الدكتور ديكنسون بها  فقررت أن لم أجد وظيفه أن استقرض المال لأبقى
- علي أنفك لطخه شوكولا
مد يده بالمنشفه ليمسح أنفها , فرفعت نظرها ونظرت الي عينيه اللتين لم تكن قد أهتمت بهما من قبل  نعم هي تعرف أن عينيه تلمعان بخبث , لكنها لم تلحظ من قبل خطوط الضحك حولهما , كما لم تلاحظ أهدابه الرائعه السوداء أو طريقه انحناءه فمه التي تشير الي أنه نادرا ما ينظر الي شئ لا يسليه
لكن من يتواعد مع نورما تشامبرلين لن ينظر أو يبالي بتشيلسي  فتلك امرأه جميله لا يجرؤ أحد علي أن يطلق عليها لقب طفله ودون أن تدرك ما سيفعل , أحست برأسه يدنو منها وبأنفاسه حاره علي وجهها  فقالت مضطربه:
- السباغيتي
- لا أقوى ألا علي تقبيلك تشيلسي  لا أريد ألا قبله , صدقيني
أن كان لا يريد الا قبله , فما الضير منها ؟
لكن قبلته فعلت أشياء وأشياء بنبضات قلبها وتنفسها فقد كانت شفتاه دافئتين رطبتين ولم يكن لجوجا بل لم يكن يلف ذراعه حولها ومع ذلك خفق قلبها أثاره وما أستطاعت أن تحرر نفسها من هذا الأتصال الساحر
أرجع رأسه الي الوراء , فترنحت وهي تحاول أستعاده توازنها
فسألها وقد رفع حاجبيه :
-حسنا ما رأيك؟
- كما ترى لم يسبق أن تلقيت عناقا من خبير
- لكنك مثيره متي شئت التمرن علي العناق تجديني جاهزا  وأذا أردت التحرر من مشكله
صاحت به مرتاعه:
- لن يحدث
- هذا شأنك , ربما ترغبين في أن تصبحي معلمه عجوزآ كوني حذره في أختيارك سأذهب لأستحم
بعد ذهابه الي الحمام وقفت تفكر في ماجرى حتي طرق الباب فسارعت أليه دون تردد تفتحه لكنها فوجئت بنورما تشامبرلين , ترتدي معطفا طويلا من الفراء وتتزيا بالألماس الذي زينت به أذنيها اعتلت وجه نورما الصدمة وهي ترى تشيلسي أمامها , مرتديه سروالا قديما وكنزه صفراء
قالت نورما:
- اسأل عن كايد أفرت هل يمكنك أن ترشديني الي شقته ؟
أبتعدت تشيلسي عن الباب :
- لقد وجدتها  ادخلي سأخبره بوجودك
ثم لامست قلبها روح شريره فأضافت بلطف:
-أنه في الحمام
بدا وكأن نورما علي وشك الأنهيار أرضا لكنها رغم ذلك قطعت عتبه الباب , فقالت لها تشيلسي :
- أجلسي أذا شئت
- ولم تصل الي أسفل الدرج حتي سمعت صراخا من فوق :
- - ماذا فعلت قطتك اللعينه بجواربي؟
وجلست نورما مصدومه, بينما قالت تشيلسي بخبث :
- أنظر تحت السرير وبالمناسبه نورما جاءت لتراك
ساد صمت مفاجئ فحاولت تشيلسي أخفاء ابتسامتها هذا أفضل له فقد حذرته من المشاكل التي سيولدها هذا الترتيب
قالت لنورما بلهجه من يفضي بسر:
- في الواقع أنا طالبه عند كايد فالعلوم السياسيه موضوع رائع ألا تظنين هذا ؟ سنتناول طعام العشاء مع صديقين
أصبح وجه نورما باردا
- أذا كنتما قد أعددتما شيئا لهذه الأمسيه
وشدت المعطف حول نفسها وكأنها تحتمي بدرع قبل أن تقف , فهبت تشيلسي بدورها واقفه :
- اوه أرجوك لا تذهبي فسيتكدر كثيرا أن لم يرك أترغبين في فنجان قهوه؟ أنها جاهزه
كان بوسع نورما الرفض , لكن تشيلسي كانت قد وضعت الفنجان أمامها قبل أن تتكلم بعد ذلك ذاقت تشيلسي صلصه السباغيتي وزادت عليها بعض البهارات فقالت نورما:
- تتصرفين وكأنك في بيتك
- أنا أحب الطبخ
كانت تعلم أنها تصب الزيت علي النار, لكنها لم تستطع منع نفسها بل أستمرت في الصب بلهجه فاتنه:
- كايد طباخ رائع كذلك أتعرفين هذا ؟ أنه يحضر أروع فطور
طقطقت الدرجات الخشبيه تحت قدمى كايد وهو ينزل بسرعه :
-مرحبا نورما ما أدفعك الفضول الي زيارتي؟
قالت تشيلسي بحبور مصطنع :
سأترككما وحدكما حرك الصلصه من حين لأخر , أرجوك كايد, ولا تنسى أن ضيفينا سيصلان بعد نصف ساعه
ابتسمت وهي تنسحب الي غرفه الجلوس التي أستطاعت منها أن تسمع وتيره صوت نورما ترتفع وتنخفض لكنها لم تفهم الكلمات فتحت كتابها متنهده وودت لو تسمع ما تقوله نورما!
غرقت في كتابها حتي لم تعد تلوي علي شئ لذلك عندما دخل عليها كايد ام تشعر بوجوده ألا بعد أن تنحنح ورفعت رأسها وسألته:
- كيف جرى الأمر ؟ هل هدأت من روعها!
- أعتقد أن علي قتلك الآن لأوفر علي نفسي فيما بعد مصاعب كثيره لماذا بحق الله قلت لها كل هذا؟
- كل ماذا؟ أنت من زج نفسه في المشاكل :أين جواربي ؟بالله عليك كايد
- لم أكن أعرف انها هنا اللعنه
عادت الي فتح كتابها من جديد:
- كنت أعلم أنك ستقع في المشاكل
فانحني فوقها مهددا
- لأنك قررت أن أقع في المشاكل
جلست متكوره حول نفسها ثم قالت بحزم:
- لم أقل لها شيئا غير صحيح
- لا بل قلت انك طالبه عندي وأذا كنت تظنين أن نورما تؤمن أنني أعلمك العلوم السياسيه فقط فأنت مخطئه
- لكن هذا صحيح ,فما شأني أن لم تصدقني أضف ألي هذا أنك تطوعت أن تعلمني أشيئا أخرى, ولم تكن هذه فكرتي
- أيتها السيده الشابه أنت بحاجه الي من يلقنك درسا!
- وأعتقد أنك تود لو تكون أنت المعلم
- يبدو أنني الوحيد الذي قد يجرؤ علي هذا
رفعت ذقنها متحديه تنظر الي عينيه البنيتين اللامعتين:
-هيّا هيّا أكسر عنقي أليس هذا ما تود فعله؟
أطبقت يده علي عنقها , فقالت بصوت مخنوق:
- العنف ليس بعيدا عنك أيها الدكتور أفرت
- لكنني لم أكن أفكر في خنقك
وضع يديه علي كتفيها ثم جذبها بحركه عنيفه لتقف فلما علقت قدماها بالغطاء علمت أن المقاومه معركه خاسره وما هي الا لحظات حتي وجدت نفسها مطروحه أرضا شبه مدثره باللحاف الصغير وكايد مستلق ألي جانبها فسألته:
- وماذا ستفعل ؟ ستدغدغني حتي أصيح طالبه الصفح؟
في صوتها يختبئ الضحك ,فقال لها :
- أن كنت ستلعبين لعب الكبار , فعليك تلقى النتائج
وتحرك بسرعه ولم تجد نفسها الا مثبته فوق الأرض0فقالت :
- ابتعد عني أستسلم أنا آسفه
رد بنعومه:
- لقد تأخرت جدآ
أشاحت بوجهها عنه , فحطت شفتاه علي أذنها لكن هذا لم يعقه أذ أكتفي بمداعبه أذنها وطرف عنقها فأحست بموجات لذيذه تجتاح جسدها كهجوم ساحق , يجب أن يتوقف هذا  بدأت تحتج لكنه أصمتهاوأوقظ فيها مشاعر لم تتعرف أليها من قبل  قالت محتجه:
- توقف!
- لماذا ؟ أنا أتسلى وأنت كذلك
فجأه سمعا طرقا علي الباب الخلفي فقالت تشيلسي :
-أنه فنسنت
رفعت يديها الي شعرها ترتبه فزعه , فقال في خشونه:
-اللعنه لقد بدأ الأمر يعجبني ترى لو تجاهلناهما هل سيفهمان المغزى؟
ردت بصوت خفيض وكأنهاتحاول بعث الطمأنينه الي نفسها:
- لم يحدث شئ حقا
- لو تأخرا خمس دقائق يا عزيزتي لما سمعنا طرقاتهما وعلي ما أعتقد أن هذه الطريقه ليست طريقه مناسبه لكسب صديق
- لن تجرؤ علي قول هذا؟
أبتسم:
- لكنك قلت أن شيئا لم يحدث
وجذب نفسه من بين ذراعيها ليفتح الباب الذي دخلت منه شارلوت وحقيبتها محمله برقع الثلج
- نأسف علي التأخير
فرد كايد وعيناه تلمعان بخبث دافئ :
- لم يزعجنا التأخير
- تعطلت سياره فنسنت من جديد لقد أحضرت لك الفستان الذي تريدين ارتداءه يوم زفافنا لكن دائرته السفلى لم تنته ومع ذلك تستطيعين تجربته الليله
ابتهجت تشيلسي :
لن أستطيع الأنتظار حتي اراه
وقال فنسنت :
- وأنا ،لن أستطيع الأنتظار حتى آكل قدمي لنا المعكرونه أولا . ثم خططا ما تشاءان
فتنهدت شارلوت:
- لم أشاهد رجلا مثله
قالت تشيلسي لأخيها :
- أتفقنا أذا كنت تقبل بتنظيف الصحون
ما أن انتهت الوجبه حتى تركت الفتاتان الرجلين يلتهمان فطيره الشوكولا, ويتناقشان في موضوع الأنتخابات البلديه حتي جذبهما لمعان الساتان الأبيض , في غرفه النوم
دست شارلوت الفستان من فوق رأسها بعنايه لئلا تخزها الدبابيس وقالت :
- لن أعيدها ثانيه  أن خياطه ثوب العرس أمر جنوني
ضحكت تشيلسي :
- لا يفترض بك أن تحتاجي الي فستان آخر
- صدقيني , لو أحتجت لأرتديت في المره القادمه أي شئ من خزانتي وأن رزقني الله أبنه لسمحت لها بالزواج خطيفه
- ألن تخيطي لي فستان العرس؟
توقفت شارلوت في منتصف تحركها وقالت بذهول:
- وهل هذا اعلان عن شئ؟
- بالطبع لا أعني حين أجد "السيد المناسب" سأحتاج ألي ما أرتديه
أنهت شارلوت ارتداء الفستان وأدارت ظهرها ألي تشيلسي :
- السحاب خارج عن موضعه , والفستان يحتاج الي تضييق قليل من الجانبين ألا تظنين هذا؟
وبدأت تشيلسي تدبّس الفستان فقالت شارلوت:
- ظننتك قلت أنك وجدته كيف حال جون هذه الأيام؟ ومتي ستقابلينه ؟ هل ستدعينه الي حفله زفافنا؟
سرّت تشيلسي لأن تشارلي غير قادره علي رؤيه وجهها ,فهي لم تستطع السيطره علي حمرة الحرج التي تعالت الي وجهها :
- لا أحسبني أدعوه
- أتعلمين أن العمه ساره اطلعت علي أمركما , فقد فتح فنسنت فمه الكبير
- أنا مذهوله لأنها لم تأت بعد لأنقاذي !
- أوه أنها لا تعرف أنك تعيشين معه
ردت وفمها ملئ بالدبابيس:
- ولكنني لا أعيش معه !
- أوه تعرفين ما أعني لقد تبين أنها أحدى المعجبات به,وهي تموت شوقا الي مقابلته أذ تعتقد أنه سيكون أفضل محافظ للمقاطعه
- مسكينه عمتي ساره حكم عليها دائما بخيبه الأمل
مسدت لها الفستان ثم سألت :
-كيف يبدو لك هذا ؟
كان الوقت متأخرا حين غادر فنسنت وشارلوت فشغلت تشيلسي نفسها في المطبخ متجنبه كايد الذي تمدد علي الأريكه كعادته  علي ركبته القطه وفي يده الغليون
لكنها أخيرا دخلت غرفه الجلوس , فلا يمكنها الأستمرار بالعيش معه وهي تقفز مذعوره كلما سمعت خطواته  يجب أن توقفه عند حده
- أظن من الأجدى لنا ألا نكرر ما حدث هذا المساء
- أتشيرين الي العناق وألى مباراه المصارعه الصغيره ؟
هزت رأسها أيجابا فأكمل :
- لكن في كلمه "الأجدى" هذه ماهو بعيد كل البعد عن المرح
تقدم الي النافذه ليتأمل تراكم الثلج في الشارع وقال :
-تشيلسي أننا في موقف حرج هنا
- قد يكون حرجا لك لكنني لم أكن متضايقه
- هذه كلمه السر لم تكوني فأن كنا لا نلاحظ وجود بعضنا بعضا نستطيع النجاح أما الآن فما عاد ينفع التظاهر أنا لم أكن أمزح معك تشيلسي , فأنا أجد صعوبه كلما رأيت تلك الحركات البهلوانيه السخيفه
- سأتدرب فقط في غرفتي أقسم لك
أبتسم من الرعب الذي أجتاح صوتها
- لكن الأمر لا يتعلق بالملابس فقط تشيس أنه عطر شعرك , وطريقه ضحكك وأنت لست محصنه أيضا مني
لن تستطيع أنكار هذه الحقيقه , فقالت بصوت متردد:
- كايد ماذا يحدث لنا؟
- لست واثقا كل ما أعرفه أن هذه فتره غير عاديه من حياتنا ربما في الصيف القادم يذهب كل منا في طريقه  لكن في الوقت الراهن نحن نسجل الوقت , بانتظار التغيير التالي في حياتنا
- ألن تبقي في الجامعه ؟
- علي الأرجح لا سأعود الي لندن ربما  من يعلم؟ وأنت ستنتقلين الي حيث تقودك وظيفتك الأولي
- هذا أذا حظيت بها
- ستحظين بها فهذه فتره قاحله غريبه في حياتنا ننتظرفيها قدوم الصيف , فلماذا لا نتمتع بالأشهر القليله القادمه معا ؟
- أتعني أن نكون علي علاقه؟
- لا يعجبني وصف الأمر بهذه الطريقه لكن أجل هذا ما أعنيه
ردت بصوت متوتر:
- لا أريد علاقه معك كايد
كانت في منتصف طريقها ترتقي الدرج حين سألها بكسل من الأسفل
-لا تريدينها أم تخشينها ؟ فكري فيها مليآ تشيلسي , فالرد يعني الكثير لي

دقت ساعة الزهورМесто, где живут истории. Откройте их для себя