في بلاط الماركيز 11 لـ منى لطفي

10.6K 351 6
                                    


في بلاط الماركيز

الفصل 11

بقلمي/احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

وقفت ايزابيللا تزفر بحنق وتحدث نفسها كعادتها كلما حدث ما يثير غيظها وغضبها الناري فيما كانت تقوم بفرك ظهر"قيصر" بقوة:

- لا أدري متى سينصرف أصدقاء راؤول, بحق السماء لم يكد يمض سوى ثلاثة أيام وكأنهم ثلاثة أشهر, وما زاد الطين بلة أن الكونتيسة الأم قررت أنها ستذهب الى أحدى قريباتها في البلدة المجاورة رغبة منها بنيل قسط من الراحة حالما وجدت ما يعج به القصر من فوضى جراء ضيوف راؤول...

سكتت قليلا واستندت بذراعها فوق ظهر قيصر وهي تردف مغمضة عينيها وكأنها تتلو صلاة في نفسها:

- بحق السماء متى ستنتهي تلك الأجازة اللعينة؟, فقد بلغ صبري منتهاه خاصة مع تعقب ذلك اللعين فيليب لي والذي رآه راؤول مناسبة ليتقرب هو من فاتنته المدلهة في هواه ولكنه أعمى عن رؤية ذلك الحب الذي تظن نفسها قد نجحت في اخفائه ولكن ذلك قد ينجح مع الرجل ولكن الأنثى لا يفهما سوى أنثى مثلها...

أسدلت عينيها تنظران الى قيصر وهي تتابع بنزق:

- وتلك الـ جانيت!, انها كدودة العليق تلتصق به أينما ذهب!, وهو لا يعترض على ذلك, من الواضح أن رجال هذه العائلة قد فقدوا حس التميز لديهم فأحدهم يظن حبيبته غير شاعرة به بل وانها تنجذب لغيره والآخر لا يرى أي خبيثة تلك التي تكاد تطبق على أنفاسه من شدة رغبتها في الاستحواذ عليه, وأنا حائرة بين هذا وذاك وفوق هذا كله مضطرة لتحمل سماجة هذا الـ فيليب كي يخلو الجو لراؤول الأحمق مع حبيبته الغبية!, أي عائلة مجنونة شاء حظي العثر أن أمكث معها؟!..

تعالى صوتا ساخرا آتيا من أمام باب الحظيرة يقول:

- أنني أحسد ذلك الفرس لاهتمامك به بتلك الصورة حتى أنك تقضين معه معظم يومك, لقد مرّ الآن أكثر من نصف ساعة وأنت تقومين باغتساله بإخلاص منقطع النظير!.

كشرت ايزابيللا وشتمت في سرها قبل أن تستدير ناظرة الى مصدر الصوت, كانت الشمس تنعكس على وجهه فظللت عينيها بيدها الحرة بينما لا تزال الأخرى تمسك بالفرشاة الخشنة التي كانت تفرك بها جسد قيصر, أجابته ببرودة ظاهرة:

- ما الذي أتى بك الى هنا؟.

تقدم منها بخطوات بطيئة ذكرتها بخطوات الثعلب الماكر لدى اقترابه من طريدته, وقف على بعد انشات صغيرة منها ومال برأسه ناحيتها وهو يعلق بخبث غامزا بعينه اليمنى بمكر:

- اتبعت رائحتك فهي التي أتت بي الى هنا!

كشرت ايزابيللا في وجهه ونظرت اليه بغضب جعل زمردتيها تبرقان كالأحجار النفيسة ليلمع الاعجاب في مقلتيه وتشتد رغبته بنيل هذه البجعة المتوحشة ضراوة وهو يسمعها تهتف به بغضب مستعر:

في بلاط الماركيز رواية غربية كاملة بقلمي منى لطفي (احكي ياشهرزاد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن