في بلاط الماركيز 5 لـ منى لطفي

11.5K 379 5
                                    


في بلاط الـماركيـز!!

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

الفصل الخامس

دخلت القصر تركض وكأنها تقفز ملهوفة لرؤية عرابتها وإبلاغها بأمر خروجها مع راؤول, وجدتها تقف في البهو تراقب الخدم وهم يقومون بتنظيف التحف والأنتيكات بكل حرص, كانت تقف تشير لهذه وتلك بسبابتها تملي عليهن أوامرها عندما تقدمت ايزابيللا من خلفها بخفة وهي تضحك بصوتٍ مكتوم ثم فاجئتها من خلفها بأن أمسكت بخاصرتها ومالت عليها مقبلة وجنتها المغضنة بقوة.. بينما صدرت شهقة لوعة من تيريزا وكادت تقفز رغم بدانة جسمها الواضحة خوفاً وذعراً!....

التفتت إليها بعنف لتفاجئ بوجهها الطفولي الفاتن وابتسامتها الشيطانية ونظراتها المشاغبة التي تتقافز في عينيها, أغمضت تيريزا عينيها وتنفست براحة ثم فتحتهما ناظرة إلى إيزابيللا بلوْم وقالت بتأنيب خفيف:

- متى ستكفين عن أفعالكِ الصبيانية تلك يا فتاة؟ لقد كدتِ تصيبينني بسكتة قلبية جراء مزاحكِ الثقيل هذا!.

اصطنعت ايزابيللا الحزن وقلبت شفتيها وقالت وهي تطالعها بنظرات بريئة جعلت قلب تيريزا يشفق عليها, بينما سمعت تلك الشقية وهي تقول ببراءة مزيفة:

- هل تعنين أني ثقيلة الظل عرابتي؟ لقد أصبتني في مقتل بقولكِ هذا!.

ووضعت يدها فوق قلبها مصطنعة المرض وتأوهت بتمثيل جعل تيريزا لا تقوى على الغضب منها أكثر من ذلك, فابتسمت وهي تراها تغمض عينيها مصطنعة المرض, فما كان منها إلا أن أمسكت بشحمة أذنها مما فاجئ ايزابيللا ففتحت عيناها واسعاً وهي تتأوه ترجوها أن تترك أذنها ولكن تيريزا لم تنصت لها وهتفت بها معنفة:

- أنتِ لن تكفين عن أفعالكِ المشاكسة هذه إلا عندما تواجهين موقفاً لا تحسدين عليه, قد تتسببين في موت أحدهم فجأة نتيجة شيطنتكِ تلك!.

صدح صوت قويّ يؤكد قائلاً:

- وأنا أوفقك تيريزا وبقوة!..

شهقت تيريزا دهشة واعتدلت تاركة ايزابيللا وهي تهتف باحترام بينما تمسد ثوبها بيدها المكتنزة:

- سيدي الماركيز, عذراً!.

بينما لم تعره ايزابيللا اهتماماً فقد كان شغلها الشاغل تخفيف الألم عن أذنها التي تكاد تقسم أنها ولابد تقارب الشمندر في لونها الآن!!.

كانت تفرك أذنها عندما انتبهت لزوجين من الأعين تنصب عليها.. أحدها تطلب منها التكلم والآخر... بتفكّه غريب عليه!!.

نطقت ايزابيللا أخيراً قائلة وهي تشيح بنظراتها بعيداً:

- مرحباً سيدي الماركيز...

في بلاط الماركيز رواية غربية كاملة بقلمي منى لطفي (احكي ياشهرزاد)Where stories live. Discover now