الفصل الرابع

Start from the beginning
                                    

-فضيحة أخلاقية لعارضة أزياء شهيرة!

فارت دمائها وهي تكمل قراءة التفاصيل التي تضمنت صورة لها من أحد العروض القديمة التي أدتها في أحد عواصم الموضة مصحوبة ببعض الأكاذيب عن كون الحفل انتهى بسلوكيات منحرفة وتجاوزات مسيئة من قبل العارضة، شعرت "آسيا" بالحنق لمجرد إطلاق مثل تلك الشائعات عنها، فهي ليست من تلك النوعية الرخيصة التي تسعى لجذب الأنظار بفعل ما هو مشين أو ادعاء تلك الأقاويل عنها، لكنها تعلم جيدًا أنها حربًا غير معلنة مع العارضات الأخريات والوكالات الإعلامية التي تدعمهن لجذب الانتباه والشهرة وتسليط الضوء عليهن، أطلقت سبة نابية لتقول بعدها بضيق:

-مش معقول كده، كل شوية كلام كذب عني، حاجة تقرف!

بالطبع لم يكن الأمر لمجرد الظهور إعلاميًا فقط وبقاء اسمها على الساحة الفنية، ولكن للمسألة أبعاد أخرى من حيث الدعاية المجانية للمؤسسة الصحفية التي تتداول الخبر وزيادة أرباحها التجارية، كذلك رفع التمويل المادي للعارضات الشهيرات ومضاعفة الإقبال عليهن، فأخبار كتلك تلقى صدى واسعًا في عالم الموضة وتكسب العارضة شهرة منقطعة النظير، كما تسعى خلفها عدسات الكاميرات والبرامج الترفيهية الشهيرة لتقصي أخبارها، و"آسيا" تعد من القلة الذين ذاع صيتهن وحققت شهرة واسعة في ذلك المجال، فقدت شهيتها بعد قراءتها لذلك الخبر المزعج وواصلت متابعة المزيد من الأخبار عن عالم الموضة.

.................................................

لم تكن الوحيدة التي طالعت ذلك الخبر المنتشر على الصفحات الإخبارية، فعلى الجانب الأخر وهو يجري كعادته تصفح الأخبار وقف عنده مصدومًا مذهولاً، تصلب جسده مع قراءته لفحواه المزعج، عادة لم يكن ليهتم بالأمر لولا رؤيته لصورتها الصارخة فجذبت أنظاره إليها، عرف هويتها على الفور، فشخصية مثلها لا يمكن أن تنسى أبدًا، تحولت تعابير وجه "معتصم" للحدية ونظراته للإظلام معتقدًا أنها بالفعل قد قامت بتلك الأمور المشينة، قست نظراته وهو يتوعدها قائلاً:

-مش هاسمحلك تلوثي سمعة العيلة، دي فيها موتك!

أغلق جهاز (التابلت) الخاص به وأسنده بإهمال على سطح مكتبه، شبك كفيه معًا وهو يفكر مليًا في طريقة تمكنه من ردعها قبل أن يعرف أحد ما صلة عائلة "وحيد المصري" بها، انتبه للدقات الخافتة على الباب قبل أن تطل السكرتيرة برأسها قائلة بنبرة رسمية رغم رقتها:

-أستاذ "نبيل" منتظر حضرتك يا فندم

رد بتلهفٍ وقد حل يديه ليشير لها:

-دخليه بسرعة

أومأت برأسها قائلة بابتسامة لطيفة:

-حاضر يا بشمهندس!

ولج شاب ما إلى داخل مكتبه على ملامحه تعابير متحمسة وهو يقول:

المُحترَمُ البَرْبَريُّ ©️ - كاملة ✅Where stories live. Discover now