part 17 (just Beginning)

Start from the beginning
                                    

" حسنا " هذا كل ما نطق به بعد لحظات من جملتها ، بحث خلالها عن الصدق داخل عينيها.

اكملت فريدة تناول طعامها وما ان انتهت انتظرت ان تعرف اذا كان يريد ان يتحدث معها الان ام لاحقا .. وعندما وجدته مازال يتأملها بتلك النظرات الغامضة والتي تكاد تخترقها نهضت وهي تقول بتوتر : ساذهب لارتاح قليلا.
امسك يدها يطلب منها الجلوس مرة اخري : اريد ان نتحدث اولا فيما تريدي ان اوضحه لكي.

نظرت له بارتباك لما تشعر بكل ذلك التوتر " اهدئ فريدة " : اريد ان اعلم لما لم تخبرني بامر وصية بن باملاكه لي ؟
اراح ظهره علي الكرسي : لم يسمح الوقت بذلك ؛ فانتي كنتي في شبه دوامة بالكاد خرجتي منها.

اومأت فريدة وهي تطبق كفيها بثبات فوق بعضهما البعض ، وتتأمله وتتفحص لغة جسده المسترخية ، التي تدل علي صدقه ، وتحاول بشده مضغ تلك الاجابه المختصره غير الشافية بالنسبة لها : حسنا ادهم ، لقد اخبرتني سابقا ان من كان وراء حادثتي هم المافيا ، واخبرتني ايضا انك تتعامل مع المافيا ليحمون مشاريعك ، وكذلك اخبرتني ان جاستن صديقك وهو من اراد قتلي ... ما الذي استطيع ان استنتجه من كل هذا ؟! .. هل يمكن ان ترتب لي هذه الجملة ؟!

ابتسم ابتسامة واسعة حتي بانت اسنانه من تلك الماكرة التي تجلس امامه ولا تفوت اي شيئا قاله !!  :  لا اظن ان امرأة بذكاءك تعجز عن ذلك !
ابتسمت بسخرية : انت قولت انك ستوضح لي ما اريد .

تنهد وقد اكتست ملامح وجهه بجديه وجمود وقال ما تريد سماعه: جاستن يعمل لحساب المافيا.
ابتسمت فريدة بنصر فقد توصلت الي ذلك منذ البداية ، ولكنها ارادت ان تعلم اذا كان سيخبرها بذلك ام لا ، ولم يخيب ظنها : وانت ؟!

رأي التوتر في عينيها وهي ترمش بسرعة ، وتعض علي شفتها السفلي بطريقة مثير ، تدل علي انها تمنع نفسها من قول شئ ، او انها تخشي ما سيقوله !! .. ضع حدا لتعاستها ادهم وانهي هذا النقاش : لا فريدة ، لقد اخبرتك مسبقا ، عملنا محدد بحمايتهم لاعمالي مقابل ما ادفعه لهم من اموال.

اختارت ان تصدقه ، اختارت ان تفعل ذلك ، نبرة صوته الهادئة الواثقة ونظرة عينه الثابته والثاقبة ويديه التي يضمها معها في حزم ، لم تعطيها فرصة للشك .. حقا ، الاشياء لا تبدو علي حقيقتها كما الاشخاص !! تلك القاعدة العريقة في علم النفس التي من المفترض انها اساس تعاملها مع الناس ، واساس علاقتها باي شخص.

بقي شيئا اخير عالقا : لما تزوجتني ادهم ؟! اعني كان امامك الكثير من البدائل لتحصل علي ، والزواج اخر شيئ من بينهم ؟!!
ادهم بنبرة شديده الهدوء : لانني اردت ذلك .
فريدة : فقط ؟!!

بقي ينظر لها وهو يفكر " كلا منا له اسبابه صغيرتي ولكن المهم ان نتمسك بما لدينا حتي النهاية " ، فهو لن يخبرها كيف يشعر بانها بطريقة او بأخري تعني له شيئا لم يشعر به من قبل ، لن يخبرها عن الجحيم الذي تشتعل بداخله من فكرة انها من الممكن ان تكون لغيره ، لن يخبرها ان شيئا ما في جسده يحترق للحظة التي ستكون فيها بين يديه بارداتها ، لن يخبرها عن تلك الفكرة اللعينة التي سيطرت عليه لم يستطيع التخلص منها ، انها خلقت لتكون له ، ملكه وحده ، هو فقط من له الحق في امتلاك هذا الجسد .. ولكنه اضاف ليريحها بشيئا من الحقيقة : حسنا ، اردت ان احصل عليك بالطريقة التي اضمن بها انك ستكونين لي فالنهاية ، لانني لم اكن واثقة من موافقتك علي ان تكوني خاضعتي .. هل هذا كافي كأجابة ؟؟

Never let me go (+18) ابق معي ابداWhere stories live. Discover now