الاخير

8.2K 209 37
                                    


جلست على مهل على كنبتها المعتاده .. همست .. افتحي الستاير نعيمة .......... اغمضت عيونها تستقبل شعاع الشمس وهي بتتلمس بطنها .. حمدت ربها الى سلم لها ابنها بعد الفتره العصيبه الى مرت عليها .. كانت على وشك تخسره لولا اصرارها واتباعها لتعليمات الدكاتره .. اخذت نفس تبعد ذكريات الأشهر الماضيه والخوف الى انتابها على ابنها .. بقيت 3 اشهر نايمه على ظهرها ومابتتحرك من سريرها لحتى عدت مرحلة الخطر و صار فيها ترجع لحياتها طبيعي .. تنهدت لما حست بهواء الشتا البارد .. تبسمت بضعف وهي لسى مغمضه عيونها وبتفكر .. الحبس الإنفرادي الى فرضته على نفسها كانت محتاجته لحتى تقدر تتماسك بعد رحيل خالد عن البيت ...... ذكر اسمه حتى لو بداخلها بيخلي قلبها ينبض بسرعة .. والاهات تتصارع بصدرها .. والدموع تتسابق لعيونها من الشوق له .. خاصة انه مو راضي يستسلم ... طلبت من نعيمه بصوت واطي .. لو سمحتي شغلي الشريط رقم 24 ............... حطت نعيمه على اكتاف ليلى شال وهي بتقول .. لازم تتدفي منيح ياخانم .. مو ناقصة مرضه جديده .............. فتحت ليلى عيونها وابتسمت بموده لنعيمه قبل ماترجع تغمض عيونها وهي بتستمتع باشعة الشمس ... دقائق وكان صوته بيملئ المكان .. توتر تنفسها ولفت بطنها اكثر وهي بتسمع واحد من الاشرطه الى بيبعثهم اكثر من مره بالأسبوع .. اختار طريقة غريبه للتواصل معها !! بيرسل لها شريط مسجل عليه صوته بقصيده شعريها غير فيها بعض الكلمات وضاف اسمها وبعد ما ينتهي من القائها .. بتبدأ انغام الموسيقى .. وتطلع نفس القصيده مغناه بصوت احد المطربين .....
قالت يا خالد لا تحزن .... فالحب عليك هو المكتوب
يا خالد قد مات شهيدا ... من مات فداء للمحبوب
مقدورك أن تمضي أبدا في بحر الحب بغير قلوع .. وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع
مقدورك أن تبقى مسجونا بين الماء وبين النار
فبرغم جميع حرائقه وبرغم جميع سوابقه وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار
وبرغم الريح .. وبرغم الجو الماطر والإعصار
حبك لليلى يا خالد أحلى الأقدار
نزلت دمعه من عيونها .. دائما بتبكي عند هالمقطع .. صوته بيألمها .. بتحس فيه غصه بتخنقها لأنها السبب فيها .. اخر شي بتتمناه ان تسبب له اي الم ..
بحياتك يا خالد امرأة .. عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود .. ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجري المجنون .. يسافر في كل الدنيا
والخصر رقيق كالرؤيا
وطيور الصيف تفكر بالشفة العليا .. كي تسرق منها ياقوتاً أو تخطف زهرة جاردينيا
قد تغدو امرأة يا خالد يهواها قلبك هي الدنيا ..
اخذت نفس تنتظر الجمله الى بينهي فيها هالقصيده ( ليلى .. حبيبتي .. انت دنياي .. بدلي حزني فرح وارجعي لي )
بعد هالجملة بدأت اغنية قارئة الفنجان بصوت عبد الحليم .. جلست تستمع لها ودموعها بتنزل بهدوء شلالات على خدودها .... صوت عبد الحليم اعطى بُعد مختلف للغنيه .. بعد حزين يناسب مودها المستمر من اشهر .. كم كانت خطوه صعبه ابتعادها عنه .. كم عانت وبكيت وانهارت .. لهلأ بتتذكر شو عمل اول ماشاف القصيده جنبه .. كانت بغرفتها مخبيه وجهها بالمخده وبتبكي .. صوته الى بينده بأسمها وخبطه على الباب زاد بكاءها .. غطت اذانها لحتى ماتسمع كلامه .. كان بينده لها وبيذكرها بالليله الى قضوها مع بعض .. بحبهم .. بأبنهم الى جاي .. بيحلفها اذا كانت شاكه بحبه او شاكه انه بيخدعها .. صرخ كلمات كثيره قبل مايهدء ويترك بابها بسلام .... بعد ساعة كانت واقفه منهاره عند الشباك بتطلع عليه وهو بيركب السياره وبيترك البيت .. ليلتها اجت الإسعاف اخذتها بسبب النزيف الى صابها .. حالتها النفسيه وبكائها المستمر اثرو على حملها الجديد وكانت على وشك تخسره .. تخسر الشي الوحيد الى رح يربطها بخالد طول العمر .. صرخت بكل الأطباء .. صرخت بدون وعي وهي بتطلب منهم يساعدوها لحتى تحافظ على جنينها .. تفهم احد الأطباء حالتها وطلب منها ان توعده بتنفيذ اوامره وهو على استعداد ليعمل المستحيل لحتى يحافظ على جنينها .. فعلا نفذت كل اوامر الدكتور بحذافيرها وزياده .. حتى انها حبست نفسها بالغرفة وعلى سريرها وكانت بتجبر نفسها على النوم لساعات طويله بالليل والنهار لحتى ماتفكر بخالد .. همها كان فقط الجنين وانقاذه .. رح تموت لو فقدته .. اغلى هديه قدمها لها خالد .. خالد حبيب الروح الى بتموت كل يوم شوقها له ............ رفت بعيونها قبل ماترفعهم لنعيمه الى واقفه جنبها وبتربت على كتفها .. ابتسمت لنعيمه الى بتبكي بصمت على حالها .. همست بصوت ضعيف .. لا تقلقي على .. انا بخير .................. بصوت باكي ردت نعيمه .. كيف بخير ياخانم .. الى بيشوفك مابيسدق انك حامل بالسابع .. وجهك اصفر وشاحب .. ياخانم منشان خاطري .. منشان خاطر المستشار الله يرحمه .. احكي مع د.خالد .. قابليه وحلي هالمشكلة .. انت كل يوم بتدوبي من القهر والزعل وسدقيني اعمامك مو حاسين فيكي ................... ربتت على ايدها لنعيمه وهي بتقول .. لا تقلقي علي نعيمه .. انا بخير ورح ابقى بخير ان شاء الله .. بنت المستشار مابتهزمها محنه ......... اخذت نفس قبل ماتكمل .. بس كلشي بوقته حلو .................. اي وقته ياخانوم !! ................ قاطعتها ليلى بهمس وهي بتغمض عيونها .. في اي شي جديد اليوم !؟ ................ مسحت نعيمه دموعها وهي بتقول بقلة حيله .. الدكتور عند سور البيت بده يحكي معك ..................... فتحت عيونها بسرعة .. بخطوات سريعه مشيت للشباك متجاهله تعليقات نعيمة .. على مهلك ياخانم الله يحميكي ................ وقفت عند الشباك ومالت لتشوفه .. صحيح مارح تقدر تشوفه بوضوح بسبب المسافه بس مع هيك افضل من لا شيء .. كل يوم بتحرص تصحى بهالوقت المبكر على امل تشوفه لما بيجي ليوصل الشريط .. بعد دقائق من التأمل بصاحب الكاب الأسود الى واقف جنب الحارس همست .. قولي له نايمه ....................... ياخانم ............... بنفس النبره هالهادية كررت .. قولي له نايمه ................. امرك ياخانم ............ عيونها ما تحركت من عليه على امل تشبع من شوفته و تخفف لوعة الشوق الى بقلبها .... بس الدموع الى ملئت عيونها عكرت عليها هاللحظات وحرمتها من التمتع زياده برؤيته ... حطت ايدها المرتجفه على شفايفها لتكتم شهقاتها وهي بتقول ..
لوعة الحب في فؤادي تعاصت .. أن تداوى ولو أتى ألف راق
كيف يبرأ من علة وعليها .. زائد علة النوى والفراق
فانسكاب الدموع جارٍ فجارٍ .. والتهاب الضلوع راقٍ فراق
غمضت عيونها وهي بتتنشق الهواء الى جاي من ناحيته .. على امل تشم ريحته .. يالله كم مشتاقه لريحته .. للمست ايده .. بقيت واقفه وماتحركت لحتى تحرك ودخل سيارته ومشي بعيد ............ بقيت واقفه مكانها تتامل المكان الى كان واقف فيه لحتى دخلت نعيمه وهي بتقول بحزن .. ارسل لك هالشريط ياخانم ........... بدون ماتلتفت لها قالت .. شغليه ....... تنهدت نعيمه بألم وهي بتقول .. شكله تعبان ياخانم .. ضعفان ووجهه مافيه لون .. حتى الشيب كتر بشعره .................. ابتسمت ليلى وهي بتهمس .. رح يزيده وسامه ................ كمحاوله اخيره قالت نعيمه بتوسل .. ياخانم .............. قاطعتها ليلى بحزم .. شغلي الشريط .......... بقلة حيله مشيت نعيمه للمسجل وشغلت الشريط .. غمضت عيونها وهي بتسمع صوته بينشد لها ..
ســــــلبت ليلى منّيَ العقل قلت يا ليلى ارحمي الــــقتلى
حبّها مكنون في الحشا مخزون أيّها المفتون قم بنا ذُلاّ
إنّني هائم ولها خــــادم أيّـــــــها اللائم خلّني ... مهلا
لزمت الأعتاب وطرقت الباب قلت للبوّاب هل ترى وصلا ؟
ســــــــــــلبت ليلى مني العقل قلت : يا ليلى .... ارحمي القتلى
غضت شفتها الى بترجف لما قال ( ليلى .. بترجاكي ارحميني .. مشتاق لك كتير .. حبيبتي )
بصوت بيرجف قالت لنعيمه .. رقمي الشريط .............. مشيت بخطوات بطيئه لسريرها ..... ما التفتت لنعيمه الى بتسأل .. مابدك تفطري ياخانم !! ................. دخلت تحت اللحاف وغطت راسها وهي بتقول .. بدي انام ساعه وبعدها بفطر .. سكري الشباك والستاير .................

*************

إشتقت إليك.. فعلمني أن لا أشتاق
علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق
علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق
علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق

ارحل ياحبيبي .. ارحل ... الورقة المكتوب فيها هالقصيدة هي الشيء الوحيد الى بقي له من ذكرى ليلى مع خصلة الشعر الى قصها من شعرها من زمان .. اغنية عبد الحليم اصبحت معه وين ومابيروح .. مابيشغل ولا بيتغنى بغيرها ..
موجه من الغضب كانت بتعتريه مع انغام الغنية ولكن بعد مضي شهور على رحيله بدأ الهدوء يتسلل لقلبه .. الهدوء وليس الرضى .. مستحيل يرضى بالبعد عنها .. مستحيل يرضى يرجع لعيشة الجفاف الى كان عايشها .... متأكد من حبهم لبعض .. وحبهم هو الى بيعطيه القوه ليستحمل الى بتعمله فيه ليلى .. بالأول كان غاضب منها كتير .. خاصه بعد ما حاول يشعرها بحبه لها .. هالحب الى دخل قلبه غصب عنه ولخبط حياته وخلاه يتصرف تصرفات ماتوقع بحياته تطلع منه .. ويشعر بمشاعر كان بيحلف انها غير موجوده فيه .. لأن عقله كان رافض اي تغير وحاول يعلن الحرب على قلبه الى استلسم لها من اول نظره .. اول ابتسامه منحته اياها بعد ماعرفته بحالها ..... انا ليلى ......... ابتسم لذكرى اول لقاء بينهم .. ثقتها بنفسها واستخفافها فيه جننه .. فجر براكين غضب بداخله .. كيف بتسمح لحالها تتصرف معه هيك !! ...... حاول جاهد يحطها بمكانها ويحارب سحرها .. النتيجه ان رفع الرايه البيضا .. وبسرعة ....... صف سيارته امام العماره الى ساكن فيها .. بخطوات بطيئه طلع للطابق الثاني .. اول مافتح باب الشقه ابتسم بوجه مازن الى بيفطر .... ابتسم له مازن وهو بيقول .. صباح الخير .............. رد عليه خالد بصوت متعب .. تصبح على خير ................ ضحك مازن وهو بيعلق .. لازم نلاقي لك حل بأدمان العمل الى عندك .. صار لي اشهر ماشربت معك فنجان قهوة ............ ابتسم له خالد وهو بيرمي كابه على الكنبه وبيقول .. عندي حاله معقده .. بتمنى اجد لها الحل بسرعة ................ هز مازن راسه بتعاطف وهو بيقول . الله يوفقك ........ بتردد ضاف .. مريت على ليلى ................ اخد خالد نفس بطيئ وهو بيطلع بأخوه بنظرات متعبه فيها مسحة الم قبل مايلتفت ويمشي لغرفته بدون مايرد على مازن .....
بعد ما غسل ولبس بيجامته .. تناول اللاب توب وجلس على السرير يبحث عن قصائد واشعار للشريط الجاي .. ماتخليل ابدا ان بيوم يهتم بقصائد الحب !! .. او يحفظها !! .. عقله كان بالأبحاث وبس .. وهلأ عقله صار يتنبه لأي كلمه حلوه بيسمعها .. اي تعليق او وصف غرامي .. كله بس منشان خاطرها ... بعد بحث ابتسم لما شاف اغنية فيروز .. تناول الركوردير تبعه وبدأ يسجل ..
لو كان قلبي معي لخترت غيركم و لرضيت سواكم في الهوى بدلا
لكنه راغب في من يعذبه و ليس يقبل لا لوماً و لا عدلا
قمر تكامل في نهاية حسنه مثل القضيب على رشاقة قده
فالبدر يطلع من ضياء جبينه والشمس تغرب في شقائق خده
ملك الجمال بأسره فكأنما حسن البرية كلها من عنده
يا من حوى ورد الرياض بخده وحكى قضيب الخيزارن بقده
دع عنك ذا السيف الذي جردته عيناك امضا من مضارب حده
كل السيوف قواطع ان جردت وحسام لحظك قاطع في غمده
ان شئت تقتلني فانت محكم من ذا يطالب سيد في عبده
اخذ نفس قبل مايقول ( ليلى .. حبيبتي .. كفايه عذاب .. اسمحيلي اشوفك واحكي معك ... اشتقتلك كتير )
اغلق الركوردير ووضعه مع الجهاز على الطاوله جنب سريره .. فرك جبينه بتعب قبل مايتناول خصلة الشعر من تحت مخدته ويشمها اكثر من مره وهو بيتذكر اول ليله قضوها من بعض .. غمض عيونه ونزل على مهل للمخده وهو بيتذكر هالليله .. الليله الى ماعاد فيه يسيطر على حبه ورغبته فيها .. الليله الى اعترف فيها لنفسه انه بيعشقها .. انه مجنون فيها .. انها ضروريه بحياته كالهواء .. وانه مستحيل يقدر يستمر من غيرها ..... همس قبل مايستسلم للنوم من التعب .. من حقك تتأكدي .. من حقك تتألمي .. من حقك تغضبي .. من حقك تعاقبي .. ومن حقي استمر بحبك واستردك ........

******

وسأكتب اسمك فوق جدار القلب .. ليكون منيعا ضد الامواج
أحبك يا نبض القلب .. و همس الانفاس للفؤاد فى ليالى العذاب
حبك املى الذى انتظرت .. و حلمى الذى طالما تمنيت

🎉 لقد انتهيت من قراءة غنى الهوى .. ليلى الكاتبه / سحابه نقيه 🎉
غنى الهوى .. ليلى الكاتبه / سحابه نقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن