الفصل التاسع

ابدأ من البداية
                                    

بقيت كل النهار تفكر بحالة هلين وهي بتردد قصيدة يا لوعةَ الحب أثرت الأسى في كبدي المقروحة الظاميه .. كتمتها دهرا ولكنها ما فتئت كالجمرة الواريه.. تأكل من جسمي وتصلي الحشا والقلب من نيرانها الحاميه ....... من كل قلبها حزنت على هلين .. مابأيدها اي شيء تعمله .. وقلبها مابيطاوعها تقدم لها خالد على طبق من فضة .. سنين طويله مرت وهي بتنتظر هاللحظة بصمت .. وليالي طويله حلمت بوجه شافته مره وحده بس فأنطبع بقلبها للأبد .. مع انها كانت طفلة بس هالمره الوحيدة خلتها تحس وتتأكد انه الشخص الى بتقبل تنسند عليه .. الشخص الى بدها تكون معه اسره .. الشخص الى بدها تكبر جنبه وبحضنه .. تنهدت وهي بتتذكر كلام ابوها الغير مباشر عن صعوبة الى ببالها .. لكنها كانت عنيده لدرجة انها قبلت التحدي وقررت تحصل على الشخص الى دق له قلبها من الصغر .. الشخص الى منشانه لبست فستان وتنوره وهجرت البنطلونات .. الشخص الى اجبرت حالها على ان تتحول من فتاة شقية الى فتاة هادية ... ترحمت على ابوها وهي بتتذكر كيف ساعدها بعد ماشاف العناد والإصرار بعيونها وتصرفاتها .. ابوها وعدها ان يعمل المستحيل ليخلي هالقلب يرتاح بقرب من اختار .. المستشار نبيل وعد .. ونفذ وعده ....

بعد ما دخل سامر للنادي العصر .. ماكان لها مزاج لتقرأ شي .. والجو كان رائع .. الشمس طالعه مع نسمة هوا بارده لطيفة .. قررت تتمشى شوي لحتى تهدي اعصابها وترتاح .. في نفس الحي حديقة صغيره وفيها بحيرة اصطناعية .. قررت تتمشى حوليها بعيد عن صخب الشارع ...... مامرت 10 دقائق الا وبتسمع شخص بينده لها .. ليلى .. ليلى .............. وردو خدودها وهي بتشوف سليمان بيركض لناحيتها وهو لابس شرت وبلوزه رياضيه ورابط شعره ............. سألها وهو بيلهث .. شو بتعملي هون !؟ .......... بتمشى مثل باقي الناس .. وانت شو بتعمل هون ؟ ............. شاور على ملابسه وهو بيجاوب .. رياضه بحب اركض بهالوقت ...... كمل وهو بيطلع بعيونها .. انت اكيد بنت ريف .. لأن دائما بشوفك بتتحركي مو مثل بنات المدينه ................... ضحكت وهي بتقول .. صحيح نوعا ما .. انا كنت عايشه بضاحية بعيده عن ضجة المدينه .. بابا الله يرحمه كان بيحب الهدوء والهواء النقي .............. مشي جنبها وهو بيقول .. معه حق .. الى بيشم الهوا النقي مابيعود بيعجبه اي هوا ............... ماعلقت وبقيت تمشي .. دقائق صمت مرت وسليمان بيمشي جنبها بصمت قبل مايقول .. بتمنى ما اكون سببت لك مشكلة مع د.خالد ............... هزت راسها بلأ وهي بتأكد .. لا مافي شي لا تقلق ................ التردد كان واضح بنبرته وهو بيقول .. طيب .. انا .. انا بدي اعرفك عن نفسي اكثر لو تسمحي لي .............. اطلعت فيه وهي بتبتسم ......... سليمان اخذ ابتسامتها على انها موافقة على طلبه فبدأ يحكي .. انا سليمان .. مدرس رياضه عمري 26 سنه .. مسلم .. هاجرت لهون من 20 سنه مع اختي الوحيدة .. امي وابي متوفين من زمان .. مالي اي علاقات نسائية وهاي حطي تحتها مليون خط .. بعشق الرياضة والحياة البريه .. مخطط اشتري لي ارض برا المدينه او بمنطقة ريفيه وابني عليها بيت واربي فيها اولادي .. ماعندي اي هوايات اخرى غير الزراعة احيانا .. طولي 190 ونمرت رجلي 46 ......... مابتعرف ليش مع سليمان بتضحك كتير .. وبدون معنى .. يمكن لأن شخصيته شوي بتشبه ريان !! او يمكن لأنه بيتصرف بعفويه معها !! .. مابتعرف ....... بمرح علقت .. لو سمحت انت اخفيت اهم معلومه عنك ............... رفع حواجبه وهو بيسأل .. شو هي !؟ ................. بمكر سألت .. كم وزنك ؟ ............... بمزح قال .. لالا لو سمحتي هاي معلومه خاصه كتير .. نحن مابنعرف بعض لهالدرجة حتى اقول لك كم وزني .. وبعدين مثل مانك شايفه انا كل جسمي عضل يعني وزني رح يكون اكترمن الطبيعي .............. احمر وجهها بخجل لما شافته بيعرض عضلاته امامها .. ضمت جسمها بخجل ومشيت وهي بتبتسم ....... لحقها سليمان وهو بيسأل .. طيب عرفيني عن نفسك اكثر ............ انا ليلى ..................... بس !! هذا الى طلع معك !! .. طيب على الأقل اسم ابوكي !! ............... اسرعت بالمشي وهي بتقول بضحك .. لما بتقول لي كم وزنك بقول لك اسم ابي ................. قبلت دعوة سليمان على فنجان هوتشوكليت على شرط ان يشربوها بالطريق لعند سامر ...... ضحكت بمرح لما شال سليمان سامر وركبه على اكتافه طول الطريق للبيت .. مابتنكر انها بتستمتع كتير بالحديث معه .. بيذكرها بريان بشكل كبير .. يالله كم مفتقده وجوده ووجود مازن معها ...... عند الأصنسير شكرته قبل ماتدخل .. مسك سليمان الباب حتى مايسكر وهو بيسألها بلهفة .. بكرا رح تتمشي بالحديقة !؟ ....... رفعت اكتافها وهي بتقول بعفوية .. يمكن .. مابعرف !! ............ بتوسل ضاف .. ماممكن اخذ منك موعد !؟ ..................... بجديه قالت .. انا مابقدر اوعدك بشي ابدا ........... حست من واجبها تقول .. انا مو ملك نفسي حتى اوعد !! ............. ترك سليمان الباب يسكر وهو محتار بجملتها الأخيره .............. باست راس سامر وهي بتفكر .. هيك افضل واسلم .........

الأيام الى مرت بعد هيك استغربت غياب خالد عنها .. 3 ايام لا حس ولا خبر ولا حتى اتصال !! .. هالشئ خلاها تحس بغربه شديدة ماخففها عليها الا سليمان .. وجوده خفف عليها كتير .. كل يوم العصر بعد مابتوصل سامر على النادي بتشوفه بيستناها وبأيده فنجان هوتشوكليت .. معه بتقدر تكون على طبيعتها وتضحك وتقول الى بمزاجها .. الساعات الى بتقضيها معه بيشغلوها عن التفكير بخالد وغيابه !! .... سألها سليمان مره .. شكلك مو عاجبني .. حاسك مدايقه من شي !! ........... تنهدت وهي بتلعب بشعرها .. حاسه بغربه .. اشتقت لبيتي كتير ............... بمرح علق .. اي غربه !! لسى ماصار لك شهر هون !! ............... سندت ايداها على طاولت المقهى الى بالنص بينهم وهي بتقول .. انا متل السمكه ياسليمان .. اذا بتطلع من المي بتموت .. المي بالنسب لي هو البيت الكبير الى تربيت فيه .. اخوتي .. ذكريات بابا ........... حط سليمان ايداه على الطاوله وقرب وهو بيطلع بعيونها وبقول بحسره .. بتعرفي ليلى .. انا ابحسدك لشعورك هدا .. انا تربيت لحالي مع اختي .. يتيم الأب والأم .. ماعندي شي يربطني بشي .. لهيك بحلم ببيت كبير اربي فيه اولادي .. حتى يحسوا بالشعور الى انت بتحسي فيه هلأ .. شعور الإنتماء لشيء والحنين لشيء .. مع كل الالم الى بتعيشيه هلأ بس سدقيني احسن مايكون ماعندك شي تزعلي او تتمنى ترجعيله ........... الحزن الى شافته بعيونه اثر فيها كتير .. بلا شعور منها مدت ايدها ومسكت ايده وضغطت عليها وهي بتواسيه .. انت شاب رائع ياسليمان .. انا متأكده انك رح تكون زوج واب رائع لأولادك ورح توفر لهم السعادة الى بتحلم فيها .............. خلال هالايام تعرف عليها منيح وفهم انها مو من النوع الى بتواصل باللمس مع الجنس الخشن خاصة لو كان غريب عنها .. لهيك فسر حركتها بالعفويه بس مع انه بيتمنى تكون تقصد فيها شيء تاني .... وحتى مايحرجها سحب ايده ببطئ وهو بيوقف وبيقول .. شو رايك نشتري لسامر كيك ؟ .............. وقفت معه بمرح وهي بتقول .. بيحب كوكيز الm&m كتير ..................... عند باب العماره ودعها كالعادة .. مارح تقولي لي رقم شقتك ؟ ................. بحركه مسرحية حطت ايدها على تمها وهي بتقول .. ياالهي ماذا تقول !! .. احقا تريد ان تعرف مكان سكني !! ياويلي ياويلي ............... ضحك سامر لما بدأ سليمان يمثل دور سندباد .. لا تقلقي ايتها الأميره سندباد سيحميكي من الاشرار .. فقط دليني على بيتك ....................... ضغطت زر الإسنصير وهي بتكمل التمثيل .. لا استطيع صدقني .. ابتعد سندباد قبل ان يؤذيك باب المغارة ....... التفتت على سامر وهي بتقول .. حبيبي قول لعمو باي ............... انا ساكن هون .. للتذكير يعني !! ................ بعرف بس مابيصير تلحق السيده لبيتها .. عيب .. بس يسكر الأصنسير بتقدر تدخل العماره وتروح لبيتك ................. احكامك جباره .............. ضحكت وهي بتشاور له باي باي بأيدها ...... سألها قبل مايسكر الأصنسير .. رح اشوفك بكرا ؟ ............. ابتسمت وهي بتغمض عيونها بأي ..............

***

سندت راسها على باب البرندا وهي بتهمس .. اشتقتلك كتير ....... مشيت بأصبعها على الستاير ورها .. اسلوب جديد متبعته كرد على تجاهله لها بعد لقائه بسليمان .. هالستائر ماانفتحت من ايام .. على امل يجي لعندها .. يزورها يطمن عليها ... لكن بدون فايده ولا حتى لمحته مره عند شباك غرفته !! .. شو صاير مابتعرف !! ... اسبوع كامل مر على هالحالة .. كتير .. كتير .. خاصة مع شعور الغربة الى خانقها واشتياقها لبيتها وحياتها .... رجعت التفتت جهت الستاير وهي بتفكر.. عمري ماتخيلتك قاسي لهالدرجة .. كيف قدرت تبعد بعد ماقربت !! ... انهمرت دموعها غزيره على خدها .. ضمت ركبها لصدرها وريحت راسها على ركبها وهي بتقول .. بكيت وهل بكاء القلب يجدي؟ .. فراق أحبتي وحنين وجدي ... فما معنى الحياة إذا فترقنا؟؟ .... وهل يجدي النحيب فلست ادري ..... فلا التذكار يرحمني فأنسى..... ولا الأشواق تتركني لنومي .... فراق أحبتي كم هزّ وجدي ...وحتى لقائهم سأظل ابكي ........ كتمت شهقتها حتى ماتصحي سامر بهالوقت بالليل .. استغربت حالة الضعف الى هي فيها !! .. كم محتاجة لأبوها بهاللحظة .. كم محتاجة لدعمه لكلماته الى بتساعدها على التحمل ... رفعت نظرها لصورة ابوها المعلقة جنب السرير .. همست .. ماحدا بيفهمني وبيحس فيني غيرك بابا ...... بكيت وبكيت وبكيت لحتى ماعاد فيها تقعد فمالت بجسمها على الأرض جنب البرندا وضمت رجولها لصدرها وغمضت عيونها على امل يخف الألم الى بتحسه بيمزق روحها ...........

الضجة الى حولها اضطرتها لتفتح عيونها شوي .. ماعرفت مين امامها ولا فهمت شو بيقول .. همست بالعربي .. راسي رح ينفجر ....... انهمرت الدموع على خدودها من الألم وهي بتهمس .. بابا راسي ...... حست بايدان قويه حملتها من على الأرض .. همست وهي بشبه غيبوبه .. ريان راسي .... خبت وجهها بالصدر الى ضاممها وهو بتبكي وبتنده لأبوها ..................
بحديقة البيت الواسعه .. كانت جالسة على الأرض جنب القفص بتبكي ........ ليلى .. حبيبتي .. ليش البكاء ............. ركضت لعند ابوها و رمت حالها بحضنه وهي بتقول من بين شهقاتها .. طار العصفور مني ............. مسح نبيل شعر بنته الصغيره .. مشكلتك ياليلى العجلة ...... رفع وجهها الباكي لعنده ومسح دموعها وهو بيكمل .. بالصبر والعزيمة بتهدي جبال وبتروضي اسود ............ انا استنيت العصفور ينزل للمصيده وماتحركت متل ماقلت لي .......... هل دخل العصفور في المصيدة ولا كان جنبها ؟ .................. بعد تفكير ردت .. وقف عند باب المصيدة بالضبط ................ لازم تستنيه يدخل جوا المصيدة قبل ماتكشفي نفسك ومكان تخبايتك ................ بتأفف قالت .. استنيته ساعتين !! كم لازم استنى !؟ ............ اذا بيهمك هالعصفور .. بتعطيه الوقت الى بيحتاجه .... شاور لها على العصفور الواقف على غصن الشجرة وهو بيكمل .. فريستك سهله ياليلى .. بدها توقع بمصيدتك والدليل بقاء الفريسه قريب منك على الغصن .. اذا بيهمك الأمر .. حاولي مره تانيه يابابا ولا تنسي .. الصبر وضبط النفس .. الصبر والعزيمة .. الصبر .. الصبر ياليلى .....
على مهل فتحت عيونها .. رفعت ايدها امام وجهها .. عقدت حواجبها وهي بتشوف ابرة المحلول ... تنهدت بتعب قبل ماتلتفت للصوت الهامس جنبها .. كيفك هلأ ؟ .............

غنى الهوى .. ليلى الكاتبه / سحابه نقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن