الجريمة والعقاب - فيودور دوستويفسكي

2.6K 68 83
                                    

الجريمة والعقاب

الجريمة والعقاب رواية للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي، نشرت في مجلة أدبية روسية في اثني عشر مقالاً شهريًا عام 1866، وبعدها نشرت كرواية. يتميز أسلوب دوستويفسكي بقدرته على التعبير عن مكنونات النفس البشرية، فقد عرف بتوجهه الإنساني وبنزعته الفلسفية التي بدت واضحة في أعماله الأدبية، كما يحلو للنقاد دائمًا أن يصفوه. أهم ما ناقشته الرواية والذي سأتتناوله هنا بعد استعراض الشخصيات المحورية في الرواية «دوافع الجريمة من منظور بطل الرواية» نظرية راسكولينكوف – الصراع النفسي الدائر رحاه في عقل راسكولينكوف – الألم والحزن المخيم على القصة منذ بدايتها.

الشخصيات المحورية في الرواية

. روديون رومانوفتش راسكولينكوف: هو بطل الرواية ، شاب يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً ، طالب جامعي سابق، ذو شخصية فريدة فهو مثقف حالم يمتلك أفكارًا جريئة تدفعه في النهاية لقتل عجوز مرابية.

. صونيا سيمونوفنا مارميلاردف: هي الابنة الكبرى لرجل سكير، فتاة خجولة، وبريئة على الرغم من أنها تضطر إلى ممارسة البغاء لمساعدة أسرتها.

. ديمتري بروكوفيتش رازميخين: صديق راسكولينكوف.

. بروفيري بيتروفيتش: المحقق المسؤول عن حل قضية اليونا إيفانوفا المرابية العجوز وأختها إليزبيث.

نظرية راسكولينكوف

تتحدث الرواية عن مقال منسوب لراسكولينكوف الذي صاغ فيه فكرته عن تقسيم البشر إلى نوعين «عاديين وغير عاديين»، هؤلاء غير العاديين هم المتفوقون الذين يحق لهم تجاوز القانون وارتكاب ما يرونه هم أسمى وأفضل، فنجده يقول: «أما الفئة الثانية فهي تتألف من رجال يتميزون بأنهم جميعا يكسرون القانون، بأنهم جميعا مدمرون، أو بأنهم جميعا ميالون إلى أن يصبحوا كذلك بحكم ملكاتهم. جرائم هؤلاء الرجال تتفاوت خطورتها وتتنوع أشكالها طبعا وأكثرهم يريدون، بأساليب متنوعة جدًا، تدمير الحاضر في سبيل شيء أفضل، فإذا وجب على أحدهم من أجل تحقيق فكرته، أن يخطو فوق جثة، أو فوق بركة دم، فأن يستطيع أن يعزم أمره على أن يخطو فوق جثة وفوق بركة الدم وضميره مرتاح؛ كل شيء رهن بمضمون فكرته، وبما لها من أهمية طبعا» .(ج1-ص 467-468).

وكأن راسكولينكوف يريد أن يقول بما أن هناك من يرتكب جريمة القتل بحق آلاف البشر بحجة أنه في صالح السواد الأعظم من البشر لماذا إذاً نجرم هذا الفعل؟! هل يجب امتلاك تصريح الجدارة بالقتل كي نبرر هذا الفعل، وقد دلل على ذلك أيضاً مستشهداً بالقائد الفرنسي نابليون فيقول: «إن السيد الحقيقي الذي يُسمح له بكل شيء يضرب طولون بالمدافع وينظم مذبحة في باريس وينسى جيشاً كاملاً في مصر وينفق نصف مليون رجل في معركة موسكو ثم ينسحب من الميدان بلغز في فيلنا إن هذا عند موته تقام له التماثيل وكل شيء إذاً مسموح له».

   روايات عالمية ( ريفيو )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن