•النِهايـة: الجُزء الثانِي•

Start from the beginning
                                    

حسنًا أينَ طِفلاي؟ أينَ مَن تبقّيا لي؟ أينَ هاريسون و طِفلتِي المسكِينان..

"هاريسون.. ليا!" أستقمتُ و بدأتُ أصِيحُ في المنزلِ كالمُختلّين، أنا بالفعلِ مُختلٌّ بدُونِهم.

عُدتُ لأجلسَ علىٰ أرضيّةِ غُرفةَ المعِيشةِ و أنا اشعرُ باليأسِ يحتلّنِي،

أشعرُ بالغُربةِ، لا أعرِفُ أحدًا و كأننِي خرجتُ مِن روايةٍ و هُناك مَن أغلقَ الصفحةَ قبلَ أنْ أعُودَ..

أنا بالفعلِ هكذَا، هلّا أخبرنِي أيُّ شخصٍ كيفَ عُدتُ إلىٰ هُنا وحدِي؟ أينَ دُفِنتْ ليا و أينَ هاريسون و المولُودةُ؟ لا أفهمُ شيئًا و أُحاوِلُ أنْ أعصِفَ ذهنِي لأتذكرَ أيَّ شيئٍ لكِن أنا لا أتذكّرُ سِوىٰ تِلك اللحظاتُ المُؤلِمةُ و.. و.. لحظة!!

لا لا هذَا مُستحِيلٌ!

"هل مِن أحدٍ هُنا؟ آبيلا!" صِحتُ بأقوىٰ ما لديَّ، يجِبُ أنْ أفهمَ مالذِي يحدثُ لي قبلَ أنْ أفقِدَ صوابِي!

صمتتُ لوقتٍ بينَما أُفكِرُ في ما أمُرُّ بهِ حتىٰ قطعَ حبلَ فِكَري رنِين هاتفِي، إهتزازتُه عِند جيبِي جعلتنِي أنتفِضُ، حسنًا أنا أتمنّىٰ أنْ يكُونُ هذَا الإتِصالُ ذا إفادةٌ.

"تبًا!"
أنا لمْ أُلقِ الهاتِفَ بإرادتِي، و اللعنة لمْ أُلقِه بإرادتِي لأننِي لمْ أطلُبْ مِن هاري الميّت الإتصالِ بي!!

ليسَ لديَّ قُدرةً علىٰ الإمساكِ بالهاتفِ، نظراتِي الفزِعةِ تِجاهُه لا تسمحُ لي.

حسنًا لا يجِبُ أنْ يكُونَ ما أُفكِرُ بهِ صحيحًا، أنا أكرهُ حياتِي..

تركتُ الهاتِفَ يُصدِرُ صوتَ الرّنِين بينَما أنظرُ لهُ بريبةٍ، حتىٰ قررتُ أنْ أُجِيبَ في الرّنةِ الرّابعةِ،

وضعتُ الهاتِفَ علىٰ أذُنِي بعدَما أجبتُ و ظللتُ صامِتًا، مِنتظِرًا ظهُورُ أصوات الأشباحِ أصدِقاء هاري.

"ألنْ تتوقفَ عَنْ الدناءةِ ليومٍ واحِدٍ يا عاهِر!"
هل مسمُوحٌ للأشباحِ بأنْ يصرخُوا؟ لمَ يصرخُ هاري عليَّ؟ كيفَ يُحدِثُني؟

"هـ - هاري؟" خرجَ صوتِي مُتردِدًا جدًا بعدَما تجرّعتُ ريقِي، أنا لا أعلمُ ماذَا يجِبُ أنْ أفعلَ، ألمْ يمُتْ حقًا؟

"ما كُلُّ هذَا البرُود؟!" صاحَ مُجددًا، يجِبُ أنْ يُدرِكَ أننِي جديًّا لا أفهمُ شيئًا!

"ألمْ تمُتْ؟! ماذَا يحدثُ؟" تساءلتُ بهدُوءٍ.

"يحدثُ أمرٌ بسِيطٌ جِدًا.. فقَط زوجتُكَ تقبعُ هُنا بينَ الحياةِ و الموتِ و أنتَ تُحدِّثُني بكُلِّ برُودٍ." نبرتُه كانتْ هازِئةً و ساخِرةً جِدًا، هو و ليا معًا الآن في عالمِ الأمواتِ، هذَا ما يحدثُ.

"ماذَا قُلتَ!"
الأمرُ مُضحِكٌ جِدًا؛ أنا أُحادِثُ روحًا.

"سيّد عاهر مالك.. ليا هُنا في مُستشفىٰ بيتي سالبترير تُعافِرُ كي تُنجِبَ لكَ طِفلتَكَ، و لا يعلمُ أحدٌ هل ستنجُو أم لا، هلّا أتيتَ للاِطمِئنانِ علىٰ زوجـتِـكَ؟" صاحَ هاري في بدايةِ حدِيثَهُ ثُم أكملَ بلُطفٍ مُصطنعٍ في النهايةِ،

 انــتِــقَــامWhere stories live. Discover now