أنتَ يا أَنا ..

245 42 260
                                    


_____________
.
.
.
فَورَ وَضع الدَفتر وَحشرهِ تحتَ الوسِادة التي أستقر عَليها رأسهُ وخُصَلِه المُتناثرة حولها شاغِلاً حَيزاً مِنها ، ... أراد الفهم ! ... أراد فهم نَفسهِ أكثر وَقد فعل ، بجَعلَ نَفسهُ تَتَلاقىٰ مع الأخرى ، بِهذهِ الطَريقة يفهمِ ما وَضعه أو عَلىٰ الأقل ما سيقولهُ لطبيبهِ ...

كانَ عَلىٰ وَشك النَوم أغمضَ عَينيهِ مُستعداً لِذلكَ ألا أن الصوت الداخلي كَانَ يَصرخُ لَه مُستَطغياً عَلىٰ رَغبتهِ لِلخضوعِ لِصندوق الصُور العَشوائيّ المُكمل لِنهاره ، ... كيف يَحدثُ وَجاكوب وَإسماعيل يقفان أمام بَعضهُما مُستعِدان لِلحوار ؟! صَوّرَ بِبالهِ جاكوب واقفٌ مُتَكتف يتساءلُ ...

بدأَ جاكوب بِالكلامِ غير مُعطي لإسماعيل الفُرصة بِمُباعدةِ شَفتيه لِلنبس بِبنت شفه أو حتىٰ لِهمسةٍ صغيرةٍ " ... مَن أَنا إسماعيل ؟! " ... ، كانتْ مَلامحُ إسماعيل تَتَغيرُ حَسب الحِوار بَينهُما مِن البِدايةِ فَفور سُؤال جاكوب لَملمَ ملامحه وَكأنهُ الذيّ يَطرحُ السُؤال ...! بَاعدَ ملامحهُ التي إستُلمِمتْ منْ سُؤال نَفسهِ الأخرى مُجيباً إياه غَير مُركزاً أنهُ هوَ "  أنتَ جاكوب " ردَ إسماعيل بِبساطة بِالكادِ مُدركاً أنهُ كَانَ يَهمسُ واقعاً ...

" لِماذا ؟! ... ألم يُوجه لكَ كلوني السُؤال نَفسه لكنكَ لَم تَكُن قوياً للإجابة " .. قالها إسماعيل بِنَفسِهِ مُشبهاً نَفسهُ بجاكوب .. وَكأنه عِندما أرادَ فَهمَ داخلهُ جيداً جعلَ صوت ذاتهِ الداخليّ لِجاكوب وَالهمسات لأصلهِ ...

" لـ - لستَ أنتَ مَن تُقَرر هذا ! ... ثُم أُفضلُ أن لا تعلمَ وأن لا يعلمَ أحدٌ " ... ، وَضَع ذِراعهُ عَلىٰ وَجهه وقد أجابَ نَفسهُ بِهدوء ألا أن جانِبه الآخر يأبىٰ التَوقف فأسترسلَ مُباشرة " حسناً ، لَكن ما ذَنبي أنا ؟! ... ما ذَنبي الجميعُ يكرهني وأنا جزءٌ منكَ وَثم أنتَ تَذكر أنكَ سَتبوحُ بِكُل ذلكَ لـ " هنري " ذاكَ أنسيت ؟! " ..

ردَ مِنْ دون مُقدمات أو إهتمام لِمَ قالُ هو الآخر " أعلم ..! وأنتَ لستَ كذلكَ .. لستَ مِني ، دَعني أُجيبُكَ عَلىٰ ما سَئلتَ لِمَ تَظُن أنني أُتعب نَفسي مَعكَ ؟! .. أنتَ هُنا لِيكرهكَ الجَميع عَني وَ لِتتحمل أخطائي " خَتمها بِأبتسامة مُصفرة أزالَ ذِراعهُ عَن وَجَهه وَقَلَبهُ لِلناحية الأخرى بَعد صَمت دام ثواني أعادَ السُؤال ....  " وَما هي ؟! " صوت داخليّ ترددَ لِمسمعهُ ألا أن الآخر لَم يملْ وأجابه " كوني أَنا "

" لا يَزالْ غَير مَنطقيّ ما تَقولهُ ! .." هزَ إسماعيل رأسهُ بِعدم فَهم كَحال جاكوب ... أستشعرَ الأصليّ بِالضيقِ وَاليأسِ مُتحدان أزالَ الغطاءُ الذي كَانَ مُندَثر داخلهُ ومُتلفف بِه كالمُزّمِل ، ... أستقام بِعد أن كانَ مُتمدد ... وَهمس بِضعف " لماذا ؟! .." أبتسم إسماعيل وَكَأنها إرادة جاكوب لِيبادرْ مرةٌ أُخرىٰ في الحديثِ "  لِنَقُل أنني سأخذُ إجابتكَ بِعين الإعتبار لا يزالْ ذلكَ يطرحُ سُؤالا ! .."

إتركُهَا ذِكرىٰ Where stories live. Discover now