05 | Cinq et final.

3.1K 415 307
                                    


بما انهُ البارت الاخير فهو طويل نوعا ما.
اتمنى ان تستمتعوا به جيدا، كل الحبِ 💛













للهدوءِ انطباعاتٌ مختلفةٌ.

احيانا، يغدو الهدوء راحةً قصوى نرغبُ بها
لفترةٍ لا تنتهي، نهربُ اليهِ من العالمِ المزعجِ حولنا،
عالمنا المزدحمِ الذي لا نجدُ لنا به مكانا.

لكن احياناً اخرى، يغدو صاخباً.
تتخلله افكارٌ تعصفُ بذهننا و  تقوده بخفةٍ
الى الجنونِ. يزعزعُ دواخلنا، و يأبى
المغادرةِ، رغم كونه ضيفا غير مرحبٍ
به البتةِ.

كم كرهت هي ذاك الهدوء الذي احاط بهما
لحظتها، و كم احبه هو.

هدوءٌ واحدٌ جمعهما.
احدهما كان يشعرُ بالرضا، و ان لم تكن الكلماتُ
متبادلةً بينهما، على الاقلِ هي الآن امامه، على مرأى عينيه،
بعينيها اللتي تحمل لمعةً خاصة، لم يعلم يوما
انها لا تبرقُ الا بحضوره.

و الاخرى احست بالاختناق، و سيل الافكارِ
المتناقضة ينهال عليها سرباً محلقا لا قوةَ لها على ملاحقتهِ.

حركت ملعقتهَا بفنجانِ القهوةِ بخفةٍ،
و كأن ذاك الصوت الخافت قد يخفي نغمَ دقاتِ قلبها المرتفعة.

المقهَى الذي قصداه، مكانهما،
كانَ فارغا كما العادةِ سوى من قلة.

منذ لقاءهمَا لم يتبادلا كلمةً واحدة، سيهون
كان الوحيدَ المتكلم، و هي اكتفت بالايماء.

هي لا تثق بردات فعلها، لا تثق بصوتها الذِي
قد يغادر فاهها منكسرا فيفضحُ هشاشتها.

" ألا تنوينَ النظر الي على الاقل؟ "
قالَ بنبرةٍ مضطربة، بدى عليها الاستياء.

و للحظةِ الاولى منذ لقاءهما، هي نظرت الى عينيهِ،
الى حدقتيه السوداوتين العميقتين. لم تتملك حجم الشوقِ
الذي يغمرها فاشبعت رغبتها على الاقل باستشعار حضوره.

تأملته مليا، و لم تدرك ان عينيها قد ذرفتا دمعةً متألمة
الا عندما احست بدفءِ ابهامه مربتا على خذها بخفةٍ،
نظرة قلقة اعتلت بؤبؤيهِ المتألقين.

جسدها ابتعدَ تلقائيا اثرَ الرعشةِ التي انتشرت بجسدها
عند ملامستهما تلك. و كأن مشاعرها المتجمدة لاسابيع
قررت كلها فجأة المغادرة بعد ان سئمت الاختباء.

" لطالما ترددنا الى هذا المكانِ سابقا صحيحِ، رِي؟ "
لما عليهِ ان يلمسَ وترها الحساس، يذكرها بايامها المفضلةِ
و يناديها بلقبه لها ايضا بجملةٍ واحدة؟ و كأنه كان خبيرا بتعذيبها بخفة.

parfois • o.shحيث تعيش القصص. اكتشف الآن