رسالة الى

7.3K 72 12
                                    

Start writing your story

حلمتُ بكِ أمس..

كنت حزيناً ووحيداً عندما رقدت الى الفراش...

حزيناً لدرجة انك دخلت احلامي بعد ان ظننت انني نسيتك..

وأي عودة عدتي في احلامي...تلقيت اتصالاً من رقم لا اعرف صاحبه ، فأنا يا مريم قد حذفت رقمك وكل شيء يتعلق بك ...

مزقت الدببة القطنية التي كنا نشتريها زوجين ، واحدة لي واخرى لك...

بعد رحيلك...حاولت بكل ما اقدر عليه ان استعيدك...لكن دون جدوى...بل انني كلما كنت اصل اليك كنت اكرههك اكثر لانني كنت القاك قد تغيرت ولم تعودي مريم التي احببتها...

نعم، لقد اخطأت...لكنك ايضاً وعدتيني ان لا تتركيني ابداً ، حتى وإن اخطأت! قد كنت اضمن هذه بين اتفاقيتنا السخيفة التي كنا نعقدها بجرح اصابعنا، كيف كان لك ان تنسي هذه الوعود يا مريم؟ بعد ان يأست من عودتك ، قررت الاحتفاظ ببعض منك ( بعضٌ قليلٌ جداً) بالكاد يكفي لاسمك واسم ابيك ومقتطفات قصيرة للحظات التي عشناها سوية والتي اتذكرها حتى الان لأنني في علاقة جديدة مع فتاة تذكرني بك ، نعم يا مريم ، فلم اعد اتذكر رقم هاتفك الذي كنت احفظه عن ظهر قلب لاتصل بك متى اريد ومن اي هاتف ظلت في ذاكرتي عندما كنت اتصل بك من اي هاتف اجده لانك كنت تحظرين اي هاتف اتصل بك منه ، الا تذكرين كيف كنت اتوسل ان تعطيني فرصة اخرى؟ حسناً ، انا لا اذكر ذلك...اذكر فقط انك كنت سيئة جداً معي ، لا اذكر نبرة صوتك لكنني متأكد انها كانت قبيحة جداً .

يا مريم ، التي لا اعرف انها كانت حبيبتي او صديقتي او زميلتي ، احتفظت بجزء قليل منك كي تبقيني دافئا ، فان كلك كان يحرقني ويضرم في قلبي النيران كل مساء.

دعيني اكمل لك قصة حلمي الذي اريد ان انساها حال انتهائي من كتابة هذه الرسالة اللعينة ، اجبت على مكالمتك وبدأتي بالكلام والتحية وكانك كنت تظنين انني ساعرفك من صوتك ههههه ، كانك تظنين ان صدى صوتك لا زال في اذني بعد الليالي الصامتة التي كان يقطعها صوت بلعي لريقي ، صوت حنجرتي التي صدأت بعد رحيلك ، على اية حال...سألت من تكونين؟ قلت اني مريم ، عرفتك حينها .... ليس لانك مريم الوحيدة التي اعرفها...لا ، بل لأنني كنت ادعو صديقاتي "المريمات" باسماء اخرى والقاب ، لانني كرهت اسمك فعلا ! هل تصدقين ذلك؟ الاسم الذي كنت انوي ان اسمي بنتي المستقبلية فيه والذي كنت اقترحه لكل شخص يأتيه مولودة فتاة! اصبحت اكرهه لدرجة انه كان يستفزني ان سمعته من اي شخص....دعينا نكمل حلمي السخيف...قلتي انك في كركوك في المقهى التي كنا نعتاد ان نجلس فيه عندما كنت هنا ..حسناً ، سآتي لك....استعنت بسؤال بعض المارة عن المقهى لانني لم اعد اذكر اين هو، فانا لم ازره منذ ان هجرتيني....

رأيتك...واي رؤية رأيتك...بدون ملامح بدون صوت ، فقط شعر اسود قصير مقصوف الاطراف ... لم اعد اذكر اي شيء منك...لكنني اعتقد ان شعرك كان فيه خصلاً ملونة اليس كذلك؟ وردي او احمر او هكذا شيء...

لقد استأذنت منك لا اعرف لماذا ، فلقد اكتفيت منك...

واستيقظت بعدها من حلمي متعرقاً،التقطت هاتفي لابحث عن رقمك بين الرسائل التي ارسلتها لصديقاتي متوسلا ان يكلموك ليقنعوك بالعودة.

اتصلت بك ، كالعادة مشغول (حظر) ارتديت ملابسي وذهبت الى الجامعة، الى الحائط الذي كان عليه كل ما تبقى منك...توقيعك (ذكرى ريما محاطاً بقلب) وعند وصولي امام قاعة التشريح ، رأيت ان الحائط مصبوغ وان اسمك قد اصبح تحت طبقات من الاصباغ.

مثلما اصبحت انت في قلبي ، تحت طبقات من علاقات ظننت انها ستكون مجدية بمحوك ، لكنها لم تكن الا اوراق كاربونية نسختك على عشيقاتي...نسخة زرقاء باهتة....

فلم يكن لدينا مقهى نرتاده سوية ولم يكن لدينا الا دب قطني واحد ولكن كان لجميع علاقاتي هذا ،لم اذكر ملامحك لانها شملت ملامح جميع من اتو بعدك وطمستها كلها، فانا المفترس لاحقت كل جميلة اراها وقمت بوحشية بمسخهم الى مريم اخرى محطمة ظناً مني انني ساعيدك....اوتعلمين ماذا؟ من انت؟ لا اعرف من انت ، اي منهن انت؟انا اسف لكن جميعا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 03, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الراهبة اليتيمة مريمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن