15-الخوف من الحب

ابدأ من البداية
                                    

تركت شعرها منسدلا ولم تضع أي مكياج على وجهها، نزلت للأسفل وحضرت طعام بسيط لها
كانت تأكل بنهم كعادتها لتعلم فورا حبها للطعام وتعلقها الشديد به
من لا يحب الطعام بحق البطاطس
غسلت الأواني بعد أن أكملت لتذهب وتجلس في غرفة المعيشة لتشاهد التلفاز
كانت عيناها عليه لكن عقلها في مكان آخر، تفكر بحياتها وكيف عاشت وحيدة طوال عشرين سنة، لا أب ولا أم ولا أخ أو أخت، عاشت يتيمة محرومة من حب العائلة، مارينا فتاة حساسة وضعيفة جدا لكنها تظهر للناس أنها قوية كي لايدعسوها بأقدامهم
عاشت طفولة قاسية في الميتم، كانت محرومة من الأكل وتتعرض للضرب، عاشت هناك حتى الثامنة عشر ثم خرجت وبدأت تبحث عن عمل لتجد عمل كنادلة في مطعم راقي، بعد أن جمعت بعض المال إستأجرت منزل و أكملت حياتها لكن شعور أنها مكروهة من عائلتها يؤلمها، رموا طفلة صغيرة أمام الميتم بدم بارد ،تكرههم وتحقد عليهم
شعرت بشيئ رطب على وجهها لتضع يدها ولتكتشف أنها الدموع ،مسحتهم بعنف ثم قررت أن تخرج للمشي بما أن اليوم إجازتها أخذت هاتفها ومفتاح المنزل لتخرج وتبدأ بالمشي بدون وجهة
وجدت نفسها أمام شاطئ البحر لتجلس على الرمال تنظر بشرود للبحر ولم تلاحظ تلك العينان الحادتان التي تتابعها منذ خرجت من منزلها أظنكم علمتم من هو
شعرت بشخص يجلس بجانبها لتلتفت وتجده ذلك الشخص الذي أصبح يظهر لها في كل مكان حتى بأحلامها لم يتركها وشأنها
أشاحت بنظرها بعيدا عنه لاتعلم لكن قربه منها ليس بالجيد لها، تشعر بالتوتر والخجل من نظراته لها
"لما جميلتي تبكي"،قالها بحنان وتلمس وجنتيها لتفزع وتنظر له بحدة
"ليس من شأنك دعني وإذهب كما يفعل الجميع"،إستغرب من كلامها وتملكه الفضول من معرفة ماتشكي منه محبوبته
إقترب منها أكثر وقال
"لما أرى الحزن والإنكسار في عسليتاكي الساحرتان، أين تلك الفتاة المشاغبة والجريئة التي أبرحت شاب الضرب والتي لسانها سليط "،قالها بمزاح يحاول جعلها تبتسم لكنها نظرت له بحزن ليتقطع قلبه عليها، يكره رؤيتها بهاذا الضعف لم يتعود على رؤية حبيبته ذات الإبتسامة المشرقة كوردة ذابلة
"أنا لاأعرفك جيدا كيف تتوقع مني أن أحادث الغرباء"،قالتها بطفولية ليضحك بخفة على حبيبته الطفلة
"حسنا إسمي أنطونيو ديل كاستيلو عمري 30 سنة، أعيش في إيطاليا ميلانو تحديدا، أدير شركة ديل كاستيلو للديكور، لدي إبنة عم واحدة إسمها سامانثا أعتبرها أختي الصغيرة وهاذا كل شيئ هل أصبحت تعرفينني الآن"
نظرت له مستغربة منه، يخبرها بحياته بكل طلاقية لما يريد أن يتعرف عليها بكل هاذا الإصرار
تنهدت بعمق لتبدأ كلامها
"حسنا إسمي مارينا عمري 20 سنة، عشت طوال حياتي في ميتم لأن عائلتي تركتني هناك كقطعة خردة بالية، بعد أن بلغت السن القانوني خرجت من الميتم وقررت الإعتماد على نفسي، بدأت العمل كنادلة في مطعم ورويدا رويدا بدات بجني المال و إستأجرت المنزل وهاذا كل شيئ في حياتي، لا يوجد شيئ مثير للإهتمام"
كان حزين لفكرة أنها تعذبت في حياتها وهي وحيدة لا أحد معها، لكنه أقسم أنه سيعوضها عن كل شيئ في حياتها ويجعلها تعيش كملكة
نظر لها و إبتسم بحنان في وجهها لتشعر بالدفئ فقط من إبتسامته
"أنا هنا الآن لن أدعك وحدك مطلقا"،نظرت له وقالت بتشويش
"لما مهتم بي لهذه الدرجة، من أنا بالنسبة لك"
إقترب أكثر وكوب وجهها الصغير المحمر بين يديه يقول بصوت دافئ وحنون
"أنت تعنين لي الكثير صغيرتي، أنت كالنور الذي أضاء حياتي المظلمة، لقد أحببتك منذ أول مرة سقطت عيناي عليكي، نعم أنا أحبك مارينا وكثيرا أيضا"
شعرت بصدقه لتبتسم بسعادة له ،طبع قبلة عميقة في جبينها ثم عانقها بقوة لتبادله بقوة تدفن وجهها في صدره الدافئ
"لاتتركني أنطونيو"،همست بها ليشد عناقه عليها ويهمس هو الآخر
"أبدا لن أتركك"،لتبتسم بخفة وتغمض عيناها تشعر بالراحة الكبيرة

شرارة حبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن