النسخة الثانية

109 10 0
                                    

كان يخطو خطوات متسارعة ليصل للقائها بعد كل هذا الغياب و هو يؤنب نفسه... فكيف له أن يتأخر في يوم كهذا و هو منذ تعرفه عليها أصبح يكره الإجازات و يحبذ الدراسة بدون توقف...طرق الباب رغم أنه مفتوح لأنه أراد أن يأخذها إذنها أولا ، ابتسمت له مدرسة الإنجليزية آندي لتقول بمزاح : يبدو بأن جونكوك اعتاد على جو العطل...*أشارت بابتسامة : التحق بمكانك...
ابتسم ليجلس بجانب صديقته نايون و تقول : أين تأخرت ؟؟
جونكوك و هو يخرج أغراضه : لقد كنت في العمل..
نايون بهمس : بحق السماء لما تعمل و أنت ابن لعائلة غنية !!
جونكوك باندفاع : لست الشخص الغني في الموضوع....علي تحمل المسؤولية....
*قاطعتهم آندي بصوتها الواثق : لنبدأ الدرس...

انتهت الحصة بجو مبهج كون آندي تجعل من الدرس مشوقا لأبعد الحدود و لا تتقيد بأسلوب ممل بل النقيض تماما...إيصال الأفكار بطريقة ذكية و مسلية تحبب طلاب السنة الثالثة في الاستماع لمحاضراتها و ليس كما حدث مع جونكوك وقع في سحرها هي بتعاملها الأنيق و كما أنه لم ينسى مساعدتها له....فعند دخوله للجامعة كان طائشا و بعيدا عن الجدية و يفطن بأنه بإمكانه امتلاك العالم بنقوده و هذا ما جعل آندي تثنيه عن ذلك خلال جلسات تعقدها مع الطلاب بشكل منفرد لكي تتوطد علاقتها بهم...فكانت طرقها مبتكرة في كل مرة تظهر أسلوبا جديدا ينسيهم القديم....هتفت قبل خروجهم : لنحظى بعام أفضل من السنة الفارطة...
الطلاب : أجل ، فايتنغ...
كانت ترتب أغراضها ليقترب منها و يقول : أستاذة آندي...كيف كانت عطلتك ؟؟
آندي بابتسامة دافئة : كانت جيدة ، أشكر سؤالك جونكوك...ماذا عنك ؟؟
جونكوك بصدق :كنت متشوقا لانتهائها بفارغ الصبر لأحضر حصصك...
آندي بأسلوب راقي : هذا شيء مفرح...أنا فخورة بما آلت إليه أمورك
جونكوك بامتنان : كل هذا بفضلك...
آندي بنفي : أنت المسؤول عن أي شيء يصيبك من سعادة و يأس...لذا اختر الشيء الصحيح دائما ، أثق بك...
جونكوك : أشكرك حقا...
نظرت لنايون التي تنتظره بالخارج لتقول : أسرع بالمغادرة و لا تدع الآنسة تنتظرك أكثر...
جونكوك بتدارك : حسنا...إلى اللقاء
آندي و هي تلوح لهما : أراكما الأسبوع المقبل....

في نهاية الأسبوع انقاد جونكوك رغم عنه وراء نايون لقضاء وقت مسلي في النادي الليلي و بينما هما يرقصان تحدثت نايون قائلة : انظر هناك...
جونكوك و هو يلتفت : أين ؟؟
نايون بإشارة : بجانب الحانة...الأستاذة آندي رفقة رجل ما...
جونكوك بتفحص : لا أراها بشكل واضح...
نايون و هي تتمايل : مظهرها يبدو مختلفا...أعني الثياب الرسمية لا تناسبها كهذه الثياب الآن ، تبدو مثيرة بهذا الفستان...
جونكوك بذهول : لنلقي التحية...
أوقفته نايون قائلة : لابد أنها برفقة حبيبها...دعنا لا نزعجها
جونكوك بتوتر : حبيبها ؟؟
نايون و هي تضع يديها على رقبته : أجل ،لنستمتع بوقتنا...

مر بعض الوقت انشغل جونكوك بنايون الثملة و التي لا تتوقف عن الرقص ليحاول إخراجها من النادي...التقيا صدفة مع آندي التي كانت تهم بالعودة للداخل عقب إنهائها لمكالمة هاتفية لتركض نايون بغير وعي اتجاهها قائلة : أستاذة آندي تبدين فائقة الجمال بثوبك هذا...
اتسعت عينا آندي ليحاول جونكوك إبعادها بتأسف : أعتذر أستاذة آندي...إنها لا تعي ما حولها
آندي بتفهم : لا عليك...
ترنحت نايون ليغمى عليها بدون سابق إنذار...ساعدت آندي جونكوك على توصيلها أمام النادي لتنظر إليه قائلة : أين سيارتك ؟؟
جونكوك بإحراج : في الحقيقة أوصلنا شقيق نايون لأننا كنا نتسكع معا قبل ساعات...سنستقل سيارة أجرة...
آندي بامتناع : دعاني أوصلكما....من الصعب أن تجدا سيارة أجرة في هذا الوقت....
تردد جونكوك في قبول اقتراحها لتقول بحدة : هيا...
أدخلا نايون الكرسي الخلفي بحذر ليبقى بجانبها....آندي جلست في مقعد السائق و بينما هي تضع حزام الأمان سمعت صوت نايون و هي تتقيأ في سيارتها و جونكوك ليس أقل دهشة منها...تلعثم بقوله : يا إلهي...
أمسكت آندي بالمناديل الورقية لتشير ليده المتسخة قائلة : تفضل...
جونكوك بإحراج : أشكرك حقا...
وصلا أمام مسكن نايون ليدخلانها معا و عند خروجهما...انحنى جونكوك لآندي قائلا : لقد أتعبناك اليوم معنا أستاذة آندي...
عقدت آندي حاجبيها لتجيب : هل تظن بأنك تودعني ؟؟....اصعد للسيارة الوقت متأخر سأوصلك...
لجمت كلماته فهي تتعامل مع الأمور ببساطة لم يستطع فهمها طوال مدة معرفته بها....

الحب الممنوعWhere stories live. Discover now