٥

7.7K 440 121
                                    



"دعيني أخبركِ بالأمر مباشرةً،" بدأت سايمون بينما كان ظهرها متكئًا على حائط صالة التربية البدنية. "تبدوان كثنائي."

"من؟" أرادت ستيفاني أن تعلم بينما تنظر لسايمون بحيرة.

لم يكن من سايمون إلا وأن نظرت لها ببرودٍ تام. ستيفاني تعلم من الذي تتحدث عنه سايمون، لكنها تخجل من الجهر بالأمر. ومضت ستيفاني عدة مراتٍ متتالية محاولةً الوصول لسببٍ لطرح سايمون للموضوع من لا مكان، لذا إستسلمت أخيرًا وسألتها. "لـ - لماذا؟"

"أنتما دومًا معًا، في كل وقت وفِي كل مكان." أجابتها متجاهلةً مناداة مدرب الرياضة لها كي تنهض لللعب. "لمَ لا تأخذين الخطوةَ التالية؟"

توردت وجنتا ستيفاني بعدما وضعت رأسها بين ركبتيها. "ألا تتغير الأمور قليلًا بعد الدخول في علاقة...؟"

"منحرفة." أجابتها سايمون بوجهٍ خالٍ من التعابير.

"ليس هذا ما قصدته يا بلهاء!" صرخت ستيفاني وتنهّدت سايمون بينما تنهض بعدما ناداها المدرّب للمرة المائة بالفِعل.

"على أيةِ حال، حاولي القيام بشيءٍ مثير.. تعلمين، كي يلاحظ." قالت سايمون وهي تنصرف عنها بهدوء.

لم يرغب أحدٌ بأخذ الخطوة التالية أكثر من ستيفاني في علاقتها بمايلز. لكن العاهر مايلز لا يفكر في الأمر، إن عقليته محدودةٌ أكثر من القيام بذلك. هو أحمقٌ وأبله، وربما أكثر الكلمات تعبيرًا عن الغباء لن تصفه بطريقةٍ مثاليّة.

حسنًا، كان ذلك أحد الأسباب الثانوية التي دعتها لعدم التقدم في علاقتيهما. لكن السبب الرئيسي، هو خشيتها. كانت تخاف من أن يرفضها، ومن بعد رفضه لها قد تتغير علاقتهما جذريًا. لذا كانت فقط لا تفهم لمَ يجدر بها تدمير الصِّلة الوحيدة التي تجمعها بمن تحب؟ إن كان التقدم في علاقتهما يعني خسارته، فلا هي الإجابة الوحيدة عند ستيفاني.

"حصة الرياضيات بعد قليل.." تنهّد مايلز بينما ينظر إلى السّماء من النّافذة. "أعني.. الجو رائع." تمتم بحزن.

ستيفاني لم تتوقف عن التفكير بالأمر، حتى من بعد حديث مايلز.

كانت تفكر بإن نجحت علاقتهما، ربما يقبلها.. أو حتى... أو حتى-

"ما بالك، ستيڤ؟ أنتَ تسرح كثيرًا." إقترب مايلز من وجه ستيفاني بشدة وفورًا إبتعدت عنه حتى تسقط أرضًا من هول الصدمة. وجهه كان على بعد ميليمتر! نظرت نحوه من موقعها على الأرض ونهضت سريعًا بغضبٍ لتوجه لكمتها الحديدية لأسفل فكه المسكين. اللكمة كالعادة كانت قويّةً ولم يتمكن مايلز من شَيْءٍ عدا التساؤل لمَ قدره سيءٌ للغاية.

* * *

"نوعي المفضل من الفتيات؟" تساءل مايلز. "من أين جاء هذا الآن؟"

"فقط جاوبني!" أمرته ستيفاني صارخةً بينما تشاهد مايلز بغضب. كان يربت على فكه بألم بسبب ضربة ستيڤ السابقة بينما هو عاقدٌ لحاجبيه.

"لمَ أنتَ عصبي؟" تمتم قبل أن يبدأ بالتّفكير. "لنرى.."

إستعدت ستيفاني لتنصت إلى مواصفات فتاته المثالية، بينما مايلز يبدو وكأنه يحاول حل معضلة رياضيةٍ ما. "يجب أن تكون طويلة، لا أحب القصيرات كسايمون مثلًا." قال ببطئ.

لدي ذلك.

"لا يجدر بها أن تكون ضعيفة. أحب القويات."

أجل، لدي ذلك.

"سيكون ممتعًا إن تشاركنا نفس الهوايات."

أجل!

"والشعر الطويل بالتّأكيد نقطة إضافية."

تبًا، علي ترك شعري ينمو إذًا.

"إذًا، ما نوع الفتيات الذي تُحبه أنت؟" أراد مايلز أن يعلم مبتسمًا نحو ستيڤ.

"تبًا لك." تمتمت بينما تغادر تاركةً إياه في حيرة.

هل قام بشيءٍ خاطئ؟

*
يوم عالمي سعيد للمرأة!

لاحِظني!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن