الفصل الخامس والعشرون

8.2K 264 4
                                    

إنبهر عاصم بجمال أميرته التي طلت عليه بعطرها النفاذ ، لم يحيد نظره عنها فهذه المرة الأولى يراها بشعرها الطويل الحريري ، فتنحنحت أمل ونهضت تاركه لهما علي إنفراد ، نهض عاصم متجها إليها طابعا قبله علي جبينها قائلا بإعجاب : إيه القمر ده ؟ 

إبتسمت في خجل زادت وجنتيها تورد ، لتتابع ببراءة : عجبك شعري
ضحك ورفع يده ليتخلل خصلاته الناعمه قائلا بتنهيدة عاشقة : أوي زي شعر الأميرات بالظبط يا أميرتي ثم أغلق عينيه مستنشقاً عبيرها الجميل وتابع هامساً: ريحتك حلوة أوي ، ثم فتح عينيه ليتابع بحزم : بس أوعي يكون حد غيري بيشم الريحة الحلوة دي ...
حركت أميرة رأسها نافية وقالت تلقائياً : لا والله أنا عارفه إن حرام أي راجل غير زوجي يشم ريحة عطري
رفع كفوفه ليحتضن وجهها البرئ بينهما وتابع : شطورة حبيبي
إبتسمت له وهي تتنهد بحب ، حب ينمو داخل قلبها ويزداد يوما عن يوم ...
همس لها بحبٍ جارف : عاملك مفاجأة !
رفعت حاجباها وقالت في فضول : ايه هي ؟
عاصم غامزاً : بكرة بعد ما تخلصي جامعة هقولك ماشي ؟
أومأت له في سعادة بالغة وقالت برقه : ماشي !
رفع أحد حاجبيه وتابع مزمجراً: ماشي بس
أميرة بتساؤل: بس ازاي ؟
طبع قبلة علي وجنتها برفقٍ وتمهل وتابع بهمس : بس كده !
نظرت إلي الأرض لتتابع بخجل : عاصم !
عانقها وهو يقول : أنتي قلب عاصم ....
.........................................................

أنه الوجع بذاته حين نشعر بأننا علي وشك الغرق ،وبأن كل شئ بات مُستحيلا ، حين نريد الغفران ولكنه صعب ، حين نندم علي أشياء فعلناها في لحظة ضعف منا ولم تغتفر لنا ، أنه الوجع والآلام ....
هكذا كانت عينان مصطفى تدمعان بألم وندم ، أنه يحب زوجته ويعشقها وقلبه ملكها لن تشاركها فيه حواء أخري لم يريد يوما ، أن تصبح تلك التي تسمي علا علي ذمته ولكن الضعف كان سيد الموقف حين فعل معها ما لا يحمد عُقباه ...

ضرب علي المُحرك بعنف وهو يتذكر ما حدث بينهما لا يُصدق إلي الآن أنه طلقها بهذا الهدوء المريب ...
وصل إلي عيادته وصف السيارة مُترجلا منها ثم صعد ليدلف إلي مكتبه ويجلس بعصبية تامة ما لبث لتدلف علا خلفه ضاحكة بإنتصار لتنظر له قائلة ببرود مستفز يكاد أن يقتله غيظاً :
وحشتني يا بيبي
ضغط علي أسنانه بغضب شديد ثم نهض متجها إليها وبداخله بركان سينهار الآن ...
إبتسم بسخرية ورمقها بنظراتٍ مشمئزة ، ليرفع كف يده عالياً هابطاً به علي وجنتيها بعنف جعل فمها ينزف في الحال
صُدمت علا مُتسعة العينين لينولها الصفعه الثانيه أشد عنف من السابقه ....
رفعت وجهها إليه قائلة بصدمه وهي تتحسس وجنتيها اللتان تدمرا أثر الصفعتان :
إنت بتضربني يا مصطفي
هدر بها مصطفي باهتياج مجنون: اسمي الدكتور مصطفي يا ***** ، أوعي تنسي نفسك يا **** !!
إبتلعت ريقها بخوف شديد فلأول مرة تراه بهذه الحاله القاسية ، فتنحنحت بضعف محاولا إغراءه من جديد : مصطفي حبيبي
دفعها مصطفي بعنف لتتراجع للخلف حتي كادت أن تهبط أرضا ليقول بغضب هادر : أنتي طالق يا علا ، طالق طالق .. إطلعي بره ومشوفش وشك هنا تاني
لطمت علا علي صدرها قائله بصدمه : وإبني الي في بطني إزاي هترميني أنا وإبنك !!
نظر لها باشمئزاز وتابع : لما تبقي تولديه أبقي أتولي مسؤوليته غير كده مشفكيش عندي هنا !!
وقفت مذهولة عاقدة لحاجبيها بصدمة جليه ، فلقد خسرت كل شئ الآن بعد أن دمرت حبيبان وافسدت حياتهما ....
إنتفضت ذعراً علي صوت مصطفي الذي صاح : برااااا
رمشت بعينيها وركضت خارج العيادة ..
ليرمي مصطفي جسده علي المقعد بإنهاك وضياع ..
..........................

إبن الخادمه وسليلة العائلة -  الكاتبتين فاطمة حمدي و اميرة الشافعيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن