دخل محمود على عمر الغرفه لكن عمر كان نائم و يبدو عليه التعب
مشى بخطوات هادئه لكي لا يزعجه ثم جلس على الكرسي القريب من سرير عمر ،، اطال النضر اليه و هو يتأمل ملامح ابنه البريئه و يتذكر كل المواقف التي مرت عليهم في الفتره الاخيره و يحدث نفسه ، كيف لعمر ان يتحمل كل هذا الالم و المرض و يخفي على الجميع ذالك ، هل كنت اناني لدرجه ان ابني الوحيد كان ضحيه تلك القسوه مني،،،،
و في هذه الاثناء دخلت الممرضه و افاقت عمر لتأخذ منه عينة دم
لم يكن عمر مبالياً بما تفعله الممرضه بل كان نضره معلق بوالده ، نضرات الرعب في عيون عمر كانت صدمه لمحمود ، انه يرى ابنه الوحيد خائف لمجرد وجوده معه في نفس الغرفه ، بعد خروج الممرضه اقترب محمود من عمر
عمر بتوتر،، حضرتك عايز مني ايه
الاب، بحزن، انت خايف مني يا عمر
عمر وقد بدأ يتذكر انهياره ذالك اليوم و بدأ ينكمش في مكانه،ثم بدأ يتكلم بسرعه و عصبيه، انا مش مدمن يا بابا والله الحبايه اللي خدتها كانت مسكن مش مخدرات، انا مش كده ، انت ليه بتقول اني مدمن حرام عليك ،،،،
محمود،، اهدى يا عمر بس اسمعني انا مصدقك متخافش مني انا عايز اتكلم معاك
عمر، بتردد،، انت عايز مني ايه تاني انا تعبت خلاص مش قادر استحمل ارجوك انا عارف اني خيبتلك كل امالك و اني مش الابن اللي انت بتتمناه بس انا مش قادر اتغير و لا عارف ارضيك ازاي
محمود،و قد تأثر جدا بكلام عمر،، انا مش عايزك تتغير ، انا اللي لازم اتغير يا بني ، كل اللي انت فيه ده بسببي بس انا عايزك تسمعني عشان تعذرني
عمر،، نضر الى والده بنضره خوف و توتر
محمود ،، زمان يا عمر قبل ما اتجوز اصلا كنت عايش حياة كلهه غلط في غلط ، سبت الكليه و بقيت اخد الفلوس و اضيعهه على الشرب و الخمره و الستات ، و في يوم ابويه اجبرني اني امسك الشغل مع اخويه سمير و كنت مسؤول عن صفقه كبيره جدا و صحاب الشركه عرفو اني بسكر علشان كده لما رحت قابلتهم كانو محضرين الويسكي و الخمره و كل حاجه و انا طبعا نسيت الصفقه و الشغل و بقيت اشرب لغايه ما سكرت و هم استغلو الفرصه و مضوني على شيكات تساوي ملايين ، لما ابويه عرف استغنى عن نص الشركه ليهم عشان نقدر نسدد الفلوس و انا مروحش السجن بس ابويه طردني من البيت و ماستحملش الصدمه و مات بعديها بفتره قصيره ، مات و هو غضبان عليه ، انا عشت عمري كلو يا عمر و انا حاسس بالذنب و كل القسوه بتاعتي عليك عشان كنت خايف انك تغلط غلطتي و تعيش الحياه اللي انا عشتهه ، سامحني يا بني انا عشت طول عمري فاكر اني بحميك والنهارده اكتشفت اني السبب فكل تعبك…………
سالت دموع عمر و هو يستمع لقصه والده ، رق قلبه مره اخرى لوالده و نضر اليه بنضره شفقه
