:-موافقة.
و من يوم موافقتها عليه أصبحت عبدته داخل أسوار قلعته فهي آلت ملكه لتتربع بذلك على عرش قلبه ،مطوقا اياها في أسوار قصره كيمامة بيضاء داخل قفص ذهبي، ككنز ثمين مخفيا اياها عن أعين الغير فهو يشعر بالغيرة نحو كل ما يلمحها أو من يبدي رأيه عن جمالها يقصفه من على وجه الأرض ،فهوسه بها فاق الخيال .
لتبدأ بذلك سلسلة عذابها لتصبح أسيرته الفيروزية كما أنه نبهها من عدم افتعال أفعال تفقده ذرة صبره و تغيير أشياء كثيرة، كالثياب الضيقة و الملابس التي تبرز جسدها ممنوع و يجب أن لا تظهر شيءا منها حتى أنه اختار لها جميع ملابسها بنفسه و كلها ساترة و بأجود الأقمشة الحريرية .
عطرها النفاذ لا يريد رائحة زائفة مصطنعة بل رائحتها الطبيعية المسكرة، وطريقة سيرها مستقيمة بمعنى عدم التمايل و التبختر لعدم التفات الغير لمشيتها الأنثوية ،كعب عال كذلك ممنوع فهو يجعل منها طويلة القامة بطلة أنثوية تخطف الأنفاس ،فلقد كان الكعب العالي عشقها و كانت دائمة ارتدائه الى اليوم ،المكياج ممنوع فهو يحب رؤية جمالها الطبيعي و شعرها البني الطويل يجب أن يكون معقودا للخلف و لا تفرد شعرها أمام أحد و يقتصر الأمر عليه فقط .قوانين متملكة و يجب عليها التزامها و الا سترى مالا يحمد عقباه و هي أدرى بذلك ..
و أهم شيء عدم الٱختلاط أو التكلم مع أي ذكر و إلا سترى وجهه الآخر و بقواعد صارمة فصبره اذ وصل اليها تعقد حدوده و اذ خالفت آوامره فستلقى العذاب على يده جسديا و نفسيا، فلقد عصته في بادء الأمر لكن ما ان يصل الأمر بتهديده بعائلتها تستسلم ألى أن اعتادت على ذلك الضرب و سجنها في القبو المظلم رغم علمه من رهابها من الظلام و لاتنام الا اذا كانت الأنوار منيرة ،ظانة بذلك أنه ينتقم منها إلا أنها لا تعلم أنها الداء و الدواء ،فهي بالنسبة له كالمخدرات ما إن يستنشقها حتى يتخدر و يضيع بين ثنايا هوسه و عشقه بها الذي يخفيه ببراعة وراء انتقام واه كصفعة غبية فهدفه من الأول كان هي "عيون كاترين " و انتقامه أكبر مما يتصوره عقلها فوراء كل انتقام عشق أسود كعشقه و هدفه أكبر من ذلك فوالدها ليس الا مجرد آداة ليصل به الى غايته .
أما هي ضحية عشق أسود كسواد حياته و هي النور الذي ينير ظلمته و قع صريع حبها عبر انتقامه ليستغل ضعف شركة و الدها للحصول عيها و سيفعل المستحيل للحفاظ عليها فهي صارت زوجته ،عاهرته ،صغيرته ،عبدته، أسيرته ،و جوهرته النفيسة فهي كسم فتاك قاتل يفتك به ببطئ كلما حاول الابتعاد عنها.
YOU ARE READING
"كبـريـاء أرهــق رجـولـته"
Romanceفي تلك الغرفة المخملية بأثاث مكتبي أسود راقي حيث يقبع اله الجمال وراء مكتبه بملامحه الفتاكة و رجولته الطاغية ،بأنف شامخ وشفاه دقيقة تحيطها لحية خفيفة حول فكه الحاد وتهيم في عينيه الزرقاء كزرقة البحر التي يغلفها الجمود و بحر الغموض . ممسكا بين أصابع...
