part 1 ( ٍمــــــــٓاض )

29.3K 463 133
                                    

صمت قاتل, هدوء أنفاس منتظمة. ..... .هناك حيث يقع قصر أكبر العائلات في البلاد و أغناها.هناك حيث تتحكم السلطة و النفوذ في حياتهم و الاطماع التي تشتري نفوسهم و تقتل ضميرهم.

حيث الغنى ينطق نرى قاعات تضم أثاث فخم و تزينها لوحات زيتية فريدة نوعها و نادرة ،سجدات مزركشة بثريات كرستالية فاخرة تحيطها أثريات عتيقة .

في تلك الغرفة حيث يقبع الاه الجمال على ذلك الكرسي الذي صنع خصيصا له من أجود أنواع الخشب مرصع بالذهب الخالص و بجسد يضخ رجولة.

تعلوه ملامح فتاكة و أنف شامخ و شفاه دقيقة تضم سيجارة فاخرة بين أصابعه الغليضة لتبرز عروقها لتسحرك تلك العينان الحادة نظرة منها تجعلك تغوص فيها زرقاء كزرقة البحر يتتخللها السواد مبرزا بؤبؤها الابيض و تحيط وجهه لحية خفيفة و ذلك الجسد الرياضي برونزي اللون بعضلاته البارزة من قميصه عندما تلمحه يبدو كاله  و تلك الجلسة زادته وقارا و هيبة

ليمرر أصابعه الغليظة بين خصلاته السوداء ليدلك فروة رأسه لعله يزيل ذلك الضغط الذي فتك به ليطلق تنهيدة تدل على ارهاقه من هذه الحياة التي أضقته عذابها و مرها و لم ترحم سنه لتجعله يكبر قبل آوانه.

ليسحب نفسا من سيجارته بينما يأخذ رشفة من كأس نبيذه العتيق و ينفث دخانها في الهواء ليلمح غيمة تعيده الى الماضي و تطوف أمامه ذكرياته، ليلوح في عينيه طيف الماضي الآليم.

Flash. Back

فتى عانى عذاب الحياة و أقساه لتقتل برائته و تغتصب طفولاته و تدمرها .

مازال لليوم يتذكر كيف قتلت والدته و أغتصبت بأبشع الطرق و أحرقوا جسدها بعد انتهاكه و قتلوا أخته ذات الثلاتة سنوات مازالت في ريعان تفتح برعمها أمام عينيه.

يومها كان عائدا من العمل و يحمل في طياة يده المتشققتين مالا يعتبر أجره الاول و رغم برودة الشتاء القارص و شقاء العمل و اجرته الضئيلة فكانت تزين ملامحه ابتسامة و عينين تشعان بالبرائة كالقمر المنير تلك النظرة التي قتلت في يومها. كانت عينيه تلمع سعادة راسما بسمة بريئة على وجهه راكضا لمنزله القابع في ذلك الحي الفقير و المسكن الحقير ....

صمت ،هدوء،أنفاس المضطربة ،قلبه الذي يكاد يخرج من قفصه الصدري بسبب دقاته المتضاربة مع خروج أنفاسه السريعة .

منظر شل حركته جاعلا منه تمثالا جامدا أمام ذلك المشهد والدته ،نبع حنانه أمامه تغتصب بأبشع الطرق من قبل وحوش على هيئة أجساد بشرية و أخته ملاكه الصغير جامدة بلا حراك لايسمع صوت بكائها الذي لا طالما اشتكى منه و أزعجه .

لينقل بصره لأمه التي تصرخ مستغيثة ليطلق العنان لقدميه محاولا انقذاها لكن جسده و بنيته الضئيلة لم تساعده في ذلك،

"كبـريـاء أرهــق رجـولـته"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن