كرة النار ٢

8K 230 10
                                    

"يا نهار ابوك مش فايت "
صرخت روچين بأدم الذى لتوه ادرك ان التى امامه هى نفس كرة النار الى كادت تودى بحياته فى الصباح !
" انتى !! انتى بتعملى ايه هنا " هتف بحدة وتعجب لترفع حاجبها وتتسع عيناها فهدرت به " نهار ابوك اسود ومهبب فى فى بيتى وعلى سفرتنا وواقف جنب نيش امى وكمان داخل بجزمتك عالسجادة الى انا كنساها وتقولى مين !! انت الى بتعمل ايه هنا فى بيتى؟"
انتفض عامر ليوقف ماسورة الماء التى انفجرت ومرارته التى انفجرت معها " روچين اقفلى بوقك الى زى المدفع دا !!" هتف بها لتغلق فمها بيدها كانها تغلق سحاب فستان ليكمل بنفس النبرة الغاضبة " عملك ايه عشان تتفتحى فيه كدا ؟!" ولكن لم تجيبه الا بوجه احمر ليهتف " انطقى " هتفت روچين بسخرية حائرة " ايوا يعنى اعمل ايه اقفل بوقى ولا افتحه !!"
ضغط على اسنانه هى نوت ان تصيبه بالشلل الرباعى مع جميع انواع الجلطات !!
التفت عامر لأدم المذهول يقف بجانب والده الأكثر ذهولا منه وبجانبهما والدته اكثرهم ذهولا على الإطلاق تمتم فى سره " حسبى الله ونعم الوكيل !!"
ثم هتف بصوت محايد " معلش يا ادم يا ابنى روچين عامة هادية بس اكيد حصل سوء تفاهم عصبها "
هتف ادم بصوت ساخر " لا مهو حاجة من الإتنين يا حضرتك متعرفش بنتك كويس يا اما حضرتك متعرفهاش كويس دى هادية ازاى !! دى كرة نار متحركة عاملة زوبعة ومبتسكتش "
هتفت ساخرة " تسكت ما تنطق يا بعيد !! طبعا مهو البطاريق الى زيك محتاجين قاموس نتعامل بيه معاهم "
أمال اسر رأسه على يوسف اخيه ليهمس ضاحكا " هنطلع المقابر على اختك قريب "
شب يوسف ليهمس فى اذن اخيه " دا لو لقينا حتة سليمة على بعضها ندفنها "
وضع عامر يده على فم روچين وسحبها من ذراعها خلفه وهو يهتف بإعتذار " اسف بس عايز روچين فى كلمة كدا ! دعاء "زوجته" رحبى بالضيوف وحطى العشا يلا !! وانت يا اسر اقعد مع ادم وعمك صادق على منزل " واسرع فى الخطا يجرّ خلفه روچين وحين صعد معظم الدرج ازاح يده عن فمها لتهتف " يا بابا هو انا شوال عدس ايه المعاملة دى دا انا لو خروف هتحترمنى عن كدا "
لك يرد عليها ولكنه سرّع خطوته لتفقد احد نعليها لتهتف فى ابيها بحنق " يا بابا احنا مش هربانين من حد الشبشب وقع منى "
تحسر عامر مردفا " شبشب يا شبشب !! لابسة شبشب على فستان ب١٠٠٠ جنيه !! شوفى انا لو وقفت هلبسهولك فى دماغك "
هتفت روچين تمتص غضبه بأفشل طريقة ممكنة " خلاص يا حاج يولع الشبشب المهم صحتك "
ادخلها غرفتها ودخل خلفها لتهتف روچين باعتراض " يا بابا انا مش فرخة بتصطادها مش كدا برستيجى "
اغلق الباب جيدا والتف لها بوجه مكفهر " شوفى انتى لو كلب لولو كان نفعنى عنك !! على الأقل الفرخة بتجبلى بيض ولحمة انتى بقى جبتيلى ايه "
تصنعت الحزن " شوف يا باباتى انت ظالمنى انا كمان جبتلك حاجات محدش جبهالك غيرى "
"ودى ايه يا عينى ابوكى ؟"
"الضغط والسكر والمرارة والصداع !! انكر بقى " وضحكت روچين تلطف الجو ليرفع عامر يده للسماء
" يارب !! انا عملت ذنوب كتير اوى فى حياتى بس الكائن دا اكبر والعن من اى ذنب انا عملته !!"
اقترب منها بهدوء لتضيق عينها خوفا وتبتعد عنه ليهتف " مش هاجى جمبك اثبتى !!"
هتفت متسائلة " كلام رجالة ؟؟"
"على اعتبار انك راجل يعنى ؟؟ تعالى يا روچين ربنا يهديكى تعالى "
جلست روچين على الفراش ليجلس عامر امامها يهتف بجدية " من الآخر عشان عارف مخك !! الى انتى سودتى يومه هو وابوه تحت دا المفروض انه هنا عشان يخطبك ...واتمنى ميكونش غير رأيه بعد استعراض شكوكو الى حضرتك عملتيه تحت تشتمي الراجل وابوه وهما قاعدين !! انا يأست منك ودى اخر فرصة ليكى يا روچين بصى هما حل من اتنين لتتجوزيه لتتجوزيه "
"ليه هو تطعيم !! بابا انت عمرك ما فرضت عليا حاجة .." تحدثت باداء مسرحى درامى ليهتف
"ال يعنى انا لو فرضت هيتنفذ !! انت بتتصارعى مع اخواتك مين يرفع ضغطى اكتر من التانى !!"
اردف بهدوء وجدية " دا اخر كلامى احترمى نفسك مع عريسك وحاولى تتعرفى عليه بهدوء ...بهدوء من غير خطط "
رفعت حاجبها " يعنى دا اخر كلام !!"
هتف " اه !"
" الى تشوفه يابابا !!" بهدوء ورقة اجابت
" يا حلاوة بسهولة كدا !!" هتف بتعجب وحذر
"طبعا يا بابا انت بس تؤمر انا بقى هوريك انك خلفت بنت !"
" يا خوفى !! عامة يا بنتى ربنا يهديكى !! قومى البسى الجزمة الكعب واقلعى ابو وردة دا احسنلك يعنى وانزلى يلا "
ثم تركها ونزل للأسفل لتهتف روچين بتوعد " وسيشهد التاريخ انى اول واحدة ابيع لحم بطاريق مشوى فى العيد !!"
____
بينما فى الأسفل كانت دعاء تعد الأطباق محرجة ووالدة ادم تتحدث مع زوجها بتعجب !! ليميل اسر على امه ويهمس " يعنى كان لازم يا ماما تتنفخى اوى وانتى بتمدحى فى روچين بذمتك يا ماما روچين رقيقة هتجبها منين الرقة دى !! "
همست له بضيق وحرج " وان ايه عرفنى ان اختك هتنفجر فى الراجل كدا "
"يا ماما انتى مخلفة جركن جاز اصلا بتنفجر لوحدها من غير عامل حفاز ...اتفضلى شكلكك بقى وحش اوى "
" اخرس انت كمان يا زفت بس لما يخلص العشا اما وريتها !!"
" دا لو بابا ساب فيها حتة سليمة "
قاطع حديثهم نزول عامر وخلفه روچين هادئة تماما بدأ هعامر تعريفها بعائلة ادم متناسين تماما فقرة "غرائب الكائنات الحية " التى عرضت من نصف ساعة فقط ليهتف عامر بترحيب " سلمى يا روچين على عمك صادق !! صديق عمرى وقريبنا بس كان عايش برا !!"
استخدمت روچين اقوى اسلحة المرأة وهى الرقة الممزوجة بالحياء وصدق من قال ما خفى كان اعظم !! كانت ممتازة فى اخفاء ما يعتمل بداخلها !!
سلمت على ادم الذى تردد فى البداية ولكنه اثر السلام فسلم عليها متوجسا ضيقت عيناها تفحصه من أعلى لأسفل !!وقد احتفظت فى ذاكرتها بصورة دقيقة التفاصيل عنه !
لتنقضى السهرة على خير وتحول جذرى من روچين هادئة تماما حتى شك ادم فى سلامة قواه العقلية ! ولكن قلبه استشعر خطر قادم !
انتهت السهرة على خير وصعد كلا الى غرفته !
فى الصباح الباكر استيقظت روچين بصعوبة فقط اطالت السهر مساءً حديثا مع ملك عن ذلك البطريق وما نوته لفعله !!
كان شعرها الأحمر مشعث كصواعد وهوابط نارية على رأسها وعينيها ناعسة بسترة نوم من قماش الكستور الناعم احد قدميه مشمرة حتى الركبة واحد طرفى الثوب داخل البنطال ومثيله خارجه تحاول فتح عنيها وهى تريد ان تسعل ولكنها لا تستطيع !! نادت روچين على امها او احد من اخوتها ولكن لا احد يجيب فارتدت نعالها ذا الوردة القطيفة الحمراء محدث صوت يشبه القبقاب وفتحت الباب مغمضة العين تود وبشدة ان تسعل ولا تستطيع ..نزلت درج المنزل الداخلى نحو المطبخ تبحث عن "برّاد " الشاى لتضعه على النار ومازالت رغبتها بالسعال تضاعف حتى شعرت بنار تسرى فى عروق وجهها تأففت وهى تحاول صب الشاى لتصعد الى غرفتها !
فى نفس ذات الحين كان ادم عائدا من الركض صباحا فقد جاب المدينة مرتان او اكثر كرياضة صباحية حفاظا على جسده وتقسيمه !! دخل الحديقة الخارجية فوجد ابوه وامه مع عمه عامر وزوجته يتناولون الإفطار اقبل عليهم ليرحب به عامر " تعالى يا ادم !! بسم الله ما شاء الله عليك رياضى زيى مش كسول زى ابوك !"
هتف صادق بمرح " يا راجل يا عجوز !! انت هتكدب دا انا كنت محط اعجاب البنات كلهم "
هتف عامر بتحذير مضحك" طب اسكت عشان كلامك مش هيبقى محط اعجاب ام ادم"
هتفت دعاء "تعالى يا ابنى اقعد هقوم اجبلك كوباية وطبق عشان تاكل "
اجاب ادم بإحترام " لا خلى حضرتك انا كدا كدا هستحمى الأول وبعدين افطر متتعبيش نفسك !!"
واستأذنهم نحو المنزل لتهتف فى سرها " ربنا يهديكى يا روچين ويجعله من نصيبك"
دخل ادم المنزل واتجه نحو الدرج بينما كانت روچين تفرك عينيها تريد السعال لم ينتبه ولم تنتبه لتصدم به وتسكب الشاى على الأرض غير بعض القطرات سُكبت عليهما لتتعثر روچين وتكاد تسقط فلحقها ادم واخيرا نجحت !! وجاءها السعال لتعطس فى وجهه فسقط وسقطت معه على الأرض
فهتف اسر الذى راقب الموقف " محدش عارف قدره شاب زى الفل جاى يتجوز هيروح مسلوخ ان لله وان اليه راجعون "

نزلت درج المنزل الداخلى نحو المطبخ تبحث عن "برّاد " الشاى لتضعه على النار ومازالت رغبتها بالسعال تضاعف حتى شعرت بنار تسرى فى عروق وجهها تأففت وهى تحاول صب الشاى لتصعد الى غرفتها !فى نفس ذات الحين كان ادم عائدا من الركض صباحا فقد جاب المدينة مرتان ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كرة النار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن