الخمسون

16.7K 291 10
                                    

حبيبتي الگاذبة

الحلقة الخمسون : (خطة سليم )

هب سامي واقفًا من مقعده وهو يضع يده علي معدته ، بينما عض علي شفته السفلي بألم فلقد إشتغل مفعول السم فورًا !!
أخذت هدي تضحك بتشفي ، ليقترب منهـا سامي وقد تلونت عينيه بحمرة الغضب ، حاول جذبها إلا إنها إبتعدت مُتجهه إلي الباب وأوصدته جيدا حتي لا يدلف أحد الموظفين وينقذه ، فهي أقسمت أن تنتقم وأبدا لن تعيش يا من دمرت حياتي .. !
تأوه بألم شديد وهو يهتف بتوسل : إفتحي الباب ده أنا بموت .. بموت ..
أنهي كلامه وهبط ساقطا علي الأرض ، فظلت هدي تضحك بهستيريه وراحت تجلس علي المقعد واضعة ساقيها فوق بعضهما ، ليزحف سامي بإرهاق في إتجاهها وهو يصرخ : ااااه ، بطني .. هموت .. آآ .. إطلبي الإسعاف .. !
قهقهت هدي ثم هتفت من بين ضحكاتها ؛:
- موت ، موت يا سامي ، خلينا نرتاح من قرفك ، إيه رأيك بقي مش ده السم الي كنت عاوز تسم بيه أمير !! .. يلا حلال عليك يا قلبي .
ظل يتلوي علي الأرض والآلام تنهش فيه ، بينما أخذ يسعل بشدة حتي إختنق وجهه وأصبح لونه أزرق داكن !! .. وأنفاسه تتسارع بل تنتزع منه نزعا .. مازال يقاوم حيث أمسك قدمها ، وهو يتوسلها : هـ هتجوزك .. بـ بس إطـ اطلبي الإسعاف .. آآ أبوس إيدك .. مـ مش عاوز آآ أموت ..!
حركت رأسها بهستيريه وهي تهتف : لأ لا هتموت .. هتموت يا سامي وهتغور في داهية ، أنت شر .. شر ولازم نخلص منه ...
صرخ عاليًا : اااااه .. يارب .. ااااه ..
ضحكت هدي ساخرة : دلوقتي إفتكرت ربنا ، ربنا هيحرقك في نار جهنم أنت الي زيك ميستحقش الرحمه .. !
بينما تجمع الموظفين علي أثر صراخه وظلوا يطرقون علي الباب ، إلا أن هدي لم تصغي لهم أبدا ، ولم تفتح إلا عندما تخرج روحه من جسده ..
إنتشرت حبات العرق الباردة فوق جبينه ولقد أصبح وجهه مُخيف بلون الأزرق الداكن المائل لـ السواد .. عينيه حمراوان مخيفتان ..
أخذ زفيرًا قويًا وزفره بصعوبة بالغة ، إنها النهاية لا محالة ولا مجال للهروب .. إنها الروح تنتزع منه نزعا .. إنها سكرات الموت .. إنها النهاية !..
وأخيرًا سكن جسده وصعدت روحه ، أصبح جثه هامدة لا روح ولا حركة .. إنتهي الإنسان الذي دمر حياة الكثيرين في لحظة وسُحبت ورقته من الدنيا !!...
أخذ صدر هدي يعلو ويهبط بخوف شديد ، تعالت شهقاتها وضحكاتها في نفس الحين ، حالة من الذهول والجنون و مزيجا من الصدمة ..
إنتهت وأنهت عليه ، قتلته وقتلت ذاتها أيضا ، ليتها لم تراه وليتها لم تتيح نفسها لهذا الشيطان أنها في حالة ندم أيضا ، ويا ليت الندم يُرجٙع الذي رحل !!! ...
........................

لم تستوعب أروي التي كانت ترتجف بشدة ، الذي إستمعت إليه عبر الهاتف ، قُتل سامي في لمح البصر علي يد سكرتيرته !! .. وما أبشعها موته ..
لم تتحمل فشعرت أن الدنيا تدور بها ، وشحب وجهها ، فإنتفض أمير ممسكا بها وجاذبا إياها إلي أحضانه وهو يسألها بهلع : إيه يا أروي في ايه بس ؟
أخذت تتنفس بصعوبة وهي تتشبث بقميصه ، وتردف ببكاء : أنا خايفة .. خايفة .
ربت علي ظهرها برفق وقال بإيجاز : طيب نامي يا حبيبتي دلوقتي ، أنا لازم أخرج إنتي نامي ومتخافيش ..
حركت رأسها بنفي وهي تتشبث به أكثر : لا لا الله يخليك متسبنيش .. متسبنيش أنا هموت من الرعب ..
أمير بتنهيدة : خايفة من إيه يا أروي ..
أردفت وعينيها تزوغ في أركان الغرفة : من سامي ، هـ هو هيطلعلي دلوقتي من أي حته .. أنا خايفة !
إنفجر أمير ضاحكا رغما عنه ، ثم قال من بين ضحكاته : ضحكتيني يا مجنونة ، الراجل مات والسكرتيرة قتلته وإحنا بنضحك ، لا إله إلا الله ، هو ايه الي بيحصل يا جدعان ..
مسحت أروي علي جبينها وهي تهمس بخوف : ينهار أبيض سامي إتقتل وهدي هتروح في داهية ، مش قادرة أنسي صوته المرعب وهو بيصرخ ، أنا بجد هموت من الرعب ..
مسد أمير علي شعرها ولا يزال يضحك ، بينما حاول تهدئتها إلا إنها ظلت متشبثة به وهتفت : أبوس إيدك متخرجش وتسبني ، عفريت سامي هيطلعلي ..
أخذ يضحك عاليًا وهو يشدد من ضمها له ، ثم أردف بتنهيدة بعد ذلك : هو سامي مات بجد ولا أنا سمعت غلط ؟ .. مات بالسم الي كان هيسمني بيه ، سبحان المنتقم !
أردفت أروي سريعا : بعد الشر عليك يا حبيبي ، أهو غار أعوذ بالله منه إيه الشر ده !!
صمتت قليلًا ثم تابعت بتوسل : خليك معايا عشان خاطري بليز يا أمير !
أومأ أمير برأسه وقال بنفاذ صبر : حاضر أديني قاعد أهو ، بس أنا جعااان علي فكرة ..
هبت أروي واقفة ، ثم قالت سريعا وهي تتجه خارج الغرفة : حالا يا حبيبي الأكل يكون جاهز ..
ضحك أمير ، ثم هتف مازحًا : أوعي تلاقي سامي في المطبخ !
تسمرت مكانها ، ثم عادت تركض نحوه ، وهي تهتف بخوف : يا مامااااا ، ثم وكزته بغيظ : مفيش أكل يلا خليك جعان ها بس ..
قال من بين ضحكاته : خلاص خلاص مش هتكلم !
حركت رأسها نافية وقالت بإصرار : مش هقوم خلاص ، أنا مرعوبة !
تمتم أمير بحزن : خلاص خليني جعان وذنبي في رقبتك !
أشفقت عليه ولكنها خائفة تهبط بمفردها ، فأردفت بحماس : طيب أنا هعملك أكل بس تعالي وصلني للمطبخ بليز ..
نهض وجذبها من يدها حاملا إياها بمرح وهو يقول : أمري لله تعالي يا مجنناني ! ..
هبطا الدرج معا وإتجها إلي المطبخ لتُعد له أروي الطعام ..
.............

حبيبتي الكاذبة بقلم / فاطمة حمدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن