الثامنة عشر

15.3K 273 5
                                    

حبيبتي الگاذبة

الحلقة الثامنة عشر : (ما بين الحب والكبرياء )

ظـل يسير ذهاباً وإياباً ، ... وتمـر الساعات ساعة تلو الأخـري لم يعرف أي شيئاً عن أروي أهي حية أم.... عند هذه اللحظة يتوقف تفكيـره رافضاً رحيلهـا ويُريدها تفيق بأي طريقة أيا كانـت ..
إتجه إليه زياد رابتاً علي كتفه وهو يقول مُستغربا لهذه الحالة التي هو عليهـا :
- إهدي يا أميـر ، إن شاء الله هتبقي كويسة بس أنت إقعد كده وصل علي النبي ..
مسح أميـر علي رأسه وقـال هامساً : عليه الصلاة والسلام .. أنا خلاص مش قادر أتحمل دي بقالها كتير أوي نفسي أعرف مفقتش ليه !!
أجابه زياد بهـدوء : يا أمير ده ضرب بالرصاص هي موقعتش ولا عندها شوية سخونية ، إدعيلها ربنا يخفف عنها...
تنهد قائلاً : يــارب .
سـار أميـر إلي النافذة الموجودة في آخر الرواق ليقف ينظر منهـا بشـرود ، بينما قال زياد موجهاً حديثه لـ سهيلة : هي أختك كان ليهـا أعداء ؟؟
رفعت رأسها لتنظر إليه وهي تكفف دموعها بأناملها ، ثم قالت بصوتٍ مُرتجف : لأ ، أنا معرفش ايه الي حصل ومين ده الي كان عاوز يقتلها ، أختي عمرهـا ما أذت حد ...
رد زياد بهدوء : ربنا يشفيها ، أنهي كلامه وإتجه إلي أمير ليقف جواره قائلاً في تساؤل : هي دي أروي ؟؟
أومأ أمير برأسه ولازال ناظرا من النافذة بشـرود ، فيما إبتسـم زياد وقال : ممم عشان كده أنت خايف وقلقان كده وملهوف كأن روحك مش فيك !
قطب أمير ما بين حاجباه ، ثم قال بجدية : أنا مش ناقصك يا زياد !
زياد متنهدا : والله أول مرة أشوفك كده ، أنت بتحبها يا أميـر ؟؟؟
مسح علي وجهـه بكف يده ، وفضّل الصمـت !! وزاغت أنظاره بتوتـر ، ثم قال أخيرا بخفوت : معرفش ، معرفش يا زياد ، أنا عاوزها تفوق وبس
ربت زياد علي كتفه وقال : تعرف أخر مرة شوفتك فيها كده كانت أمتي ؟
أجابه أميـر مُبتسماً بحـزن : من ١٥ سنة ، من وفاة أمي وأبويا ، نفس الإحساس أنا حاسه دلوقتي ، ساعتها كان ١٥ سنة ، وكنت خايف أعيش لوحدي ، وفعلا عشت لوحدي ومشيوا وسابوني ، حاسس ان شايف اليوم ده دلوقتي وخايف بردو لهي كمان تمشي و.....
صمت فجأة وإنتبه إلي حديثه الذي خرج منه دون وعي ، ليردف زياد مبتسما : ياه ، لدرجة دي يا أمير ، وتقولي معرفش !!
إزدرد ريقه ، ثم إلتفت له قائلاً بحيرة : زياد أروي ضحت بنفسها عشاني !! .. أنا الي كنت مقصود مش هي ، ... يعني المفروض أنا الي أكون مكانها دلوقتي ..
عاود النظر إلي النافذة وصدره يعلو ويهبط بعنف ، ثم قال حائراً : الي هيجنني ، هي إزاي عملت كده !!! إزاي تضحي بعمرها في لحظة !! أنا مش قادر أستوعب الي هي عملته أبدا
زياد بدهشة : معقولة !! .. عشان كده قلقان بالطريقة دي ، عموما هي شكلها بتحبك جدا ، بس قولي أنت ليك أعداء لدرجة دي ! إنها توصل للقتل !
أجابه بإنفعال خفيف : أكيد ليا منافسين وفي منهم أعداء ، بس مش متخيل أن حد منهم يفكر كده لمجرد إني بنافسه في الشغل ، أنا مش قادر أستوعب أي حاجه أصلا .. !
تنهد زياد وقال متساءلا : طب هما فين أهل البنت دي ، أنا مش شايف غير أختها بس
أجابه أمير هادئا : ملهاش أهل غير أختها ، بس هي كانت قيلالي أنها مسافرة ، معرفش ازاي هي موجودة دلوقتي
نظر لها زياد من بعيد وهو يقول : يمكن جات من السفر عادي
- ممكن ... قالها أمير بإيجاز .. ليردف بعد ذلك بتساؤل : أومال فين عمتي ماجتش معاكم ليه ؟؟
إبتسم وقال : هتحصلنا كمان أسبوع عشان بابا عنده شغل لسه ، هيخلص وهينزلوا مع بعض
أومأ أمير برأسه وهو يتنهد بعمق ...
..................

حبيبتي الكاذبة بقلم / فاطمة حمدي Where stories live. Discover now