البدايه

44 3 0
                                    

حينما تفعل روتينك المعتاد
ذلك شيئا ممل جدا
ولكن إن حدث وارتبطت ذاكره سيئه بذلك الروتين
للاسف لن يصبح ممل ولكن مؤلم
مع كل مره تفعله تشعر بالالم و الاشتياق و الحنين
تتمني لو لم تحدث هذه الذكري مطلقا
يقال ان الايام تداوي الجروح
ربمت هي صحيحه، ولكن انها لا تتداوي ولكن الايام تساعد علي النسيان
او ربما فقط جعل كل شئ يمضي

في شقه بالدور الارضي بجلس شاب بالثالث و العشرون من عمره ، شعره بني وبضعا من الخصل الصغراء لتعطيه لمعه مميزه ، بشره قمحيه ، يتأمادل زجاجه الجعه التي بيده ، للحظه شعر انه يكره الشرب ولكنه الشئ الذي يمكنه الهروب به من كل شئ، يلعن نفسه لانه ليس قويا لتحمل حياته و مواجهتها ولكن في ايام كهذه دائما وبدون معاد يفتح باب هذه الشقه ، لتدخل صديقته التي تبلغ من العمر عشرون عاما ، شعرها اسود قصير و خصلات ذات اللون الازرق ، ذات بشره قمحيه ، تفحصت بنظرها داخل الشقه و دققت بعينها بما ان الاضاءه خافته باحثه عنه و حينما وجدته دخلت الشقه و كأنها كانت تتاكد من وجوده اولا لذلك ظهر عليها ملامح الحيره ولكنه ترجمها بنظره متحسره

حينما يقولوا صدق ما تراه عينك، كذب لان ليس كل ما تراه هو الحقيقه

اتجهت اليه واخذت الزجاجه منه ، لتأخذ شرفه منها لينطق " انها مضره بالصحه" لتضحك بسخريه ردا عليه ولكن احس بالالم ليسألها " اذن ما اتي بك الي هنا؟"

نظرت له بعين تائهه قليلا ليتضح له انها ليست معه ولكن عقلها بمكان آخر ظهر عليه ملامح القلق و كذلك بنبره صوته "هل حدث شئ مره اخري؟ هل تشاجرتي مع احد ؟ هل اغضبك احد؟"

ابتسمت له بحب و بعثرت خصلات شعره ، لتشعره بحبها و تطمئنه عليها، ليمسك يدها و يقبل باطن يدها ونظر لها بنفس نظرتها
ليس ذلك الحب ولكن حب بمعني اخر لا يعرفه غيرهما ، يملئه الاحترام والخوف والتفهم ، حب يتمني كلاهما ايجاده في الاشخاص الذين هم بهذه الحاله بسببهم

همهم لها ونظر لعينها و كأنه ينطق'هيا تحدثي'
لتغمض عينها ردا عليه و كأنها تنطق 'دعني استجمع نفسي'

مرت عده لحظات من الصمت يقطعها كلاهما بتنهيده ، نظروا لبعضهم و خرجت منهم ضحكه متشابهه و كأنها تخرج من نفس الشخص ليصيح كلاهما "كف عن ذلك!" نظروا لبعضهم بتذمر طفولي ثم قطعوا التواصل .

اهذا ما يسمي الارواح المتماثله؟!

اخذ منها الزجاجه التي كانت علي وشط الشرب منها مره اخري ، لتنظر له بتساؤل " لن ادعك تصبحين مثلي ، ليس لشغفك ذاك سأسمح لك ان تكوني بغبائي"
دققت النظر اليه حينما سمعت تلك النظره المهتمه منه لتضع يدها علي قلبه "هل يؤلمك؟!"
وضع يده فوق يدها وهو يبتسم " كما يؤلمك ولكنه يريد الشعور بالراحه الليله وعدم انشغاله بالذكريات المؤلمه "

Never Regretted Loving you Where stories live. Discover now