الثلاثون

15.2K 252 7
                                    

حبيبتي الگاذبة

الحلقة الثـلاثـون : (حفل الزفاف )

بعد مرور أسبـوع ..

جلس أمير علي كرسيـه وهو يستند بظهره علي ظهر المقعد بأريحة ، ليقول بثبات موجها حديثه للموظف طارق :
يعني راحله كام مرة ؟
أجابه طارق هادئاً : مرتين ، بس معرفتش ايه الي تم في المرتين ..
زفر أمير وهو يقول بصوت حاد بعض الشئ : أومال مين الي يعرف يا طارق ؟؟ هو أنا مخليك تراقبه عشان تقولي معرفش
رد طارق بجدية : والله يا أستاذ أمير حاولت أكلم أي موظف من عنده يحطلي جهاز تسجيل في مكتب سامي معرفتش إظاهر أن كل الي عنده عندهم ضمير بقي
ضحك أمير ثم قال ساخرا : اه زي الي معينهم .. طب وماجد ؟ .. وصل لحد فين أكيد كلمه في التلفون وهو في المكتب يا طارق فين التسجيلات ..
طارق بنفي : ماجد حريص جدا وزي ما يكون شاكك أن حد مراقبه بس أنا وراه لحد ما يقع
أومأ أميـر برأسه وقال بجدية : ماشي ، بلغني بالجديد أول بأول وأوعي حد يحس بحاجة
أومأ طارق برأسه ثم تابع وهو يتجه صوب الباب : تمام ..
خرج طارق لتدلف أروي خلفه قائلة في تساؤل : في ايه ؟
رفع أمير أحد حاجبيه وقال بمرح : في ايه ؟
إبتسمت أروي وقالت : أنا الي بسألك .. ممكن اعرف بتخطط لإيه أنت وطارق ده !
حرك أمير رأسه بنفي ثم قال غامزاً : فين قهوتي ؟
أروي بغيظ : معملتش
نهض أمير ثم إرتدي سترته بينما تابعت أروي بإستغراب : رايح فين ..
أجابها بهدوء ، وهو يمسك يدها ويتجه صوب الباب : هنروح مشوار صغنون ..
....................

تململ خالد في فراشـه علي طرقـات الباب المُزعجة ، ليفتح عيناه ببطئ ويري زوجته نائمة فإبتسم وهو يرفع الغطاء عليها ثم نهض ليفتح الباب ..
دلفت نعمـة وهي تقول بحدة: ايه يا خالد كل ده عشان تفتح الباب !
فرك خالد عينيه بتكاسل ثم قال بخفوت : معلش يا ماما مسمعتش في حاجة ولا إيه ؟
صرت علي أسنانها وهي ترمق سلمي الغافية بنظرات قاتلة ثم قالت بغيظ : بصيحك عشان تفطر يابني ده إحنا بقينا بعد الضهر ، نايم كل ده ليه !!
تنهد خالد وجلس علي الفراش وهو يقول : ده يوم أجازتي يا ماما ، كمان مش عاوزاني أنام فيه !
ردت بنفاذ صبر : طب قوم إفطر معايا ..
إبتسم ثم قام بإيفاق زوجته حيث مسد علي ظهرها برفق وهو يقول : قومي يا لوما عشان نفطر قومي يا حبيبي ..
لم تدري نعمة بحالها إلا وهي تصيح غيظا : يابني ما تسيبها نايمة ولا تولع ايه الدلع الماسخ ده ، ده عيشة بقت تقرف بجد ، بدل ما تقوم هي تحضرلك الفطار كمان بتصحيها وتدلعها .. وبعدين أنا عملالك أنت الفطـار مش هي عشان تصحيها
ذُهل خالد من حديث أمه الفظ وكذلك سلمي التي هبت جالسة علي الفراش وقد إتسعت عينيها بحنق ..
ليقول خالد بجدية : نفسي اعرف لازمته ايه الي بتعمليه كل يوم ده يا ماما بجد حرام عليكي أنا تعبت منك
صاحت نعمة مرة أخري : تعبت مني دي اخرتها يا خالد ، أخص عليك أخص ، وأنا الي تاعبة نفسي وقايمة أعملك فطار وفي الآخر بتزعقلي عشان المحروسه مراتك
خالد بصدمة : أنا زعقتلك !!
- أنا خارجة مستنياك برة اغسل وشك وحصلني مبعرفش أفطر من غيرك يابني يلا !!
أنهت جملتها وخرجت من الغرفة صافعة الباب خلفهـا ، ليضرب خالد كفا علي كف وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .. !!
ثم إلتفت ليري سلمي تبكي بصمت ، فإقترب منها وقال بهدوء : متبكيش يا سلمي حقك عليا أنا
حركت سلمي رأسها بالنفي وهي تتابع من بين بكاؤها : لا يا خالد أنا تعبت من مامتك ، ده احنا بقالنا اسبوع بس ومورياني النجوم في عز الضهر ، أومال بعد كده هتعمل فيا ايه .. !
جذبها خالد إلي أحضانه وضمها إليه ثم قال بحنان : مش هتعملك حاجة طول ما فيا نفس يا لوما ، لا هي ولا أي حد خلقه ربنا ، هي بكرة هترجع لطبيعتها أنا متأكد أنا عارف أمي لما بتزعل من حاجة بتاخد فترة علي ما تنسي
سلمي ببكاء : بس أنا مليش ذنب ومزعلتهاش في أي حاجة يا خالد ، أنا مالي اذا كان ماجد غلط أنا ايه ذنبي طيب ، أنا مش مصدقه أن دي طنط نعمة الي كانت بتحبني وبتعاملني احسن معاملة ازاي اتغيرت كده ازاي .
تنهد خالد بعمق وأردف : هترجع زي ما كانت ، بس إصبري شوية عشان خاطري يا سلمي لو ليا غلاوة عندك ، مترديش عليها وهي هتهدي واحدة واحدة ..
سكنت سلمـي بين ذراعيه بينما هو يُهدهدها كطفلة صغيرة ، وقد أصلح ما بعثرته أمه ..
سمعت صوته الهامس : لسه زعلانة ؟
رفعت وجهها ونظرت إليه مبتسمة قائلة بهمس: مش زعلانة وأنا معايا أحن راجل في الدنيا كلها
طبع قبلة فوق جبينها ثم قال بحب : حبيبي يا لوما ، يلا قومي عشان نفطر بقي
سلمي بخوف : لأ كده طنط نعمة هتقتلني روح أنت إفطر وأنا هستناك هنا . 
قهقه خالد ثم قال من بين ضحكاته : يا خوافة ، ما تخافيش يا عبيطة قومي إفطري معايا يلا
نهضت سلمي معه حيث توجها إلي الخارج حيث تجلس نعمة التي رمقتهـا بغل ..
فجلس خالد بهدوء وسلمـي إلي جواره متشبسه به كالطفلة الصغيرة...
بينما إبتسم خالد كأن شيئا لم يكن وهو يقول : صباح الخير يا ماما ، تسلم ايدك يا ست الكل ..
تنهدت نعمة بغيظ وأردفت : صباح النور يابني يلا كل وسمي
أومأ خالد ولازال مبتسما ثم شرع في تناول الطعام ، ظل يأكل تارة ويطعم زوجته تارة وسط نظرات نعمة المغتاظة من افعـال ولدها الذي إحتارت كيف تفعل به وهو يبرها مهما فعلت معه ، يُعارضها بالحكمة ولا يحرجها رغم أنها مُخطئة لكنه يعلم جيدا أنه ليس من حقه أن يُحاسبها مهما فعلت .. !
.....................

حبيبتي الكاذبة بقلم / فاطمة حمدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن