الثامنة عشر

Start from the beginning
                                    

جلس خالـد في غرفته دافنا وجهه بين كفيه بحـزن ، لقد شقيّ ليلا ونهارا في سبيل إجماع حق الذهب الذي فرطت فيه سلمي بهذه السهولة ، لقد كافح من أجل الوصـول إليها ، في حين كانت أمها ترفض الزواج حاليا ، هو أصـر وتمسك بهـا ليتفاجئ بهـا تخزله بعد ذلك ..
عقله رافضا الإقتراب منها ولكن قلبه .. قلبه يـُريدها وبشـدة ..
تفاجئ بـأمه تدلف إلي الداخل وهي تقول بغيظ : قوم يابني يلا عشان تطلقها أنا خلاص معنتش قابله الناس دي !
رد عليها خالد بهدوء : سبيني لوحدي يا ماما من فضلك أنا مش طايق نفسي
نعـمة بحدة : ما هو أنت لازم تطلقها عشان ترتاح ، وأنا أجوزك شروق بنت خالتك وتعيش حياتك ودي تنساها خالص ، مش كفاية تبيع الشبكة من وراك دي بت ملهاش أمان قوم يابني قوم ..
خالد بإنفعال : سبيني بقي يا ماما حرام عليكي بجد إرحميني ..
تفاجئا بطرقات خافتة علي باب الشقة لتتوجه نعمـة وتفتح لتجد سلمي ..
صاحت بها قائلة : أنتي عاوزة ايه ؟؟ أمشي من هنا بقي وسيبي إبني في حاله
خرج خالـد ليقف خلف والدته ناظرا إلي سلمي بغضب ..
بادلته النظرة بنظرة توسل وإعتذار فأردفت ببكاء : خالد أنا أسفة أرجوك سامحني ..
نعمة بحدة : بقولك إيه بلاش المسكنة دي ، خلاص إبني هيطلقك يعني هيطلقك ، ياريت تغوري من هنا بقي
إزدادت سلمي بكاءا علي بكاؤها ، ثم إقتربت من زوجها قائلة بضعف : هطلقني يا خالد
أومأ برأسه وقال بصرامة : أيوة
تنهدت نعمة بإرتياح وإبتسمت بإتساع ..
أغلقت سلمـي عينيها بألم ، وتعالت شهقاتها ثم إستدارت لتخرج من المنزل وما أن خطت بقدمها حتي تفاجئت بمن يجذبها ويحتضنها بقوة ..
عانقها خالـد بكُل قوته وهو يغلق عينيه متنهدا بعمق ..
بينما إتسعت عيني نعمة بصدمة لما فعله ولدها ، وكذلك كانت سلمي مذهولة .. لم تصدق أنها في أحضانه ومنذ قليل قال لها سأتركك .!!!
همس في آذنها قائلا بعمق : بحبك ، ومش هسيبك مهما عملتي
إيتعدت عنه وهي تمسح دموعها ببراءة : بجد
أومأ لها برأسه ومد يديه يمسح دموعها من وجنتها قائلاً بحزم : بجد ، بس ده ميمنعش إني لسه زعلان ولسه هعاقبك
أومأت رأسها بسعادة : عاقبني بس متسبنيش
تنهد وقال : ماشي ، يلا إنزلي نامي دلوقتي وبكرة نتكلم
تنفست الصعـداء بإرتياح وقالت : تصبح على خير
- وأنتي من أهـله ...
أغلق الباب لتردف نعمة بغيظ : هو ده الي ربنا قدرك عليه ؟؟؟
تحدث بهدوء وهو يتجه إلي غرفته : تصبحي علي خير يا ماما !
..................

- ها إيه الأخبـار ؟؟
أردف ماجد بتلك الكلمـات في تساؤل ..
ليتحدث ذاك المُجرم بخفوت : للأسف مجتش فيه والعيال إتحولت !
ماجد بذعر : أومال في مين ؟؟
- بيقولوا في بت كانت معاه جريت عليه وخدتها مكانه ..
ماجد بإندهاش : خدتها مكانه ! ياتري مين دي ، معقولة تكون هي !!!
- هي مين ؟
شرد ماجد وهو يضيق عينيه : لو فيها ده يكون أحلي إنتقام ، يارب تكون هي !
- أنا مش فاهم حاجه ، عموما أنت خلاص هتخرج إبقي إنتقم أنت بقي لأن احنا مهمتنا خلصت كده !
إبتسم ماجد بإنتصار وقال بتوعد : ماشي يا أمير ، دورك لسه مجاش !!
.............

حبيبتي الكاذبة بقلم / فاطمة حمدي Where stories live. Discover now