سيسليا || الفصل الثامن

40 8 26
                                    

أصبحتُ أُشبهكَ كطفلةٍ تُقلد والدها الّتي ترى عيناها الرجولة والأمان فيه .. 

يروقُني الأمر جداً ; فإنْ لم تكُن كلماتِي لك فهي بلا معنَى ! ♥ 

لطالما اذهلتني بفلسفتك العميقة ، واثرت حيرتي ب اسألتك الغريبة ..  التي لا علاقة لها بما كنا تكلم عنه ..

لكني كنت اجيبك على كل حال . لا دري لما ربما لاني احب غرابتك التي لا تحدث الا معي !

.. فكلماتك لم تكن يوما تخرج عبثً

ومازال سؤالك الاخير . يحير عقلي .. يزعجني كونك اناني ب احرفك . ترفض ان تشرح لي .. وعندما
اتذمر حول هذا تخبرني انك تحب ان تراني احاول ان افهمك .. وكم كان هذا الكلام يخجلني ويغيضني

بذات الوقت لاني اقف عاجزة امام حروفك ..

--

هل تظنِ ثمَة علاقة حُب بَين الشاطئ والبحَر؟ 🌸

نعم ، وأعتقدُ أنها علاقَة حبٍّ دافئة . في بردِ الشتاء

وبينما الشاطيء يرتعشُ من البرد تتسلل الأمواج لتعطيه دفئاً قليلاً بعدما أسترقهُ من باطنِ الأرض ،

وفي حرارةِ الصيف تراهُ يندفعُ بشغفٍ ليلطفّ عليه من همّ الإشعاع فيُرسل الشاطيء لكَ نسماتِ حبٍّ تمدّك

بالراحة والجمال ، وابداع الخَلق .

حينما تنظر الى التناسق بينهما والى أعماق كلاهما ترى أنّ الشاطيء يُعطي دائماً من دفءِ أعماقهِ للبحرِ البارد ،

وفي كلّ مرّةٍ يحتاج الشاطيءُ لذلك الدّفء تَراهُ يغطّي ولو أطرافهِ وكأنّما يُمسك الحبيب بيدِ الحبيبةِ بخجلٍ من
أعينُ النّاظرين .

حتى ولو نظرتَ الى تلك التسوناميّات الكارثية نظرَة عاشقٍ مجنونْ تشعرُ وكأنهما حبيبانِ يتراقصان بجنون

ليَروُا للعالمِ قصّة حبٍّ كبيرة

، أو حتى عن ما يلفِظهُ البحر من أعماقهِ على ضفاف الشاطيءِ حتى وان كانت حجارة ما هيَ الا بمثابةِ

رسالاتٍ غراميّة يرويانها لبعض ، فأحدهمَا يقدّم بحب والآخر يستقبل بودْ . 

إنّ البحر والشاطيء علاقة جميلة رقيقة وناعِمة ، ولا يَفهمُ هدوءَ البحرِ ونسيمَ الشاطيءِ سوى عاشقٍ يجلسُ

على الضّفاف يفهمُ حديثِهما رغم كلّ الضوضاء من حولِه ، هو ذلك العاشِق بصدق ، هو رقيقُ الفكرِ مرهفُ

الوجدانْ . 





سيسليا || saysilia ©حيث تعيش القصص. اكتشف الآن