قصة قصيرة

10.8K 209 19
                                    

من نفس الكـاس .. !

قصة قصيرة

أعجبتني مقولة تقول ..
( رع آبـاك يرعاك إبنك )
فإن تعوق من رباك يوماً سوف تذوق من نفس الكاس يوماً ما ،، فكما تدين تــدان !

أنا باسم شاب في مُقتبل عمري ، أملك من الوسامة قدر كبير تجعل ثقتي بنفسي تزداد يوماً عن يوم حين آري الفتيات يتهافتن علي ، لكني لا أبالي أحيانا ، أنا تخرجت من كلية التجارة جامعة عين شمس ، وعملت بأحد الشركات في قسم الحاسبات وإكتسبت خبرة كبيرة ، تعرفت على زميلة تعمل معي في الشركة ولكنها لم تكن بنفس عمري فكانت تكبرني بعشرة أعوام لكنها حسنة المظهر وفاتنة بجمالها ، لا أنكر أنني أعجبت بها كثيرا ، فكانت حقاً من الجميلات الفاتنات ، تطورت العلاقة بيني وبينها ، وتعدت مراحل الزمالة والصداقة ، أصبحت علاقتنا علاقة حبيبان ، وأصبحت أعشقها وأعشق تفاصيلها ولم أري بها عيبا واحداً ، مع أنها تمتلك من العيوب قدراً لا يعد ولا يحصى ...
ذهبت إلي منزلي في ذات يوم بعد إنتهاء عملي ، طرقت الباب كعادتي وفتحت لي أمي ، ولجت إلي الداخل وأنا أسألها بكل فظاظة دون أن أبتسم حتي في وجهها :
_ إحضري لي الطعام فوراً أمي
نظرت لي بحنان كعادتها معي وقالت : حسنا إبني أبدل ملابسك الآن ، وسأكون إنتهيت من إعداد الطعام
كنت سأتحرك ولكني سألتها مرة أخرى: ما هو الطعام أمي ؟
تحدثت أمي وقالت بإبتسامتها المُعتادة: معكرونة يا باسم
رفعت حاجبي معا وأنا أقول بضيق : فقط ؟ لماذا تفعلين ذلك دائما ، أريد لحم دجاج ، أريد أن أكل طعام أفضل من ذلك ، أنا زهدت منكم يا ليتني أموت وأرتاح منكما
تحدثت أمي بصوتٍ منخفض وهي تقول لي : أصمت باسم ، سيفيق أبوك ويصيح بك يا إبني إدخل حجرتك وغداً سأحضر لك ما تُحبه .
زفرت بضيق وحدجتها ، بنظرات حادة و ولجت إلي غرفتي لأبدل ثيابي وبعد ذلك جلست أمام حاسوبي لأتصفح الإنترنت كعادتي كل يوم .

...............
وجدت أبي "صابر" يدلف إلي غرفتي وهو يقول بصرامة كعادتهُ معي : لماذا صوتك عالِ ، ألم أقل لك مائة مرة ألا تصيح بأمك ؟؟
تأففت بضيق واضح وأنا أنظر له ببرود ، حتي صاح بي أبي بنفاذ صبر : أنت قليل الأدب دائماً تزعج أمك وتُزعجني ! إذا كررت هذا مرة ثانية ، سأطردك من المنزل ولن تدخله مرة ثانية !
صمت ولم أرد عليه ، حتي لا أثير غضبه أكثر من ذلك ، ولأنني أريده في موضوع هام أومأت برأسي بطاعة ، وأجابت قائلاً : حسناً ، أبي ، بعتذر !
رمقني بنظرات تحمل الغضب وإتجه إلي خارج غرفتي فنهضت أنا كذلك ، وإتجهت خلفه بحذر ، حتي جلسنا علي طاولة الطعام وأمي معنا ، فتحدثت قبل أي شيء : أبي ، أريدك في موضوع هام
نظر لي أبي بنظرات جامدة وقال لي : بعد الطعام !
أومأت برأسي وشرعت في تناول طعامي بدون شهية لأنني لم أرغب في هذا الطعام أبداً لقد زهدت وأريد طعام فاخر مثل الناس !
.........................

إنتهينا من الطعام .. ثم جلست بصحبة أبي في صالة منزلنا .. كان يحتسي الشاي منتظراً ما سأقوله فتحنحت أنا وقلت بثبات : أبي أنا أريد آن أتزوج .. !
تهللت أسارير أمي التي قالت بتساؤل : صحيح يا إبني ؟ .. من هي التي لفتت إنتباهك ؟؟ 
بينما أبي كان ينظر لي بصمت .. فتحدثت أنا ثانية وقلت : زميلة معي في العمل .. أعجبتني  فجئت أبلغكما .. لنذهب ونخطبها
تحدث أبي بخشونة : وما الذي أعجبك بها يا باسم ؟؟ ...
-لا أعرف أعجبتني كليا
-لا يعقل هذا ، لابد أن تكون أعجبتك لأخلاقها أو تعاملها مع الآخرين أو أنها علي قدر من التدين .. ولكن لا يعقل أن تقول أعجبتني وكفي
لم أقتنع بكلام أبي فلم أفكر في الذي يقوله ، أنا أعجبت بمظهرها وشكلها الجميل .. وإقترابها مني يوما عن يوم جعلني أرغب أنا أيضا في الاقتراب نحوها .. فقلت لأبي بهدوء : بالطبع .. أعجبتني أخلاقها يا أبي .. وأريد آن آتزوجها .. !
رد أبي قائلاً بتجهم : وأين ستعيشا ؟؟.. هل أنت معك حق منزل جديد وأثاث ومهر وشبكة ؟؟ ..
إزدردت ريقي وتابعت : لا أبي بل أنت ستساعدني .. ألم ترث والدك ؟ .. أنت ستعطيني حق الذهب وستساعدني أيضاً لأنك أبي
تنهد أبي بغيظ واضح علي ملامح وجهه وقال لي : حسنا إذا ساعدك في الشبكة فأين ستعيش .. أنا ليس معي ما يجلب شقة !!
أومأت رأسي بلا مبالاه وتحدثت : أعرف يا أبي ولذلك سأعيش معكما هُنا في المنزل ...
فٙرحّت أمي لهذا الخبر وقالت بإبتسامة : جيد جدا .. ولكن هل ستقبل هذه الفتاة بأن تعيش معنا؟؟..
أجبت بهدوء : نعم يا أمي لقد تحدثت معها في كُل شئ وهي موافقة .. 
رد والدي : أنت قمت بتجهيز كل شئ !! .. والآن آتيت تُخبرنا إذا أكمل ما تفعله ما الداعي لوجودنا أصلا ..
تنهدت بنفاذ صبر وتابعت : لا يا أبي مُجرد عرض عرضته عليها لأطمئن أنها لن ترفض عندما نتقدم رسمياً ..
هز أبي رأسه بإمتعاض .. وقال : خذ من والدها موعد لنتقدم رسمياً .. !
........................

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 15, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

من نفس الكاس - فاطمة حمدي Where stories live. Discover now