16

6.1K 165 2
                                    


الفصل السادس عشر

كان يامكان..كان فيه عصفور
قلبه صغير..ريشه قصير
حلمه يرفرف برا السور
كان انسان
من طين من نور
كان بيدوار
ع اللي يخضر قلب الناس القاسي البور

كان يامكان..قلب الحدوته رق وحن
رق وحن
على البنوته في زمن اتجن
زمن الناس في قلوبها وحوش
زمن الغاب والناب ووشوش
تحزن غش وتضحك زور

كان يامكان احلام بضفاير قلب وبس
ذنبها ايه
لو قلبها طاير حب وحس
بنوته بحدوته تنام
وبتجري وراها الايام
هي وكل بنات الحور
.....

"بداخل احد المصحات النفسية"

وقف يراقبها من بعيد..جالسة على فراشها تضم ركبتيها لصدرها كعادتها منذ اربعة اشهر..تستيقظ وتظل هكذا..منذ ذلك اليوم وهي لم تنطق بحرف واحد..كلما جلس معها لا تنظر اليه تنظر امامها فقط..منذ ان علم بامر مرضها..نفس المرض الذي اخطف والدتها..اخبره الطبيب ان المرض وراثي..علمت بامر مرضها لكنها لم تنهار..لم تبدي اي انفعال..فقط نظرت اليهم بصمت..كانها قد زهدت الدنيا..بعدما تم اجراء لها عملية استئصال الرحم حتى لا ينتشر الورم في باقية جسدها نصحهم الطبيب بادخلها مصحة نفسية حتى يتم علاجها تحت اشراف طبيب مختص ،اما هي فكانت في عالم اخر..لقد فقدت كل شئ يجعلها تتمسك بالحياة..فقدت من احبت وفقدت امومتها..تريد ان تتكلم تصرخ اي شئ..تريد ان تخرج كل الآلم الذي بداخلها..لكنها لا تستطيع..4 اشهر مروا وهي على تلك الحالة..شعرت باحدهم يجلس بجانبها على الفراش لكنها لم تلتفت اليه..وضع عبدالرحمن يده على كتفها وقال:بصيلي يا ليلى
لم تستجيب ارادت ان تنظر اليه لكنها ايضا لم تستطيع كأن هناك شئ يتحكم بها ويمنعها..عاد صوت والدها يقول من جديد:انا اسف يا ليلى..انا السبب لو كنت جانبك من البداية مكنش كل ده حصل
نظرت اليه ارادت ان تصرخ وتقول له لا ليس لك ذنب انا من اعطيت قلبي لمن لا يستحق لكن الكلمات ابت ان تخرج ،تمددت على الفراش وظلت تنظر للسقف..لقد ارهقها المرض..رغم انه كان في مرحلته الاولى ولم تستمر على العلاج بالكيماوي كثيرا لان المرض كان في مرحلته الاولى..لكن شعرها تساقط لم تحزن عليه..اصبح لا يوجد لديها ما تحزن عليه..فهي قد خسرت الكثير ماذا ستخسر اكثر من ذلك..اغمضت عيناها لعلها تنام..يا ليتها تظل نائمة للابد
****

ظلام..ظلام يحيط بها وبقلبها..قلبها يآن من الآلم لكنها تحررت..نظرت لطفلتها الصغيرة النائمة بجانبها..ابتسمت بحنان وقبلت جبينها وظلت تنظر لملامحها البريئة..فهي مازالت بريئة ونقية لم تلوثها الحياة..ملامحها التي تشبه ابيها كثيرا..اغمضت عيناها عندما وصلت لتلك النقطة..اعتدلت في جلستها..انسابت دموعها بآلم وهي تتذكر ذلك اليوم..عندما هتفت بحزن:طلقني
اتسعت عيناه بذهول وهو يهز رأسه بقوة قائلا:لا يا فاطمة لا مستحيل انا بحبك
صرخت فاطمة قائلة:انت مبتحبش غير نفسك انت كداب..
اقترب منها وقبض على كتفيها قائلا:اسمعيني بس..والله انا بحبك مش هقدر اعيش من غيرك
ابتعدت عنه وجلست على الفراش قائلة بهمس:بس انا مش هقدر اعيش معاك بعد اللي عملته..هو انت مفكرتش في بناتك مفكرتش انها "كما تدين تدان"..وانا مش هستنى لما واحدة من بناتي تدفع تمن انانية ابوهم
جلس على ركبتيه امامها واحتضن كفها بين راحتيها وهمس:سامحيني عشان خاطري..انا مكنتش اعرف ان ده هيحصل
وضعت يدها على شفتيها لتكتم شهقتها وجسدها يهتز بعنف..نهضت ببطء وهي تمسك ظهرها وقالت:طلقني يا مصطفى لو بتحبني زي ما بتقول طلقني
كاد ان يتكلم لكنه صمت عندما صرخت:اااه
كادت ان تسقط وهي تمسك بطنها وتصرخ بآلم..اسندها وقال بقلق:مالك حاسه بايه
اغمضت عيناها وهمست:الحقني
وسقطت مغسيا عليها بين ذراعيه..
...

أحلام بعيده Where stories live. Discover now