قارئة الفنجان الحلقة 43 بقلمي/ منى لطفي

13.9K 373 9
                                    

قارئة الفنجان

الفصل (43)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

تأفف يوسف للمرة العاشرة وهو يروح ويجيء في المكان تماما كالليث المحبوس فيما يخرج هواءا ساخنا من فمه يكاد يشعر بحرارته كل من يقترب منه، نظرت اليه ندى وقالت بصبر:

- يوسف يا حبيبي مش كدا، أومال باباها ومامتها بقه يعملوا إيه؟.

وقف يوسف ناظرا الى ندى وهو يجيب في حنق وحدة:

- هتجنن يا ندى، هتجنن!!.. تكون راحت فين؟.. دي مالهاش حد غيرنا، لا جات لأهلها ولا احنا وأنور ورنا ميعرفوش عنها حاجة، حتى باباكي ومامتك استغربوا من اختفائها، يبقى راحت فين بس؟!!!!

نهضت ندى واتجهت اليه لتقول:

- يمكن واحدة من صحباتها في الكلية؟..

يوسف بتعب:-

- عمر صلتها بيهم ما اتعدت الزمالة أبدا، صداقتها الوحيدة كانت معايا أنا وأنور، وبعد ما عرفناكم بئيتي (أصبحت) أنتي ورنا أصحابها، هي فعليًّا مالهاش غيرنا، وغيري أنا على وجه التحديد، يبقى اختفت فين؟.. انشقت الارض وبلعتها!!!!!!!!!..

قاطعهما رنين جرس الباب ليتجه يوسف لفتحه فيما أسرعت ندى الى الداخل لتضع عليها إسدال الصلاة، وعادت ثانية لتجد أنور ورنا وهما يجلسان الى يوسف الذي شارفت أعصابه على الانهيار، بعد أن ألقت عليهم بالتحية معانقة رنا، وجلست بمحاذاتها قالت باهتمام:

- أيه الاخبار يا أنور؟.. بردو مافيش أي حاجة عنها؟..

هز أنور رأسه بأسف قائلا:

- للأسف يا ندى، ماحدِّش (لا أحد) يعرف عنها حاجة، أبوها وأمها هيتجننوا، أسبوع دلوقتي لا حس ولا خبر، حتى أنا وجو ما سيبناش حد الا لما سألناه، وأبوها كلم أهله في البلد وحاول يستقصى منه من غير ما يحسوا بحاجة عشان الدنيا ما تولّعش بزيادة، اتفاجئ أنهم بيلوموه عشان ما جابش سعادات وعريسها البلد ولا مرة من بعد الجواز!!!
نفخت رنا بضيق وقالت بأسف:

- يا حبيبتي يا سعادات، ما كانتش تستاهل اللي جرالها دا كله!!
انتفض يوسف واقفا وهو يهدر في غضبا ضاما قبضته بقوة:

- أنا من الأول ما كنتش موافق ع الزفت اللي اتجوزته دا، واد مايع كدا!!!

ندى بصبر:

- لؤي غلط دا أكيد، لكن حالته وحشة أوي دلوقتي، مين كان يصدق أنهى دا لؤي فاضل رجل الاعمال المعروف؟!!!.. آخر مرة شوفته من كم يوم كان عند بابا، بيحاول يعرف أي حاجة عن سعادات أو لو كانت اتصلت بيهم، كان شكله زي ما يكون واحد ما نامش (لم ينم) من شهر، وهدومه كأنه مش بيغيرها خالص، ودقنه طالع وعينيه وارمة، غير أنه خس جدا، ويومها أنّا نازلي بالصدفة كانت موجودة وما سيبتهوش (لم تتركه)... نزلت فيه كلام ولوم وهو ساكت، ما ردّش بكلمة، لكن أو لما قات له انه ما يستاهلهاش وأنها لو ظهرت هي بنفسها هتضمن انها مش ترجع له تاني... وقتها كأنه واحد كان نايم وصحي على كابوس!!... اتنفض ووقف وقال بكل جدية أنها سواء ظهرت أو مش ظهرت فسعادات مراته وهتفضل مراته، وما فيش حاجة هتغير من دا ابدا!!!

يوسف بحنق:

- يستاهل أكتر من كدا كمان، أنا ماسك نفسي بالعافية أني ما أطحنوش ضرب، وعشان كدا بحاول ما ِأشُوفْشِ (لا أرى) خلقته، عشان المرة الجاية مش هسيبه (لن أتركه) الا وهو مطلّع في الروح(ميّت)!!!!..

ندى بعتاب رقيق:

- يعني يا يوسف مش مكفيك العلقة اللي انت ّ إدِّيتهالو (أعطيتها له) يوم ما جالنا أول يسأل عليها؟.. دا انت ضربه في بيتك يا مؤمن!!!!
يوسف بغيظ وانفعال:

- دا اقل واجب!!!.. عاوزاني آخده بالحضن وهو جاي يقول لي أنه طارد سعادات ومبهدلها غير الكارثة اللي عملها فيها واتهامه ليها بالخيانه!!.. أنا معرفش إزاي ما قتلتوش يومها على كل اللي قاله وعمله فيها؟!!!

ندى بلوم:

- هو ما كانش ملزوم أنه يحكي على فكرة!.. لكن هو حكى كل حاجة زي ما يكون عاوز يكفّر عن ذنبه في حقّها، قال لك أنت على كل حاجة، لأنه عارف أنك أبوها الروحي، لكن والدها الحقيقي.. ما يعرفش غير انهم اتخانقوا سوا وهو غلط فيها جامد فهي أخدت في وشّها وخرجت زي ما طلب منها، لكن مار ضيتش تيجي عند أهلها عشان ما يعرفش طريقها، ومع كدا أبوها على أد (قدر) قلقه عليها على أد غيظه منها ومستحلف لها لما يشوفها، لأنه مهما كان هي ليها أهل المفروض كانت ترجع لهم!!

( قارئة الفنجان  بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن