قارئة الفنجان الحلقة 21 بقلمي/ منى لطفي

20.5K 461 15
                                    

قارئة الفنجان

الفصل (21)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

تأففت للمرة المائة بعد الألف وهي تتنقل في أرجاء غرفتها لتجلس على الفراش قليلا ثم تسير لتقف أمام مرآة الزينة فتعدل من خصلات شعرها الأشقر المصبوغ المتعرّج مع أن ملمسه حريري ولكنها أبت إلا أن تساير أحدث صيحة في تصفيف الشعر حيث قامت بتجعيده ليقل طوله الذي يبلغ في الحقيقة كتفيها بينما الآن يصل إلى نهاية عنقها..

همست وهي تحدث صورتها المنعكسة أمامها فيما تجذب إحدى خصلاتها إلى الأمام:

- لازم أصبغ تاني، اللون ابتدى يخف من عند راسي... أووف يا ربي، هروح فين أنا بس في المنفى دا؟..

ثم ضربت بسبابتها على ذقنها الصغير مردفة بتفكير عميق:

- يا ترى عندهم هنا بيوتي سنتر؟..

لتنفخ بضيق متابعة:

- ..of course not بفكر إزاي أنا مش فاهمه... أراهن أنه حتى كوافير رجالي ما فيش...

كادت تبكي وهي تتابع بيأس تخبط الأرض بقدميها كالأطفال:

- أووه.. what can I do?.. I fed up, really I can't stand it any more

أعمل إيه بس يا ربي، خلاص مش قادرة أستحمل!!!!..

قاطع استرسالها في الحديث الى نفسها رؤيتها لنفسها في المرآة لتهتف بحنق:

- لا.. أنا لو قعدت أكتر من كدا هتجنن، أنا بقيت بكلم نفسي!!!...

لتدلف خارج غرفتها وقد عزمت على إخبار والديها برغبتها في العودة الى القاهرة فتلك الحياة الهادئة الساكنة لم تعد تطاق بالنسبة لها...

هبطت الدرج سريعا وهي تنادي والدتها، لتقبل عليها الأخيرة وتقف أمامها مستفهمة بلوم:

- جرى إيه يا رشا؟.. أنت طفلة صغيرة؟.. بتنادي عليّا بالشكل دا ليه؟..

رشت برجاء حار:

- مامي بليييز.. أنا لازم أمشي من هنا I have to go !!...

دولت ببساطة:

- والله الكلام مش معايا مع باباكي، اللي عاوزة أعرفه بس أنتي عملتي إيه خلّا أخوكي يصمم أنك تفضلي هنا؟..

رشا بتلعثم بسيط:

- وأنا.. هعمل إيه يعني؟..

دولت مقطبة في ريبة:

- مش عارفة ليه حاسّة أنه الموضوع له علاقة بالزيارة اللي كانت عندنا الجمعة اللي فاتت!!!...

رشا بتوتر عصبي:

- هكون عملت إيه يعني؟.. وبعدين أنا بشوف لؤي بيه خالص؟. ثم ما أنا كنت قاعده معاه في مصر مش قاعده لوحدي يعني عشان يتحجج ويقول لي أنه أفضل معكم هنا أحسن!!!

( قارئة الفنجان  بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن