قارئة الفنجان الحلقة 35 بقلمي/ منى لطفي

17.9K 403 9
                                    


قارئة الفنجان

الفصل (35)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

خمسة أيام لا يعلم عنها شيئا، يكاد يجن، يقسم أنه لن يمررها لها ولكن لتظهر أولا وبعدها سيعاقبها على فعلتها الحمقاء تلك!!.. لا يكاد يصدق أنها قد اختفت فجأة، وكأنها تبخرت في الهواء، لن ينس منظره وهو واقف أمام والدها بعد أن يئس من الوصول اليها فقد أغلقت هاتفها وامتنعت عن الذهاب الى العمل أما الجامعة فقد أنهت امتحاناتها النهائية فلم تعد تذهب الى هناك، وكان بداخله يشعر الحرج من دخول منزل حماه ثانية، وكأنه يخشى إذا ما وضع عينه بعيني الآخر فسيرى فيهما ما كان منه آخر مرة وكيف أنه لم يراعي حرمة بيته لكنه كان رغما عنه، يقسم أنه لم يكن في وعيه كاملا فقد فتنته تلك الجنية الصغيرة حتى استحال الى لؤي آخر.. لا يعرفه هو شخصيا، لؤي غلبه عشقا لم يخطر بباله أنه قد يختبر نصف قوته، ليحتل عليه قلبه مسكتا عقله بالقوة، ولكنها هي من تنجح في اختراق قشرته الفولاذية بعفرتتها وبراءتها المستفزة الـ... لذييييييييذة!!!!!...

زفر بضيق وهو يتذكر كلمات والدها وابتسامته بأن سعادات تتدلل عليه وقد أخبرتهم أنها في رحلة تابعة للعمل وقد أخبرته وأنه موافق وهذا حينما سألها والدها أن كانت قد استأذنت زوجها أولا!!....

الأمر الذي زاد من شعور لؤي بالخجل من نفسه، ولكنه في ذات الوقت زاد من اشتعال فتيل غضبه تجاهها، فها هي زوجته المحترمة وقد غابت دون أي كلمة أو اشارة منها بل أنها تمادت وأخبرت والدها أنها قد استأذنته وأنه قد أذن لها!!!!!...

وبالطبع لم يشأ إخباره بأنه لا علم له بأيّ مما قال، ليرسم ابتسامة صغيرة وهو يخبره بأنه قد أتى للاطمئنان عليهم، ثم انصرف بعد تحية خفيفة ليزداد قلقه أضعافا مضاعفة وسؤال واحد يتردد في عقله يكاد يصيبه بالجنون من فرط التفكير في إجابته.. "أين ذهبت جمع سعادة؟"...

صوت رنين الهاتف أيقظه من شروده ليرفع هاتفه فيطالعه اسم أنور فتلقى المكالمة وسط حيرته فنادرا ما تلقى مكالمات من أنور، وما هي إلا دقائق بعد تبادله بعض العبارات مع الأخير إلا وكانت حيرته قد انجلت وذهوله تفاقم و.... غضبه تضاعف!!!!!!!!!

******************************

فلاش باك... منذ خمسة أيام سابقة:

********************************

جلست تبكي وترتعش فيما احتوتها رنا بين ذراعيها محاولة تهدئتها، بينما وقف أنور يشعر باعجز فلأول مرة يرى سعادات على هذا الشكل المنهار، قال أنور بحيرة وقلق:

- اهدي يا سعادات وفهميني بالراحة ايه اللي حصل بالظبط؟..

سعادات بصوت متقطع من وسط شهقات بكائها الحارة:

( قارئة الفنجان  بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن