قارئة الفنجان الحلقة 26 بقلمي/ منى لطفي

Začať od začiatku
                                    

بعد وقت طويل كان قد نام بعمق كمن لم يذق للنوم طعما منذ أمد بعيد، بينما رفعت رأسها هي من فوق صدره العريض الذي توسدته تتابع بسبابتها البيضاء تقاسيم وجهه والتي ارتخت ليبدو أصغر من عمره ببضع سنوات، فيما ارتسمت ابتسامة ناعمة على كرز شفتيها وهي تتذكر همساته بعشقه لها وكيف أنها قد سلبت لبّه منذ سنوات وسنوات، منذ أن كانت طفلة لا تتعدى العشر سنوات وهو وقتها في السادسة عشر من عمره، وقتها ظن أن انجذابه لها انجذابا لطفلة فاتنة بخصلاتها القمحية وعينيها الكهرمانيتين، كانت كثيرا ما تأتي لزيارة ندى وهو كان شبه مقيم هو وشقيقه معتز لدى خالته كريمة، كان يتقصد اغضابها ليرى نظراتها الطفولية النارية وهي ترميه بشراراتها، وتمر الأيام وتكبر طفلته لتغدو صبية قد بدأت معالمها الأنثوية في الظهور، ومرة أخرى كان يتعمد استفزازها، بل كان يتشاجر معها إذا ما رآها وهي تقف تتضاحك مع أيّ كان حتى لو زميل لها أو أي من أقربائها، لتبتعد هي عنه بالتدريج متحاشية وجوده، مما أصابه بالجنون، فأصبح يتعمد السخرية منها والبرود ما أن يراها فيما هو في الواقع يرغب بعناقها حتى تزهق أنفاسها!!!.

توسعت ابتسامتها وهي تتذكر الباقي من اعترافاته وكيف أنه كاد يجن كي يملك قلبها، بينما سرّها الصغير الذي لم تعترف به له بعد أنها لا تتذكر منذ متى لم تكن.. متدلهة في حبه!!!!... فابتعادها عنه وبرودها المتعمد معه لم يكن سوى ستار تحمي به نفسها ومشاعرها وهي تخشى أن تمر بنفس تجربة أمها والتي تزوجت بحب عمرها ولكن لتنفصل عنه في الأخير وتتجرع مرارة فراقه ونيران الغيرة وهي تراه وقد تزوج بأخرى أنجبت له أطفالا وكأنه تثبت نفسها في حياته، ولتحرم هي رنا من حنان أبيها والذي لا تراه سوى سويعات معدودة.....

ولكن أنور استطاع احتواء خوفها هذا وقد غلب بحبه جميع مخاوفها وشكوكها، همست له بحب:

- وعد عليّا يا أنور أني هفضل أحبك لغاية آخر نفس فيّا...

ثم وكنسيم رقيق مر على وجهه كانت قبلتها الناعمة التي لثمت وجنته بحب لتردف بعدها بعشق صاف:

- بحبك!!!!..

شهقت بغتة وقد فوجئت به وهو يرقدها على الفراش ليعلو فوقها ويقول بابتسامة ولهى:

- وأنا بموت فيكي، وهطالبك بوعدك دا كل دقيقة في عمرنا!!

رفعت يدها تمر بأصابعها بنعومة فوق وجنته الخشنة وهي تقول بصوت ذو بحة نثيرة:

- وأنا عند وعدي...

لتلمع عيناه برغبة متعطشة للارتواء من شهد حبها، فهو قد اكتشف أنه لا يرتوي منها أبدا، فالاقتراب منها يتركه في توق للمزيد، وكلما نهل من هذا المزيد أراد المزيد والمزيد و.....

"ترررررن"... صوت رنين هاتف الغرفة قاطع خلوتهما، ليتجاهله أنور، ولكن الرنين استمر لتبعد رنا شفتيها عن أسر فمه قسرا وتهتف بلهاث:

( قارئة الفنجان  بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفيWhere stories live. Discover now