قارئة الفنجان الحلقة 18 بقلمي/ منى لطفي

18.4K 458 13
                                    


قارئة الفنجان

الفصل (18)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

دق جرس الهاتف فيما هي تراجع بعض الأوراق أمامها فرفعته دون أن ترى اسم المتصل وقالت بهدوئها المعتاد:

- السلام عليكم...

أجابها المتصل:

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إيه الأخبار يا نِدايا؟...

قطبت ندى فقد علمت منذ أول حرف قاله ماهيّة المتصل وتأكدت بعد أن ناداها بـ.. "نِدايا"... فهذه التسمية خاصة بيوسف فقط، وكان قد لقبها بهذه الكنية يوم خطوبتهما إذ أخبرها حينما اعترضت على اللقب بغروره الذكوري أنها هي ندائه فهي قد نادته وهو لبّى النداء، وعندما رفضت وتحدته أن يثبت أنها هي من نادته همس لها بصوته الرخيم فيما عيناه تتغزلان في عينيها:

- عينيكي هي اللي نادتني، من أول لحظة فتحت فيها عينيكي يوم الحادثة وكان مغمى عليكي وأنا سمعت نداهم وعشان كدا من يومها وأنا وراكي.. ولآخر يوم في عمري هفضل وراكي!!!...

انتبهت من شرودها على صوته يناديها فأجابته:

- أيوة يا يوسف معاك... لا مش هينفع انهرده لأني عاوزة أجهز حاجتي، أنت عارف أننا هنطلع الصبح بدري على عزبة أونكل فاضل..

سكتت قليلا تستمع إليه قبل أن تزفر قائلة:

- يعني إيه مش عاوز تروح يا يوسف؟.. يوم خطوبتنا أونكل فاضل عزمنا كلنا وعزمك أنت كمان دا غير أنور ورنا ولولا تعب أونكل عزيز كان راح معنا هو وطنط فريدة وجاي انهرده تقول مش رايح!!!.. ما اعتذرتش من وقتها ليه؟..

تصنتت قليلا قبل أن تقول ببرود:

- والله بقه براحتك، كلّم أونكل فاضل واعتذر له.. نعم؟!!!.. لا طبعا أنا هروح!!.. اللاه يا يوسف أنت عاوز تعمل منها حكاية وخلاص!!!
أبعدت الهاتف عن أذنها فيما كانت موجات يوسف الصوتية تكاد تخرق طبلة أذنها لشدة ارتفاعها، وبعد أن هدأت نوبة صياحه حيث جن جنونه حين أخبرته أنها ستذهب الى مزرعة فاضل والد لؤي برفقة والديها ولن تعتذر مثله، فالسبب الرئيسي لعدم رغبته بالذهاب هو رؤية ذلك اللـ.. لؤي، فهو لن ينسى أن لؤي هذا كان في وقت من الأوقات عريس محتمل لندى، وطالما أن ارتباطهما مازال خطبة فقط ولم يعقد القرآن بعد سيظل متشككا في أي جنس ذكوري بالقرب منهما حتى تصبح امرأته شرعا وقانونا وقتها لن يحمل همّا لأي شيء...

أعادت ندى الهاتف لأذنها ثانية وقالت:

- ارتحت دلوقتي؟.. يعني زعقت وارتحت خلاص؟.. الكلمتين اللي كانوا محشورين في زورك طلعتهم وخلصنا ممكن نهدى كدا وتفهمني بالراحة إيه اللي مضايقك أوي كدا؟.. أنت مش عاوز تروح ومع أني مش مقتنعة بأسبابك لكن أنت حر وزي ما سيبتك براحتك المفروض أنت كمان ما تفرضش عليّا حاجة.. تمام؟..

( قارئة الفنجان  بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن