قارئة الفنجان الحلقة 12 بقلمي/ منى لطفي

20.2K 465 10
                                    

قارئة الفنجان

الفصل (12)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

لم تكن تعتقد أنها سترحب بهذه الأفعى الأقحوانية لدى رؤيتها كما فعلت الآن!!.. فما إن انتهى يوسف من تفجير قنبلته المتمثلة في اعتراف صريح وواضح بالحب لها حتى فوجئا بوجودها تقف أمام طاولتهما تقول بكل ميوعة ودلال وهي تميل على يوسف تحيط كتفيه بذراعها الأبيض المكشوف فيما تظهر مقدمة صدرها واضحة للعيان، فما ترتديه لا يوجد لفظ مناسب له أكثر من "خرقة بالية"!!!....

كادت ندى تشهق دهشة من وقاحة تلك الـ.. مايسة، وهي ترتدي ذلك الثوب بعد انتهاء عرض الأزياء، والذي تعتقد جازمة أنه ما هو إلا بقايا ثوب، أو بمعنى أصح فلا بد أنها قد جمعت القماش المتبقي من تفصيل فستان الروضة لطفلة صغيرة وذهبت به الى الخيّاط كي يخيط لها هذا الذي لا مسمى له!!!... فهي تشعر بالاحمرار يطغى على بشرتها هي، خجلا من وغيظا من وقاحتها الشديدة، خاصة وهي تتمايل بجذعها العلوي، لتنكشف مفاتنها الأنثوية بصورة فجّة أثارت غثيانها!!!..

قالت مايسة وهي ترمي ندى الواجمة أمامها بنظرات مستفزّة بطرف عينها:

- ألف مبرووك يا جو، الديفيله كان رائع فعلا، أنا متأكدة أنه اسم يوسف طاهر هيلمع أكتر بعد الحملة الاعلانية الكبيرة دي...

يوسف ببرود وهو يزيح ذراعها من فوق كتفه ودون أن يكلف نفسه عناء النظر إليها، فهو لو لمحها فسيقتلها خنقا أو شنقاً لا محالة لمقاطعتهما في اللحظة الحاسمة بالنسبة له!!..

قال يوسف ببرود صقيعي:

- الله يبارك فيكي، لكن النجاح دا كله مش لي لوحدي، الفكرة أساسا كانت ناجحة جدا وعشان كدا نجحت، سواء ديفليه أو دعاية أو خط انتاج جديد أنا متأكد أنه هينتشر بسرعة الصاروخ، خصوصا وأنا شايف أنه ما شاء الله معظم الأزياء اللي اتعرضت تقريبا اتحجزت، يبقى اللي يستحق التهنئة بجد..

وسكتت لتغشى عينيه نظرة حنان فيما تظلل وجهه الوسيم ابتسامة عذبة وهو يردف ناظرا الى تلك الجالسة أمامه في سكون تام منذ اقتحمت تلك الحمقاء جلستهما:

- ندى... الآنسة ندى الراوي هي اللي تستحق كل تهنئة...

اعتمدت مايسة ابتسامة صفراء لم تصل الى عينيها وقالت مصطنعة براءة زائفة وهي تمد يدها لمصافحة ندى:

- أووه.. صحيح.. عندك حق يا جو... مبروك يا... مدام – وشددت على لفظ مدام – ندى نجاح الديفليه!!!..

وكأنها قد سكبت دلوا مليئا بالماء البارد فوق الأخيرة والتي كانت كمن أفاق من سبات عميق، فهرب الدم من وجهها وشحب كليّة، وفتحت فمها عدة مرات بنيّة الرد عليها ولكن وكأن صوتها هو الآخر قد هرب منها حتى إذا ما نجحت في إخراجه بصعوبة همست مجيبة بصوت متحشرج وأن نجحت في رسم ابتسامة صغيرة على شفتيها النديتين:

( قارئة الفنجان  بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن