قارئة الفنجان الحلقة 2 بقلمي/ منى لطفي

25.8K 580 16
                                    


قارئة الفنجان

الفصل (2)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

كان يدور في غرفته بوكالة الاعلانات الخاصة به هو وأنور، يضرب قبضة يده اليمنى براحته اليسرى، زفر بضيق كبير وتمتم من بين شفاه مطبقة:

- بقه بتضحك عليا يا أنور؟.. تقولي اركن عربيتك وألف ألاقيكي طرت مع الهانم في ثانية!!.. ومش بس كدا.. لا حضرتك كمان قافل الموبايل بتاعك وبقالك فوق عن ساعتين معرفش انت فين... انما هتروح مني فين أنا....

ليقاطع حواره الساخط مع نفسه دخول أنور اليه فرفع عينيه له ليقابله الأخير بابتسامة صغيرة، هتف به يوسف بحنق بالغ:

- أخيرا شرّفت، بتضحك عليا يا أنور!!.. وموبايلك مقفول ليه؟.. وكنت فين أساسا بقالك اكتر من ساعتين لا حس ولا خبر، تصدق بركة انك رجعت حتة واحدة، انا قلت بنت خالتك انهرده حالفة براس أبوها لا هي مموِّتا لها حد!!!...

سار أنور حتى جلس على أحد المقعدين الجلديين المقابلين للمكتب الضخم، ارتاح في جلسته وزفر بعمق قبل أن يقول بهدوء أثار غيظ يوف أكثر:

- ممكن بس أعرف ايه اللي مضايقك أوي كدا؟.. أنا حاسس ان مراتي هي اللي واقفة تحاسبني مش صاحبي!!!!!

دمدم يوسف بلعنة من بين أسنانه قبل أن يتجه إليه ويجلس بدوره على المقعد الآخر المقابل له وميل ناحيته يسأله بقوة:

- ليه مشيت من غير ما تستناني؟.. ومين ندى دي بالظبط؟.. وروحت فين الوقت اللي فات دا كله؟....

زفر أنور بتعب قبل أن ينظر إليه ويجيبه محاولا تمالك أعصابه:

- انت مش شايف أنك مكبّر المسألة زيادة عن اللزوم؟.. ندى وتبقى بنت خالتي، وحادثة كانت هتحصل عادي يعني سرحت وهي بتسوق.. غصب عنها مش بكيفها يعني، ولأني عارف حضرتك في عصبيتك بتكون عامل إزاي، تمام زي القطر واخد في وشّه ما بيقفش.. ما رضيتش انك تكون معنا، هي لوحدها مش مستحملة، فروّحتها واستنيت لغاية ما أطمنت عليها وجيت، أي أسئلة تانية يا مراتي يا حبيبتي؟!!!!

قلب يوسف وجهه بامتعاض وهتف فيه بغضب وهو يشيح بيده إليه:

- مراتك!!!!... أهو دا اللي انت فالح فيه، أنا لو مراتك بجد كنت قعدت على قلبك وما خليتكش تركب مع بنت خالتك دي لوحدكم!!!

نظر اليه أنور بنصف عين وقال بنصف ابتسامة ساخرة:

- اممممم.. قلت لي بقه، يعني الموضوع مش عشان خايف عليا والصحوبية والكلام الكبير دا... عشان أنا ركبت مع قطر الندى وإنت لأ!!!!
قطب يوسف حاجبيه ونفى بسخط واستنكار:

- نعم!!!.. انت بتخرّف بتقول إيه؟.. وبعدين مين بقه.. قطر الندى دي؟!!... اللي أنا شوفتها انهرده؟.. عاوز تشبّه دي.. بقطر الندى؟!!... دا شكلك أنت اللي واقع وأنا آخر من يعلم!!!!

( قارئة الفنجان  بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن