أدب السجون

Start from the beginning
                                    

تعتبر هذه الرواية أول رواية عربية تنتمي لأدب السجون، وبفضلها تجرأ الكتّاب على التطرق لهذا النوع من الأدب، حيث تلتها سيل من الروايات التي تصنف تحت أدب السجون.

تناقش الرواية الإعتقال السياسي، والقمع في الدول العربية دون تحديد أسماء أو مدن، لذلك كل عربي سيقرأ هذه الرواية أياً كانت جنسيته، سيشعر وكأنها تتحدث عن بلده.

5/خمس دقائق وحسب .. تسع سنوات في سجون سورية

"لا أتخيل نفسي بعد تسع سنوات من السجن والعذاب والأمراض الجسدية والنفسية، تأتي لحظة الحرية ، فأشعر بالضياع لا أدري أين أذهب، فأهلي جميعهم قتلوا إلا ثلاثة من أخوتي هاربين من جحيم الوطن ، وعائلة نصفها يعملون لصالح مخابرات النظام ! إنه الألم في أقسى صوره".

بهذه الكلمات ختمت هبة الدباغ روايتها "خمس دقائق وحسب .. تسع سنوات في سجون سورية" ، التي تحكي معاناتها داخل السجون السورية، ويجسد عنوان الرواية ليلة القبض عليها، عندما طلب منها رئيس المخابرات ان تحضر معه للتحقيق 5 دقائق وحسب، فعادت إلى بيتها بعد 9 سنوات !

الرواية لا تسلط الضوء على التعذيب داخل السجون بقدر ما تركز على السجين نفسه، وحالته النفسية ، وعلاقته بمن حوله، وجدير بالذكر ان هبة الدباغ لم تكن متهمة بشيء، فقط كل ما في الأمر ان لها أخاً كان ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، فتم القبض عليها لإستدراجه.

وبعد خروجها من السجن لم تجد أحداً من عائلتها، فقد تم قلتهم جميعاً بمجزرة حماة 1982، الرواية تحمل ألماً كبيراً، والكثير من المآسي التي تتعرض لها الكاتبة، لكنها رائعة.

6/تزممارت: الزنزانة رقم 10

" نعم، كانت معنوياتنا قد نزلت إلى الحضيض، وكانت أغلى أمنياتنا هي أن نموت موتة فجائية تقينا أهوال الاحتضار الطويل البطيء الذي كان فيه السجين يتقلب إلى جيفة مهترئة يتكالب على نهشها البعوض والذباب وأنواع لا حصر لها من الحشرات الطائرة والزاحفة !"

صدرت هذه الرواية عن دار طارق للنشر، عام 2009، من تأليف أحمد المرزوقي الذي يروي معاناة 18 عام داخل سجن "تزممارت" لتورطه في محاولة انقلاب 1971 ضد ملك المغرب الحسن الثاني، فشلت المحاولة وتمت محاكمته عسكرياً، وترحيلة إلى سجن "تزممارت" وهناك تلقى أشد أنواع العذاب.

الرواية مؤلمة جدا، من ضمن المواقف المؤلمة التي يتعرض لها الكاتب، ان يوضع في قبر مظلم، ويعطى الفتات والماء الملوث طيلة 18 عام ! لا يرى أحدا ولا أحداً يعلم بمكانه !

ورغم هذه المعاناة الشديدة إلا انه كان صبوراً وتحمّل حتى تم الإفراج عنه في اكتوبر 1991.

7/تلك العتمة الباهرة

"أدركت أن تبديد وجع لا يتم إلا بتخيل وجع أشد ضرواة منه وأشد هولاً".

رواية أخرى تتحدث عن معتقل تزممارت، تروى مأسأة أحد السجناء الذين تورطوا في انقلاب الصخيرات، وهو السجين عزيز بنبين ، الذي قضى عامان في السجون المغربية، ثم نُقل إلى جحيم تزممارت ليقضي فيه 18 عام آخر.

صدرت عن دار الساقي عام 2002، و يوثقها هذه المرة طاهر بن جلون، فبعد خروج عزيز من سجنه ذهب إلى جلون وأدلى بوجعه له، طالباً منه توثيق هذه الأحداث بقلمه، وبالفعل جسدها جلون بشكل لا يصدق !

ومن شدة تأثر جلون بما حدث لعزيز، ذكر أنه كان يرتجف ويتصبب عرقاً وهو يكتب الرواية ، وكانت تعتريه لحظات من البكاء الهيستيري جراء الآلام النفسية التي تعرض لها عزيز ومن معه، ولكن رغم نجاح هذه الرواية وإنتشارها بفرنسا إلا ان كل الناجيين من "تزممارت" الذين قاموا بتدوين وتوثيق ما حدث لهم، رفضوا كتابة جلون لهذه الرواية كونه لم يعيش الأحداث، وإتهموه بأنه يريد أن يأخذ نصيباً من الشهرة بكتابته عن معاناة السجناء في تزممارت.

لكن هذا لا ينفي كون الرواية رائعة بالفعل، خاصة انها اتسمت بالأسلوب الإبداعي، لم تكن توثيقاً للأحداث فقط !

هذه هى أفضل الروايات التي تندرج تحت أدب السجون، ما رأيكم بها؟.
قرأت رواية خمس دقائق وحسب وكانت محزنة جدا 💔.

#منقول

«هل صليت على الرسول اليوم! »

 { مكتبة الواتباد}Where stories live. Discover now