3 |يأسٌ يضيء ولا يحترق|

23K 1.7K 749
                                    

"لا تنس أن تطلب الطعام -كالعادة- دين."

انفجر ضاحكاً ولوح لي وهو يقول "سآتي لاصطحابك ، ثم نتناول الغداء معاً. "

انطلق بسيارته الفخمة ، لاحقته أعين الطلاب ثم نظروا لي ، لحظات فقط وعاد كل شخص إلى من معه.

كان علي أولاً أن أبحث عن المكتبة لإحضار بعض الكتب ، تنهدت وأنا أنقل بصري بين الممرات ، إنه من السهل أن تضيع حقا في جامعة لندن إن قارنتها بجامعة فرنسا التي قضيت بها سبع سنوات.

قاطع شرودي صوتٌ يقول لي "أنت بخير ؟"

نظرت له..  كان يمشي مع صديقته ،ويمكنني القول أنه يسألني رغم كونه محبط بسبب شجاره مع الفتاة التي ترافقه، بدا أنهما يحبان بعضهما جداً لكن المشاكل كثيرة بينهما.. 

لمت نفسي داخليا على قراءتهم دون حاجة..  أؤمن أني سأقع بالكثير من المشاكل بسبب هذا.

"تائهٌ فقط. "

"أين تريد الذهاب ؟"

سألت الفتاة لأقول لها "المكتبة. "

"هناك..  الباب الثالث. "

قال الشاب فابتسمت وقلت "شكراً لكما..  حلا الشجار سريعا فلا فائدة من القتال ، أنتما تحبان بعضكما فلا تأخذا الكثير من الوقت لتثبتا ذلك لبعضكما البعض.. ولا فائدة من الكثير من الغيرة "

ابتسمت للشاب والفتاة العاشقين، كانا ينظران لي بصدمة لمعرفتي بمشكلتهم  ، لنقل أنهما خائفين وأنا أعنيها.

صفعت نفسي داخلياً ، علي أن أصمت ، لا فائدة من ثرثرتي على أي حال.

طلبت الكتب التي أحتاجها من المكتبة وانتظرت حتى أعطاني إياهم العامل المسؤول ، خرجت لأجد نفسي في معاناة البحث عن رقم خزانتي بين مئات الخزانات..  أنقل بصري بينهم وأقولها بصراحة "أكره الانتقال. "

أنهيت كل ما علي فعله حين سمعت رنين الجرس ، توجه كل طالب لقاعة محاضراته وكان علي أن أتأخر لربع ساعة كوني تائه!

وجدت القاعة أخيراً ، كان الأمر مزعجاً أن أتأخر بالنسية ليومي الأول، أطلقت نفسا عميقاً وطرقت الباب ليأذن لي بالدخول.

كان المعلم عجوزٌ في الخمسين ، قد أكل الزمن عليه وشرب ، نظر لي وقال "جديد ؟"

"في الواقع نعم..  احتجت بعض الوقت لإيجاد القاعة. "

"كم عمرك ؟"

سألني مستغرباً ، لم أخطئ حين قلت عنه حكيماً فقد قدر عمري من نظرة ، كانت نظرات الطلاب علي ، وكان علي أن أنتبه لكلماتي جيداً فأجبته "ثلاث وعشرون. "

"هل تخلفت عن الدراسة ؟"

"كنت مسافرا وعدت لأدرس هنا ."

"أين كنت ؟"

Addicted | مدمنWhere stories live. Discover now