شيئا فشيئا يصبح قلبي لها

7.2K 179 47
                                    

آدم : هل أنت بخير ؟

ظلت تنظر إليه عميقا بعدما بدأت تتشكل بحيرة من الدموع حول عينيها المشعة على رجولته الشهمة الممتزجة ببعض الحنية و اللطافة التي غمرها بها ، أخيرا لمرة في حياتها سألها أحد عن حالها ، تدفقت بضع دمعات من بحيرتها

المالحة على جفنيها الذابلين ، كأنها تسقيها ، ثم على حين غرة تندفع إلى حضنه مستسلمة لكل الدموع التي حبستها طول هاته السنين ، دموع معاناة و انقهار ، دموع ذاقت مرارة أن تعرف أنك وحيد لا خليل و لا رحيم ، بكت على

فكرة من يأتي يلذعها بلسانه من كلمات حقا قاسية ، بكت من الجوع الذي أصبح ملجأ لبطنها ، بكت على الظلمة التي كست أزقتها و على الكبريت الذي برد من غزارة الشتاء ، بكت و لم تجد كتفا يحمل كل ما عايشته بل يحمله و

يذهب فقط ، بكت و بكت و بكت حتى جفت دموعها و لكن لم يجف بعد ما قاسته ، ظل يربت على شعرها حتى هدأت و انتظم نفسها كأنه يقول لها استفرغي عن كل ما يضيق قلبك به ، مثلما واجه معها كل هذه المطبات ، أحس بها

و أشفق عليها ، التقط وجهها بيده ليراها غدقت في نومها ، نامت العصفورة بعد عاصفة قد هبت داخلتها ، نامت و ارتاحت .

حملها بين يديه متجها نحو غرفته ، وضعها على سريره ، غطاها ، اتكأ قربها ، داعبها بيديه على خدها و شعرها المموج و شفتها ، ليقف هناك ناظرا إلى تلك الشفاه ، همس

آدم : شئت ملامسة شفاهك لي ، هل قلبي شيئا ف شيئا يصبح لك ؟ شئت عناقك لي ، هل تملكتني ؟ و كم لم أشئ أن تنسدل دمعة من حدقتيك ، هل أنا في نمو الغرام بك ؟ لم أكد أعرف نفسي حتى أصبحت شاعرا أتغزل بملذات

جمالك .

أخيرا قام بعدما اعتدل مرات كثيرة دون جدوى ، أسدل الستائر في حين أن الليل أسدل ضفائره ، و عم الصمت جداول القصر ، و جولييت المسكينة التي ذاقت ذرعا من الحياة التي تقدم لها الأسوء إلى الأسوء ، نائمة سارحة في لا

علم لنا ، و هناك قربها على تلك الأريكة سارح بها ، لقد أصاب قلبه مرض ما و بدأ يتفشى جسده و كل ثغرة منه ، و قد رحب به بشساعة .

تخيل نفسه شخص يجلس على حافة الهلال يحمل بين يديه سنارة ، يدليها إلى القاع فآجلا أم عاجلا سيتمسك بشيء ، ظل أعواما يبحث عن ذاك الشيء ، بيد أن سنارته حدث و أمسكت فهو من لم يدرك ذلك ، أنزل رأسه قليلا ليرى لم

سنارته بدأت تتقل شيئا فشيئا ، فوجد كيوبيد بين طياتها ، مع نفسه ماذا يفعل بين شبكتي ، قال رأيتك وحيدا فشئت مآنستك ، أتقرأ أفكاري ؟ ، بل أقرأ قلوبا ، ماذا يا ترى تريد ؟ ، أريد وضع حب بفؤادك أتسمح ؟ ، هل سيكون

مؤلما ؟ ، الحب لشيء جميل ، لا أتكلم عن الحب بل عن سهمك الذي سيخترق قلبي ، لا البتة إن سمحت له ، أين سأجدها ؟ ، متربعة على أضلع فؤادك .. مقعدة بين ثناسا رموشك .. متواجدة بكل ملامح جسدك .. تنتظر فقط إذنا

خادمة جلالتك Kde žijí příběhy. Začni objevovat