" يبدو بأن المكان لم يفز بإعجابك "

" ليس مهمًا "

تحدث بأخفض نبرات صوته

إستلت الأنفاس لتطلب منه ، متخوفة من أي رد سيجيبها به هو

" لنذهب ونجلس ، ممكن ؟"

أشارت له على المدرجات الزرقاء القابعة في جوانب الملعب

فأومأ لها بهدوء شديد ، يلقي بنظراته يمينًا وشمالًا بينما يشعرُ أن المكان يحاول طرده بأسرع وقتٍ ممكن

لكن المدرجات كانت شاغرة ، وخصوصًا الصفوف العلوية

الحصول على قدرٍ من السكون فيها كان ممكنًا نوعًا ما

جلس هو هناك عاليًا ، ولحقته بعد أن شعرت بصعوبة قضاء الحفلة بهذا الشكل

فهو لا يتكلم ، لا يعلّق ، لا يهمس ، لا يدندن

ولا أي حركة ، لربما أثبت بأنه ليس بجماد فقط عندما وجّه يديه لجيبه مخرجًا هاتفه ينقر في شاشته دون أدنى إكتراث

تحمحمت لتقول ، بينما تفرك يديها بتوتر ملحوظ

" أتشعر بالإنزعاج؟"

و دون أي قدر بسيط من المجاملة هو أومأ بنعم

إضافة بأنه لم ينظر لها حتى

" مني أم من الحفل ؟"

لمَ تسأله سؤالًا غريبًا كهذا ؟ ، لذا هو قد رمقها بطريقة ظنت أنه ينبغي عليها السكوت للأبد

" يبدو أنه من كلانا معًا " حدّثت نفسها ساخرة

ثم أعادت تصويب نظرها للشخوص المستمتعة في كل مكانٍ عداها هي ، لقد كانت تشعر بالوحدة أضعافًا في ظل وجوده

تنهدت بفتور ، حتى لو تركته هو لن يلاحظها إطلاقًا كما تظن

" سأذهب قليلًا "

"إلى أين ؟"

هنا كان قد حاز التعجب على معالم وجهها ، وهل سيهمه ذلك على كل حال ؟

" سأحضر شرابًا لي ولك "

لم يعلّق ولم ينبس بحرف ، بل أعاد نظره وبكل بساطة لشاشة هاتفه المتوهجة على وجهه

نزلت ببطء بسبب فستانها المنفوش ، هو لم يكن طويلًا كفستان إلسا بالفعل

UNNiE !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن