ep 1

2.3K 56 1
                                    

تستيقظ على الساعة 6 صباحا اثر صوت المنبه كعادتها تمسح وجهها براحة يدها بلطف لتفتح عينيها ببطئ، تنظر بعينيها العسليتين مليا لغرفتها لتقرر أخيرا النهوض من على سريرها ، تأخذ حماما سريعا؛ لتقف أمام خزانتها حائرة لما سترتديه اليوم واقفة على رجل مائلة محيطة جسمها بمنشفة بيضاء تكاد تصل لمنتصف فخذيها، تبدأ بالتأفف حال سماعها للخطوات الغاضبة المتوجهة نحو غرفتها لتقول قبل العد للعشرة فهي تعلم جيدا ما سيحدث
- يا اللهي لقد عادت مجددا ، الا تمل هذه المرأة أبدا ؟!
ما هي إلا عشر ثواني ليفتح الباب بقوة شديدة و كأن السطو المسلح قد غزا غرفتها ، كل هذا لم يحرك انشا منها فقد بقيت على نفس وضعيتها مستعدة لسماع أسطوانة كل يوم
- لماذا ذهب والدك و تركك ملتصقة بي كاللعنة ها ؟!
قالتها تلك المرأة العجوز بصراخ ، ملامحها تبدو و أنها قد شبعت من الدنيا حقا لكن هذا لم يمسح علامات جمالها أبدا
- صباح الخير لك أيضا جدتي العزيزة
اجابتها بسخرية غير مغيرة لوضعيتها
- لماذا لا تذهبين إلى منزلك ؟! اعلم جيدا أن والدك قد أبتاع لك واحدا منذ مدة ..  
- جدتي تعلمين جيدا أنه لو كان الأمر بيدي لما بقيت ثانية واحدة هنا
- و بعد ؟ لماذا لا تزالين هنا إذا ؟ غادري منزلي يا فتاة !!
تستدير نحوها لتقول ببرود كبير
- جدتي العزيزة .. عندما يأتي ابنك المرة القادمة أخبريه بكل تطلعاتك و أهدافك المستقبلية .. لأن اخبارك لي بها كل يوم لن يجدي معي نفعا أبدا ، لذلك دعيني أرتدي ملابسي لو سمحت  سأتأخر عن العمل
أكملتها بإبتسامة باردة ضامة يديها على صدرها
تنظر إليها جدتها مليا بنظرات قاتلة فهي لم تتوقع أبدا أن تجيبها بهذا الشكل رغم أنها كانت تعيد لها نفس الكلام كل مرة ، لتقرر أخيرا الخروج مكملة لكلامها خارج الغرفة
- لا أعرف أبدا من أين لك كل هذه الوقاحة .. أو لا أعلم جيدا أن كل هذا من طباع والدتك السيئة التي تركتكما بعد ولادتك
تغلق باب غرفتها لتتنهد بملل و تختار ما سترتديه أخيرا .. بنطال أسود فضفاض مع قميص خريفي دمائي ضيق ، حذاء أسود و حقيبة يد باللونين الأبيض والأسود .
تضع القليل من مساحيق التجميل ، ترفع شعرها كذيل الحصان و تخرج من الغرفة حاملة بيدها سترتها الجلدية
تمر بغرفة الطعام حيث جدتها لأخذ قطعة بسكويت و تخرج من البيت مسرعة قائلة لها بين مصغاتها
- يوم سعيدا لك جدتي !
  تركب في الميني خاصتها ( ميني كوبر ) و تفكر مليا بعلاقتها بجدتها ..
طبعا لا تشبه علاقات البنات الأخريات بأي شكل لكنها الفرد الوحيد الموجود من عائلتها حاليا ..
تتذكر كيف كانت تقدم لها الأواني القديمة كي تكسرها عندما تكون غاضبة ، تضع حزام الأمان لتقول
- ما بال هذه المرأة حتى عادات التفريغ عندها غريبة و ها قد ألصقتها بي أيضا ..
تصل إلى المشفى أخيرا لترحب بها عاملة الاستقبال
- صباح الخير دكتور ماردان
- صباح الخير عزيزتي جنان
قالتها بابتسامة لتكمل
- عزيزتي جنان هل لي أن أحصل على اكسبرسو لو سمحت رأسي يؤلمني
- حاضر سيدتي
- شكرا لك جنان
كانت على وشك الذهاب لتتوقف لثوان عند سماعها من الموظفة أن المدير يبحث عنها
- طبعا !!
اكملتها على نفس حالها متوجهة لعملها
لتسمع شخصا ينادي عليها بقوة تتوقف في مكانها لتقول
- انت من كان ينقصني بالتأكيد
تستدير نحو مدير المشفى الذي كان يستشيط غضبا
- ياسمين ماردان !!
- صباح الخير حضرة المدير
- ما الذي تظنين نفسك فاعلة ماردان ؟!
- ما الذي فعلته الآن أوغور ؟
- هذه مشفى خاصة و انت تعلمين هذا جيدا !! كيف أمكنك ادخال عشرة مرضى هذا الشهر و انت تعلمين أنهم لا ينتمون لهذا المكان !!!
- لا ينتمون لهذا المكان ؟!
قالتها بجحوظ لتكمل
- لقد كانوا حالات مستعجلة و هذا المشفى الغبي كان الأقرب إليهم هل اتركهم يموتون مثلا ؟!
- لمذا لم ترسليهم بعد اسعافهم مباشرة ؟!
تنظر له بسخرية لتكمل
- كان عليك بناء فندق إذا و ليس مشفى ، هذا أولا ثانيا تعلم أنني سأتكفل بالجميع على حسابي الخاص ، ثالثا لا اريد منك ابدا مناقشتي بهذا الشكل أمام غرف مرضاي أبدا !!
تقترب منه أكثر لتوجه سبابتها نحو كتفه و تضغط عليه في كل كلمة قادمة
- كلانا نعلم جيدا أنني ورقتك الرابحة أوغور ... لذلك توقف عن التصرف و كأنك تتحكم بي !!

........
قبل بضع ساعات في أحد البيوت الفخمة باسطنبول ، تعاتب الخادمة بلطف
- سيدة مديحة لمذا لا ترتبين الغرفة مرة واحدة كما اطلب أنا وليس عمر ؟!
- سيدة زينب أنت أكثر شخص يعرف أن السيدة عمر لا يحب التغيير أبدا
اجابتها باحترام
- أيييي لا أصدق أننا على نفس الطراز أكثر من 25 سنة ما بال هذا الرجل .. اييي لقد تذكرت الأولاد أيضا .. إن لم اتصل أنا للاطمئنان عليهم ، لا يتذكرون أبدا أن لديهم أما تقلق عليهم ..
تمسك الهاتف مشكلة رقم ما و هي تتأفف ، تخرج من الغرفة غاضبة لتقول حالما تسمع رد الطرف الآخر
- آيلا خانم شكرا لك لأنك تفضلتي و رددت على هاتفك يعني
- أيي أمي أنا آسفة جدا ..  لقد كنت مشغولة جدا هذه الفترة
- نعم نعم طبعا .. لأنك الوحيدة المشغولة في هذا العالم .. لا عليك كيف حالك و حال أخيك ؟
- أنا بخير أمي .. و جينك على حاله تماما
- أييييي ابني الصغير كيف لك أن تعيش كل هذا بعمرك الصغير هذا .. لقد تدهور بعد تلك الحادثة كثيرا
كانت تتألم في كل كلمة تقولها عن ابنها حتى أنها لم ترى بداية السلالم لتجد نفسها عند نهايتهم و كل شيء بها يتألم فعلا ، تستمع لصوت الخارج من الهاتف بقلق شديد
- أمي !! أمي !! هل انت بخير ؟ أمي ما الذي حدث لك ؟؟
- آيلا لقد سقطت من على الدرج لا أستطيع تحريك ساقي أعتقد أنها كسرت
- حسنا أمي سأتصل باسعاف فورا و سألحق بك للمشفى !!

طبيبة الحب واقعة في الحب | Kiralık Aşk 3حيث تعيش القصص. اكتشف الآن