[20]

3.6K 383 78
                                    



- أنتم ! .
اتجهت أعينهم نحو الذي خاطبهم بعدما كانوا منغمسين في الأحاديث ،
ففزعوا ما إن رأو أحد السجناء ملطخا بالدماء والإعياء بادٍ على وجهه أراد أحدهم أن يضع يده على كتفه ليسأله .
لكن اندرو أبعد كلتا يديه بكل فضافضه وهو يقول بحنق شديد :
- أنتم عديمي الفائدة ... جيسب يعيثُ فسادا بينما أنتم هنا تتبادلون الأحاديث السخيفه .

وقفوا جميعهم وقد طغت على ملامحهم القلق .. وانطلق البعض منهم وهم يضعون أيديهم على العصا التي يحملونها ،

ما إن أراد اثنين منهم التحدث معه ليحصلوا على معلومات أكثر ..حتى تهادى جسد اندرو على الأرض ..

رغم كلِّ الأعياء والألم الذي يلازمه إلا أنه لم يمنعه من أن يظهرَ طرف ابتسامة .. وهو يقول هامسا لنفسه متجاهلا نداءات الحراس له .
- لن أدعك تفلت بفعلتك هذه جيسب ... أمّا ذلك الأخرق فسيكون جيداً لو قتلته على الأقل ارتاح منه وتذهب أنتَ للموت المحتم وهذا الأهم.
أغمض عينيه وتحركت شفتيه ببطء هامسا باسم رومين وهو يشعرُ بالظلام يبتلعه ويلتف من حوله .
.

.
بينما جيسب لم تهدأ نيران غضبه مما حدث فأخذ يفرغ لهيب ما يشعرُ به في جريمي وذلك بضربه وركله بأقوى ما لديه
فهو قد رمى بسهمه بما أنه لم تعد له فائدة .. بما أنّه صنعه خصيصا لقتل اندرو .

لم يجرؤ أحدهم على الإقتراب من ذلك الوحش الذي خُيّل لهم بالفعل أنه سيقتل الشاب الأشقر الذي كان مظهره مثيراً للشفقه كثيرا وهو يحاول باستماته حماية نفسه بيده الجريحه من قبضات جيسب الذي لم يرحم ضعفه وعدم الرد عليه .
فلم يوقف جنونه ذاك سوى أيدي الحراس التي ألقت القبض عليه وفرقت جموع المتجمهرين .
فكان ذلك آخر ما التقطته أعين جريمي ... فقد أُدمِى وجهه وجسده ولم يعد يستطيع تحريك أي جزء منه .. .

- هل قمت بذلك بشكل جيد ...أم أنه لم يكفي بعد ! .
همسَ بها جريمي لنفسه بغير وعي منه و فقد بعدها الشعور بما حوله .

،
،

بهتَ وجهه تماما وغشيته صدمة ممتلئه بكمية من الخوف والقلق وهو ينظر إليه
مستلقٍ على السرير فاقد للوعي والدماء تظهر عليه ارتجفت يديه لوهلة فأوقف رجفها بأن ضمّها بأقوى مالديه .
التفت لقلة من الحراس الذين كانوا يقفون بقرب الباب وصرخ فيهم .
- مالذي حدث هنا حقاً !! .
أجابه أحدهم بتوتر .
- لقد حدثت مشاجرة، وكما ترى كنّا متأخرين .
ابتلع رومين غصة الحنق التي شعر بها من إجابة الحارس الغير مقبولة ،
كفكف كم ملابسه والتقط ردائه الطبي .. ليقترب من اندرو .
- هل أطلب بعض الممرضين ? .

- كلا .. سأقوم بمعالجته بنفسي .
هكذا أجاب رومين بكل حزم سؤال أحد الحراس ... وهو يقوم بتفحص اندرو .
التقط سمعه صوت ضجيج فصرخ بعدم صبر .
- اخرجوا من هنا .

توتر أحد الحراس الذين كانوا يقفون بقرب الباب وقال بارتباك .
- لا زال هنالك شخص آخر .
التفت رومين بصدمه ما إرأى أمام عينيه اثنين من الحراس يحملون بكل إهمال شخصا قد حفظ وجهه واسمه .
وضعوه على السرير المقارب للذي وضع فيه اندرو .. وبدأو بمغادرة المكان .

لاحظ رومين ملامح التألم الشديدة على وجهه جريمي الذي كان شبه فاقد للوعي حيث كان يضع يده الملطخه بدمائه على كتفه الآخر .

وضع يده على وجهه من الحال الذي حدث والثقل الذي وضع عليه ، تمالك نفسه بصعوبه ثم تحدث لآخر حارس كاد يغادر .
- اجلب اثنين من الممرضين حالاً .

أومأ له الحارس بطاعه وخرج مسرعاً فالتفت رومين بجسده نحو الشخصين اللذين أمام مرأى من عينيه وهما بحالة يرثى لها ..
كانَ مترددا بالفعل بشأن أي شخص يبدأ به ... فاندرو فاقد للوعي وقد ملأت جسده العديد من الطعنات التي مزقت ملابسه.. بينما الآخر شبه فاقد للوعي بوجهه مليء بالكدمات وقسمات الألم التي يظهرها في حينه .

سار بخطواته نحو اندرو أولاً فهو صديقه بعد كلِّ شيء ... كما أن الدماء تظهر بكثره عليه ،
ما إن بدأ يشرعَ بقص ملابسه حتى يرى مدى جراحه
حتى حضرَ الممرضين اللذين طلبهم فأمرهم سريعا بالنظر إلى المريض الآخر جريمي ! .

بعد قرابه الساعة والنصف .

- ستة عشر طعنه تلقاها اندرو في أنحاء متفرقه من جسده ..
المُريح أنها لم تكن عميقة بدرجه كبيرة وإلا لكان قد قتل بالفعل .
أمّا السجين الآخر جريمي فقد خلع كتفه الأيسر بالإضافه لطعنه نافذة في يده اليمنى مع بعض الكدمات التي حصل عليها.. .

هكذا أنهى رومين تقريره الذي قرأه على رئيس الفرع الذي هو فيه بعد أن انتهى من معالجه الاثنين .. . .

السجينٌ المغرور • Donde viven las historias. Descúbrelo ahora