ها انا قد وصلت

1.2K 73 57
                                    

-امامك خيارين ، اما تتزوج جوري واما تسجن
-نقيب فادي ارجوك دعه يفكر
-سأدعه يفكر لكنه لا يملك وقتاً طويلاً
-لا يا ساره انا لا اريد ان افكر ..رايي انت تعرفيه
-احمد ارجوك تزوجها هي تحبك لا تظلم نفسك وتظلمها ارجوك يا احمد فكر جيداً
-دكتوره ساره اتركيه الان سأدعه يفكر ونخبرك لاحقاً
-احمد ارجوك لا تظلم نفسك
**************
في المشفى
-مرحبا لو سمحتي اين غرفة دكتور جون
-في طابق 5C غرفة رقم A38
-شكرا لك
-اهلاً
**********
- مرحبا دكتور جون
- اهلا دكتوره ساره ما هي اخبارك
- الحمدالله وماذا عنك
- بخير
- هذه امي ، سبق وتحدثنا عن الموضوع
-اجل ..اهلا بك مدام ..لا تقلقي سيكون كل شيء على ما يرام فقط اريد منك ان تكوني قوية وتساعديني
سأطلب ممرضة تيما وتجري لها بعض الفحوصات اللازمة
***************
بعد مرور 10 سنوات
- ماما تعالي اعقدي الفيونكة
-يلا يا روح الماما ..ياااه ما اجملك يا ميدو تبدين كملكة
- ماما ارجوكي لا تبكي لن ابعد عنك كل يوم سأكون بين يديك اعدك بذلك
*ضممتها الى صدري لاول مره ستبتعد ابنتي عني
- هيا قصي ينتظرك بالخارج
*زفة اسطورية ارجعتني الى قبل اكثر من 20 عام ذلك اليوم الذي زففت فيه انا لسامح..اليوم ابنتي تزف مثل تلك الزفة بل اجمل..ما اجمل شعرها المنسدل على كتفيها ما اجمل فستانها الابيض  المرصع باللؤلؤ والتاج الذي يزين شعرها الحريري تبدو كالملكة ..زفت مياده اليوم يا امي لكن الفرق بيني وبينها انها زفت بدموع الفرح زفت للشخص الذي اختاره قلبها وعقلها بينما زففت انا بدموع القهر زففت على من اخترتيه انتي وابي ، اقسم انني اودعها كما اودع روحي ، روحي التي استعيدت لي عندما انجبتها هي وحسام ..لكن ! في الحقيقة كانت لقلبي اقرب من حسام ، اليوم تزف مياده التي أياماً جدلت شعرها الحريري بين يدي ، تزف وهي مؤمنة تماماً ان هذا هو الشخص الذي يستحق ان تكمل معه طريقها ، لن انسى يوم حفل تخرجها من الجامعة بتخصص "جرافيك افلام ومسلسلات " لن انسى ما اخبرتني به حينها :" امي انا اليوم مصممة افلام فلو انتي تجاهلتي رغبتي بالرسم والغناء لما كنت انا اليوم هنا ، احبك امي بقدر كل شئ في هذه الدنيا"
ولفت مسامعي حين دخلت على انغام زفتها
" قلبي بيدعيلك يا أمي بهالليلة الشعلانه يا اميره قلبي انتي سلمنا الامانة ، لا تنسي اهلك يصغيرة بعينينا ما صرتي كبيرة ضلي معنا وطيري طيري ع جناح الأمان"
كفكف دموعي سامح على الفور ، دموعي التي لم استطيع ان اتمالكها في هذا اليوم
وما بين نغمة واخرى و فرحتها كفراشة بيضاء نقية ..جاءت رقصة حسام ومياده وهو يغني لها :" ايه الفرحة اللي انا حاسس بيها لا انا قادر اقولها ولا احكيها..اختي حبيبتي وضي عيوني لعريسها بايدي هوديها..من يوم ما وعينا على الدنيا ما فرقناش بعضنا لو ثانية على عيني تبعدي عني دمعتي مش قادر اخبيها ..اوعي تنسي اننا حضنك سرك اخوكي سندك ظهرك وهجبلك حقك لو ظلمك "
انا سعيده بقدر كل تلك الدموع ، سعيدة لانني استطعت ان اكرس في عقل حسام ان اخته هي تاج على رأسه يجب ان يبقى عالياً مهما كلفه ذلك لن يخفض رأسه ، سعيدة لانني استطعت ان اجعله كجون سينا وحققت رغبته ..فحسام اليوم مصارع تفتخر به البلاد بأكملها وحقق انجازات بطولية هائلة ..حسام اليوم هو محاسب في شركة والده ، فرغم موهبته ورغبته ان يكون مصارع الا انني لم اقف يوماً في وجه اكمال تعليمه الدراسي وبقيت احفزه عليها
-ماما ، ساره ضربتني
-ميلا ، سارة ..تصالحوا فورا كي اعطيكم بعض الحلويات
*ميلا هي ابنتي الصغيرة ، التي كنت أشعر بالامومة لاول مرة معها وهي في احشائي ، اما ساره هي ابنة اخي احمد ، لن انسى كلماته حين ولدت زوجته جوري : " سارة ، سأسميها ساره لعلها تكون مثل عمتها تماما بقوتها ، قلبها الطاهر لعلها تكون عصامية مثلها تماما ، سأسميها ساره " ، احمد تزوج من جوري ولديهم سارة ، زين ، جاسمين ، جمان ،جود ..ليتك يا امي معنا في هذا اليوم الحافل
لكنني حين توفيتي يا امي ، شعرت ان الكون بأكمله يسود بوجهي فكانت وفاتك كالرصاصة في قلبي لن تغب عن بالي كلماتك حين اخبرتيني قبل وفاتك بدقائق :" ساره ، انتي للروح روحها وللقلب كينونته ، اعلم اننا ظلمناكي كثيراا وقست عليكي الدنيا يا وردتي لكن صدقيني كنت اريد ان تكوني غنية لم اريد ان تعيشي حياه الفقر التي عشتها انا ، اعتني بأحمد ومهما قست عليكي الايام ابقي قوية كشجر النخيل في وسط الصحراء لا تضعفي يا ساره لا تضعفي "
ثم تلاشت انفاسك يا امي وتلاشت معها روحي ، لكن الذي هون عليي مصيبتي يا بعد عمري انني استطعت ان اعالجك وتستعيدي عافيتك بعد 4 سنوات من العلاج ، الذي هون مصيبتي انني اسعدتك وكنتي بجانبي دوما وستبقين بجانبي بروحي وقلبي وعقلي سابقى اذهب كل يوم الى قبرك لاضع لك الياسمين الذي تعشقين رائحته ، الياسمين الذي يشبه رائحتك يا امي يشبه رائحتك ..
-ام السوس هيا لنلبس مياده العقد والخاتم
-هيا يا سامح
*وضعت العقد بايدي حول عنق ابنتي وانا ميقنه انني اضع لها عقد فرح وليس قيد يلتف حول عنقها كما حصل معي ..انا سعيده ، سعيدة رغم كل ما مررت به ، سعيدة لانني وصلت اليوم هنا الى قمة الجبل الذي رسمته بخيالي ، متلاشية اي جرح مررت به ، فليس المهم متى تصل ولا يهم بكم حفرة ستقع ، المهم ان تصل وها انا قد وصلت !..

                     🌸  انتهت الرواية 🌸   

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 03, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كنت صغيرة يا أمي  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن