الفصل الرابع

1.8K 203 93
                                    

إستشعرت إيف خطوات ذلك الرجل وهي تبتعد عنها بينما يحمل بين يديه ذلك الطفل الباكي ! هي رغبت بالقفز لكن هذا فقط قد يرعب الرجل ويجعله يمزقها تماماً أو قد يعلم أنها قبعة إيفريا وتحدث مشكلة ما !

نطقت بسخط :" أتمنى فقط أن أنجح و نتخلص من جالب الكوارث مقابل كل التعب الذي عانيته ! "

أنهت عبارتها وهي تعود للغرق بأفكارها بأن ذلك الطفل سيتذكرها بالنهاية ، و سيعود ليجدها و حينها ستعطيه درساً مفيداً بشأن تركها هكذا كالأبله .

صمتت تماماً و هي تستشعر هواء دافئ من خلفها وهذه حقاً لم تكن إشارة جيدة مُطلقاً ، شعرت بأنسجتها تتمزق بفعل تلك الأنياب الحادة التي إخترقتها لتصرخ بحقد وخوف :" أيها الكلب المتشرد عديم الفائدة ! ألا تعلم أنني أغلى من حياة سلالتك بالكامل ؟ "

بصقها الكلب أرضاً بشيء من الحذر وهو يلتفت حوله للبحث عن مصدر الصوت ، و بالنهاية هو تقدم منها ليشتمها بحذره قبل أن يدوسها بقدمه و كأنه يتأكد منها لتصرخ هي بإشمئزاز :" أُتركني أو سأجعل أسرة إيفريا تبيد سلالتك بالكامل ! "

تراجع الكلب بشيء من الخوف ليهرب من الزقاق ، تنهدت براحة عندما شعرت بإبتعاده وهي تنطق بإستياء بينما تقفز لحجر ما :" هذا فقط لا يمكن تصديقه ! حقاً فظيع ! كيف يمكن لشيء ثمين مثلي أن يُهان هكذا ؟ "

*******

سار بخطوات هادئة و واثقة بينما يرسم إبتسامة ماكرة على شفتيه ، هو سيقابل و بكل بساطة عدو طفولته ، أو الأفضل تلقيبه بمنافسه ، هما بمنافسة معاً منذ صغارهما على كل شيء ، لكن لم تصل مُنافستهما يوماً حد الكره !

توقف أمام الزنزانة يرتب أفكاره بينما يده تبعثر خصل شعره الشقراء ، ضحك بخفة عندما أتاه صوته من الداخل وهو ينطق :" الرحمة ! آنت فظيع بكل حالاتك لذا أياً كان ما جعلك تأتي فأنهي زيارتك وإرحل "

هو فتح الباب بإبتسامة ساخرة لم يقصد بها سوى نفسه ، لإنه حقاً أراد قول شيء جيد لأجله كنوع من المواساة لوجوده بالزنزانة و لكن وكالعادة كريس لن يعطيه فرصة لهذا مُطلقاً !

تحدث كريس الذي كان مقيداً بإستياء شديد :" لقد ظننت أنه تم إعفائي من التعذيب ! و بالرغم من هذا أحضروا لي شخص ساطع ليفقدني بصري "

ضحك الأشقر مجدداً وهو يجلس القرفصاء أمامه بينما يدعي كريس أنه على وشك خسارة بصره حقاً ، نطق الأول بهدوء. ومكر :" كريس إيفريا كم يليق بك هذا المكان عزيزي ! أنظر من حولك تم وضعك بغرفة بيضاء ساطعة حتى لا تختفي بالظلام أيها الداكن "

قلب عيناه بملل وهو ينطق بدرامية :" هل تحاول مقارنة نفسك بي ؟ عزيزي آكيرا ألا تعلم أن كل الأشخاص الذين يتمتعون بشعر أشقر و عينان خضراء هم تافهين بالعادة و لا يجيدون سوى المرح "

.. شباك واهية ..Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz