المقدمة

6.8K 397 88
                                    

عيناه اللتين إمتلكتا لون العسل اللذيذ فُتحتا بكل بطئ وعدم رغبة بالحياة , أصدر أنين خافت عندما إستعاد إحساسه بجروح جسده المُلتهبة , جال بعيناه بالزنزانة الفارغة التي إحتضنته خلال الأسبوع المنصرم , ومن ثُم عاد لإغلاقهما بخيبة أمل عندما وجد أن واقعه لم يتغير , أذِنَ أخيراً لدموعه بالإنهمار مرة أخرى وهو يعد بداخله أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يأمل بها أن يصحوا ليكتشف أن كل ما مر به مجرد كابوس حالك الظُلمة !

فأحلامه تبخرت تماماً ما إن تعالى صوت الأبواق بالخارج ومن ثم صوت شخص ما ينادي بصوت مرتفع :" مساء اليوم سيتم إعدام الأمير الأول ليوناردو باردي ذو الخامسة عشرة عاماً "

ومن ثم تعالت صوت الهتافات المؤيدة و السعيدة بذلك غير آبهين بقلب الصغير الذي يستمر بتلقي الطعنات المؤلمة بقلبه النازف أساساً , لكن لما المقاومة ؟ إن كان الجميع سعيداً بأمر إعدامه و بما أن صديق عمره أو أخاه الأكبر كما كان يدعوه هو من أوصله لهنا بإرادته للإنتقام منه على جُرم هو لا يذكر منه شيئاً إذاً لا داعي للمقاومة !

حياته توقفت باللحظة التي تخلى عنه من كان يعني له كل شيء , وما يتمناه الآن فقط هو أن لا تلمحه عيناه مُبتسماً بين الجموع الغفيرة التي ستشهد على رحيله الأبدي من هذا العالم .

إبتسم بإستهزاء لم يكن يوماً قادراً على رسمه بمعالم وجهه البريئة وهو يذكر أن بداية كل هذه الفوضى كانت رحلة بحث عن أخاه الأكبر المفقود .. و قُبعة !!!!

*********

وبمكان آخر بعيد كُل البُعد عن تلك الأحداث تحديداً بغابة مترامية الأطراف , سار ذلك الشاب ذو العشرين من العمر بخطواته الهادئة والواثقة بينما أفرجت شفتاه عن إبتسامة مُستفزة لا تغيب عن وجهه أياً كان الظرف والمكان المتواجد به , بعثر خصل شعره السوداء بشيء من الضيق وهو يذكر أنه غاب عن منزله مدة شهر تقريباً , إلا أنه تنهد براحة شديدة عندما ظهر ذلك الكوخ الصغير على مرمى من نظره ليسرع بخطواته حتى وصل ويفتح الباب بينما يتحدث بغرور :" لقد عدت ! هل إشتقت لي ؟"

أخفى إبتسامته وضاقت عيناه السوداء وهو يحدق بالمنزل الفارغ , نظر حوله ليجد أن الغُبار مُتكدس بالأرجاء , بدأ شعور من القلق يتسلل لأعماقه فبالتأكيد ليس من عادته مغادرة المنزل لمدة طويلة , ومن يعيش معه لا يعرف أي شخص سواه هو , لا منازل قريبة منهما إذاً أين هو ؟ هل شعر باليأس من عودته ؟ أم غادر للبحث عنه وضاع بأرجاء الغابة ؟ وهذا الخيار دب الرعب بأوصاله ليتحرك بخطوات أسرع للبحث عن أي خيط يدله عليه دون أن يدرك بأن الحل معه بالفعل !!

يتبع ...

إذاً هذه مشاركتي بمسابقة ماذا لو ,,,

هي قصة قصيرة ولن تصل لعشرة فصول ..

توقعاتكم و آرائكم ؟

.. شباك واهية ..Where stories live. Discover now