الفصل السّادس: مدكّرتي -2

28 0 0
                                    

                                                        

   قصَدت الحَديقة كعَادتي لكِن كَغير العَادة كَان هناكَشخْص اخرَ يجْلسُ في مكاني تَأمَّلته قليلاً كانَ شَاحبَ الوجْه بِهالات سودَاء كأنَّه لم يذُق طَعمالنَّوم منْذ فترَة, بلحيَة خفيفَة... التفَت, نَضَر إليَّ, من خَجلي جمَدتُ في مكَاني لمْ أعرِف مَاأفعَل, لوَّح بيَده فتقدَّمت إليه,

ابتَسم وقَال (ضننتُكلن تَأتي)

 في البدَاية لم أفهمْ !

 ثمَّ سألتُه (ألَستَ الفَتى منَ اليومِ المُمطر؟)

-نعم حمدًا لله أنَّكتذكَّرتنِي, هل نجْلس؟

-نعم بالطّبع.

-أرى أنَّك تقصِدينهذا المكَان كثيرًا, أتمنّى ألّا أزعجَك إن شاركتُك إيَّاه

-لا بالعَكس يسرّنيذلك

-ألا تمْلكين صديق

-لا

-حبيب؟

- و لا حبيب

-يسْعدني أن أكوناحدَهما

...

   أتذكر حديثَنا كلِمة بكلمَة, كيفَ لا وهذِا أوَّلحِوار لي مع شخْص حقيقِي, لا أتذكّر اخرَ مرَّة سأَلني فيها أحدُهم عن حَالي, قِصصه أنستنيما كنت أكتُمه, لأوَّل مرَّة منذ مدَّة ضحِكت بهذا الشَّكل أتمنَّى أن أرَاه مرَّة أخرى...

   مذكِّرتي العزيزَة لم أشعر كيف مضى يومي, انتضرتالمسَاء بفَارغ الصَّبر امِلَة أن ألتَقي به مرَّة أخرَى, وقد كان هناك يقرَأ كتابه نضر إليّوابتسم قائلا

-كنت في انتضارك.

   أردت أن أقفِز في مكَاني... أهذا ما يسمُّونَهفرْحة؟ لم أشعر بمرور الوقْت ما كنتُ أملُّ من محادَثتِه. عدت إلى البيْت كانا يتَشاجَرانكعَادتهما لكن لم أتمكَّن من سمَاعهمَا هذه المرَّة, كلُّ ما أردتُه هو أن أنَام لأستيقِض مساءالغَد في ذَلك المَقعد اخرَ الحَديقَة بجَانبِه.


ألنِيلامTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon