يوم كسائر الايام

643 12 0
                                    

ارتدت ملابسها العادية لتستعد الخروج ، وضعت مكياجها الخفيف كالعادة ، ثم حملت حقيبتها التي وضعت فيها هاتفها الذي لا يفارقها و احدى رواياتها التي لم تكملها بعد ، و طبعا بعض المال . ثم توجهت الى الباب تاركة صدى وراءها يخبر عائلتها انها خرجت و ستعود قبل أذان المغرب .
لم تعلم انها ستكون آخر خطواتها من ذالك الباب . و انها لن ترى وجه أحد من أقربائها بعد ذلك اليوم ، فلو عرفت ، لقبلتهم لأخر مرة ، لودعتهم بطريقة أحسن من تلك.
  توقفت لطلب سيارة أجرة ، ككل مرة ، بقيت تنتظر متى يأتي شخص ليقلها لوجهتها ، كل ما أرادته هو الخروج لوحدها، للترفيه عن نفسها ، و ذلك لانها جلست بالبيت لوقت طويل و أصابها الملل بعينه . في لحظات إنتظارها لسيارة أجرة ، كانت ككل مرة ترمي عينيها على كل زاوية من الشارع ، ترى المارة ، و تتخيل حياة كل واحد و كيف أن القدر كتب لنا برؤية هذا الانسان ، و بتبادل نظرات غريبة ، لان لا أحد يعلم من هو الاخر .
   توقفت سيارة أجرة أخيرا ، قالت بصوتها الحنون ، المليء بالانوثة ، المكان الذي تريد . لا تتفوه هذه الجميلة بكلمة ؛ إذا لم يبدا سائق السيارة بالكلام، و أجوبتها كانت دائما على شكل ( نعم ، صحيح ، لا ، اه أو ضحكة بريئة بصوة خفيف) .
   بعد وقت وجيز ، وصلت فتاتنا للمكان المطلوب ، مقهى على جانب البحر . اختارت طاولة تطل على أفضل منظر لها ، و هو البحر . طلبت قهوة بالكريما ، و سيجارة . لا احد يعلم أنها تدخن ، صحيح . اخرجت من حقيبة يدها الرواية و بدأت تبحث عن آخر صفحة توقفت عند قراءتها .
    بعد دقائق ، و في كل رشفة ، لم تكن ترفع عينها عن كتابها الا غالبا . لم تلمس السيجارة بعد و لم تلاحظ ان شخصا ما كان يراقبها في صمت .
    

يوم ليس كسائر الايامWhere stories live. Discover now