وبعد

2.2K 77 48
                                    


بعد بضع ثوانٍ ، سألت بلهجة حزينة جداً :

_أيّ معنى لهذه الحياة إن لم نستطع تقاسمها مع شخصٍ ؟

تغشّت عيناها بالدموع. كانت تحدّق فيه بغضب.
_ما الذي قد يكون أكثر أهمية بالنسبة لك من أن تقاسمنا حبّك ؟

وبما أنه لم يردّ. أستجوبته من جديد :
_لم يطمئني العيش مع شخصٍ بلا عيوب. كان بوسعك ربّما أن تقرّ بنقاط ضعفك، على الأقل أمامي. كان بوسعك ربّما أن تثق بي...

كانت هذه الكلمات تعني لقد خيبت أملي كثيراً.
نظر إلى مالوري ملتمع العينين. كلّ ما قالته للتو كان صحيحاً. مع ذلك لم يكن يستأهل أن يُلقى بكل الدّور السلبي على كاهله وحده.

_على أيّ حال، أنا حافظتُ على زواجي،قال وهو يلوح ببنصره . أنا حافظتُ على زواجي في حين انكِ تجاسرتِ على مصاحبة هذا البائس المحدود الذكاء لتناول الطعام في المطعم خاصتنا !

كان لايزال يلوّح بخاتم زواجه تحت ناظري مالوري بطريقة شبيهة بطريقة محامٍ يُبرز وثيقة إدلة قاطعة أمام المحلفين.

ولكنه لم يكن في أحدى مرافعاته. كان أمام المرأة التي أحبها وكانت هذه الأخيرة تنظر إليه بهيئة أرادت أن تقول: لاتبخسني قيمتي في هذا الميدان، لا تلحق بي هذا العار. بهدوء أخرجت إلى خارج بلوزتها ذات الياقة المطوية سلسلة صغيرة يتدلى منها خاتم من الذهب الأبيض .

_وانا إيضاً حافظتُ على زواجي، يا ناثان ديل آميكو، ولكن هذا لا يبرهن أي شئ.

*****

كان عمره 8 سنوات عندما غطس ناتان في بحيرة متجلّدة لمساعدة صديقته، البنت الصغيرة، وصل إلى شفير الموت وتوقف قلبه، لكن بعكس كل التوقعات عاد إلى الحياة،

بعد 20 سنة أصبح ناتان واحداً من المحامين اللامعين، ونسي كل ما يتعلّق بتلك الحادثة، والبنت التي انقذها من الموت صارت زوجته التي أحبّها بشغف، ورغم أنها تركته، لا يزال يشتاق إليها كثيراً.

لم يكن ناتان يعرف أن الذين يعودون من الجانب الآخر للحياة لا يبقون كما كانوا، وها هو اليوم، وهو يعيش حياة النجاح والشهرة والمال... جاء الوقت لكي يعرف لماذا عاد!.

*****

كل رواية لغيوم ميسّو حَدَث، ينتظره ملايين القراء في كل أنحاء العالم، رواية "وبعد" التي ترجمت إلى أكثر من 20 لغة وتحولت إلى فيلم، إنها رواية عن الحب والعلاقات الإنسانية، والخوف من الموت، والحيرة أمام ما لا نستطيع تفسيره. في سياق من الكتابة السلسلة والتصاعد الدرامي تنقلنا الرواية إلى الإحساس بأن مفاجآت الحياة أكثر بكثير مما يمكن أن نتوقعه

*****

الكاتب : غيوم ميسو
الرواية : وبعد (٣٨٤)

*****

ربي اغفر لنا وأرحمنا أنت أرحم الراحمين

ربي اغفر لنا وأرحمنا أنت أرحم الراحمين

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 30, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

دَليلُكْ إلىَ الرِوَاياتْ العَالمِيةَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن