27

8K 168 11
                                    

  البرد
ما هو رجفة أيدين و عظام
البرد
برد الروح لغاب غاليك ..



أماني
توفي والدي في تمام الساعة الثانية صباحا .. مازلت منهارة .. حتى لم أنتبه إلى قرارهم يدفنه بعد صلاة الفجر ..سوا حضرت فاديه أو لا .. حتى فيصل لم أعرف عنة شيء .. بعد وفاة والدي مباشرة توجهت إلى منزل عمي و هناك أقيم العزاء
ألم يسكن بين أضلعي يزلزلني لم يعد لي سند

-والدي سبب ضحكتي رحل
-‏والدي سبب سعادتي رحل
-‏والدي قنديلي في هذه الحياة رحل
-قبل أن أقول له بأني غير مرتاحة في زواجي ..
قبل أن أخبره بأن زوجي رجل ضعيف مريض مشوش ..
قبل أن أشتكي له ..
قبل أن أبوح
قبل أن انثر همي ... رحل
-قبل أن أخبره كم أحبه و كم اشتقت له رحل
-كم تمنيت أن ادفن بجانبه و أن أموت معه فلم يعد بدنيا خير يا والدي من بعدك


عاجزة عن التعبير
عاجزة عن الشعور إلا بالهزيمة
نعم مهزومة .. و استسلم
كنت سعيدة بخروجه من السجن رسمت حلم بأني سوف احكي له لينتقم "لتفاحته" ممن تجرأ و أخطئ بحقها لكن لكن
___________________________________
ليه
يا دنيا كل ما فرح تبكيني



• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•



منذ دخولها التصقت احدهما بها بينما الأخرى تنتظر دورها ..استقرت جالسة .. همست لها أماني بحزن : سأل عنك .. و أنتظرك .. ليه تأخرتي ليه !!!

انهيار أماني أخذ وقته ... كانت تبكي دون توقف غير قادرة على التصديق رافضة للكلام أو الأكل أو حتى الرد على المعزيات ..

أما أبتسام فقد رافقت أماني حتى نامت معها ببيت عمها .. هي الأخرى كانت تبكي بكثرة لكنها كانت تكفك دموعها بين حين و أخر ..

فاديه وقفت لهما كصخرة يمكن الاعتماد عليها .. لم تبكي أبدا !! ...منذ دخولها للمجلس و هي معتصمة بالصمت أو الرد على المعزيات .. حتى أن بعض المعزيات كن يتجاوزن أبتسام و أماني ليعزينها ظنا منهم بأنها ألأكبر ..


• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•



ليلى

كنت أنتظر خروجهم لكن الوقت تأخر ..جلست بالمطبخ ارتب بعض الأشياء .. دخل مناف مدرعم : قولي لخالتي تقابلني با لمقلط

جلسوا على انفراد .. ما كان نفسي اقطع عزلتهم لكن كنت مضطرة بصينية قهوة.. أول دخولي وصلني صوت مناف و هو يكلم خالته : يا خالة لو عندي ما يغلى عليك .. لكن ها الأيام داخل مشروع بكل ما معي .. اصبري علي بعد رمضان .. و أنا أعطيك

قطعته خالته : يا ولدي ما عندي غيرك .. خالك متورط لو ما أعطاهم العربون راحت علية الأرض .. لا تردني يا أمك

خاله !! تقصد زوجها ليه ما جا يطلبه بنفسه بدل يرسل زوجته !!
رجع يتكلم مناف برقة معها : عندي نصف المبلغ .. و رغم أني بحاجته لكن و الله ماردك خايبه

دخلت رفعوا رأسهم الاثنين .. مرتبكة هل من المفترض أخرج لكن مناف استدعاني : ليلى .. تعالي اجلسي

تقدمت بخجل و جلست فيما أكملت خالته بخيبة أمل : يا بو هتان لا تردني يا أمك ..

هذي ما تفهم الرجال يقول ما عندي و مع ذالك بـ يعطيها نصف المبلغ .. هو برأسه متورط و ما عنده .. يا ليل الشقا !!
لا تدخلين يا ليلى كيفه بينه و بين خالته بطقاق ...

رفع راسه و نظره لي وخرج : تعالي ليلى

طلعنا من المجلس أعطاني مفتاح صغير : هذا مفتاح الخزنة الصغيرة بغرفة المكتب تحت رفوف الكتب .. افتحيها و هاتي منها 50 ألف

رديت :أدخل أنت

ببساطة رد : لا ماله داعي

ابتسم ابتسامة جانبية و هو يذكر العقبات من هنا إلى مكتبه : الا صدق كيف حجبتيهم!!!

رديت باستهزاء : شرح ربي صدرهم للإسلام .. و اهتدوا على يدي

ضحك و هو يحاول يخفض صوته : إلا بــ سألك أنتي من وين تجيبين دعاويك " شالك عفريت " ... تصدقين اليوم أعجبتيني بقوة ..

هذا كيف سمع كلامي .. هب عليه أذان فيل .. و اااالظلم .. ضحكته و وقفته و طريقة كلامه سلاح فتاك .. و أنا إنسانة ضعيفة لا أملك مضادات أحمي فيها نفسي

بغضب من ضعفي رديت : و شالك أنت بعد عفريت

تحرك ببطء ببسمة خبيثة و في ثواني أطبق حصاره .. قطع دوامة الجنون ملتفت للخلف .. كان مناف الصغير صرخت بخجل و أنا أغطي وجهي بكفوفي : مناف ..

رجع يناظرني مناف باستفهام و كأنة يتذوق : مانجا !!

بغضب جاوبته : شاربه عصير مانجا .. أنت ما تستحي مناف الصغير شافنا ..

رد بجدية و هو يبتعد و يأخذ معه مفتاح خزنته : أول مرة تقولين مناف و طلعتي تنادين مناف الصغيرون .. لا و ألأخ شاهد على أول ..بعدين ما شاف شي .. كنت أغطي عليك ..

مناف محمر .. ما دري خجل أو لأنه كسر كلمته يوم يقول " أنتي لو تمشين أمامي بدون ملابس ما أثرتي بي ." أو لاني هاوشته أو ..
عدا هذا اليوم على خير بعد ما أخذت أم ماهر المبلغ المطلوب

في اليوم الثاني بالظهر فتح مناف باب حجرتي بسرعة : ليلى .. فيه حرمة تنتظرك با لحوش

خرجت استقبلها لكنة كان معي سألته : خلاص .. فهمت

جاوبني بتسلط : افرضي تكون رجال .. طلبت تقابلك لكنها ما تعرف أسمك ..

و فعلا كانت الحرمة أسود في أسود شراب و جونتي و حتى نقابها مغلق و لا يوضح فيها شي " الحمد لله مناف قريب " في حال كان رجال

بادرتني : عند الله و عندك

واااي ضاع الكلام : تفضلي أختي

بصوت أنثوي باكي : ذكروا زوجك بالخير .. و يده بالمعروف دايم ممدودة .. و أنا زوجي صار علية حادث و تنوم بالمستشفى و عندي خمس عيال صغار .. مالي غير زوجي و راتبه قليل و ما يكفي بها لزمن الشين .. و صاحب الشقة يهدد يطردني بشارع لو ما عطيته أجاره .. هذا غير إن السيارة اللي صدم فيها زوجي انعدمت و ما هيب له ..الله يرحم والديك .. فرجي كربه مسلم حده وقته يطلب و يمد يده ..

ثم انفجرت تبكي .. بكيت معها .. مبين عليها بنت ناس أجواد و الزمن حدها .. دخلت عنده و أنا أداري دمعتي

كان واقف و جوالة بأذنه و عينة مركزة علي ... قفل جوالة و تكلم بصوته الأبح الجميل : لا تبكين ليلى هذا حال الدنيا ... أعطيها هذا العنوان فيه شقة بس مو مفروشة .. صحيح بعيدة شوي و بعمارة شريكي لكن نظيفة كسكن مؤقت الين الله يفرجها .. و تعتبر إيجارها مدفوع

ابتسمت بالإرادة ما توقعته يتعاطف معها : صدق و الله .. مشكوووور مناف

يا بعد عمري هذا الرجال و إلا فلا
رجعت للحرمة و بشرتها و خرجت و هي تدعي لمناف

قبل أتهور و أمسكه و أحضنه بقووووة و أدخلة بين ضلوعي ذكرت كلامه " أحد يأكل خبز اسمر يابس ممرغ بتراب مقضوم طرفه ومسموم " كلامه كان حزام الأمان أعادني لصوابي
من أنت يا مناف!!
شهم كريم معطاء اجودي سنافي
أمس أعطا خالته ... قلت ما له فضل خالته وربته و أقل شي يفزع لها بمحنتها .. لكن اليوم تصدقون حتى ما تأكد إذا كانت صادقة أو كذابة مباشرة أعطى .. لا لا أنا بدية أغرق
أغرق
أغرق
و المشكلة ما عرف أسبح ..

• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•



طارق
بعد رجوعي من المستشفى كانت "زوجة فيصل " تستعد للخروج حتى قبل أن تعرف حالة زوجها .. كان بانتظارها رجل مسن أعلمني بأن والدها قد خرج من السجن .. جميل جدا لتخطط هي و والدها ألان ..!!

كان فيصل بالمستشفى و تحت الملاحظة و عندما أفاق أخيرا أول ما نطق به اسمها "أماني "
أماني .. جمع أمنية .. مجموعة من الأمنيات سوف أدمرها

و بما أن فيصل بالمستشفى و زوجته لا نعرف أخبارها و لان العمل لابد أن يستمر كنت بحاجة مجموعة من الأوراق حتى أعاين المواقع و العمال و سير العمل .. و أيضا أردت أن أعرف هل مازال فيصل يمتلك شيء .. مجموعة الطاقم الطبي المشرف على حالة فيصل الصحية اخبرنا أن فيصل ينازع الموت و أن ما بقي من حياته هي مثل وقت بدل الضائع أطالة للعذاب فقط فالمرض قد تفشى و وصل أقصى حالاته .. و أن نتوقع الفاجعة بأي وقت

طلبت "أمل" بما أنها امرأة أن تدخل لغرفة فيصل و تحضر لي الأوراق و فعلا نفذت

لكن أمي أقامت الدنيا و أعطتنا محاضرة بالأخلاق رافضة مستنكرة لفكرة دخول غرفة فيصل دون أذنه ..

أم طارق : تبغى أوراق تطلبها من فيصل أو من زوجته

جاوبتها : أطلبها من زوجته البزر اللي تزوجته و حملت عشان تورث رجال مريض و على حافة الموت ... أنا طارق أستأذنها !! و ليه عشان ادخل غرفة أخوي !! و أخذ أوراق هي حق مشروع لي .. أنا ما سرقت و لا احتلت مثلها ..

أجابت أمي : ليه كل ها لعجلة .. أخوك لسى حي يرزق ناوي تورثه و هو حي .. وزوجته وش آذتك به .. متى صار الحمل من الزوج جريمة .. و على كثر ما عينكم على حملها أظنها مو حامل ..

ضحكت من غير نفس : تصدقين كنت حتى أنا شاك بحملها.. وافترضت يمكن ما تكون حامل .. وبس تكذب .. لكن مستحيل تعني نفسها و تتسوق لطفل مو جاي أصلا !!.. تذكرين أول يوم لنا هنا و طلعتها معه لسوق .. نسوا أكياس هنا بصالة كلها أغراض مواليد

جاوبت أمي بألم يظهر غالبا في مواضيع فيصل : أجل تذكر الهوشة الكبيرة بينهم الاثنين .. أظنه أخذ منها شي غصب و تسبب في تسقيطها .. بكاها هذاك اليوم مو طبيعي .. حتى هو ضرب نفسه عشانها ...أكيد سوا فيها شي لا يغتفر مو بس تشقيق هدوم و شتم !!


• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•




أبتسام
عناد يحاول أن يراني حتى يعزيني في والدي لكن الظروف لا تسمح أبد .. كلمني على الجوال .. و قد جاءت أمة و أخته للعزاء .. اليوم هو أخر أيام العزاء .. و قد بدأت أماني تتمالك نفسها و تفوق من حزنها .. أمي حضرت أيضا للعزاء .. نعم أمي الحقيقية من حملتني تسع أشهر ببطنها لم أتوقع أبد حضورها
من المفارقات العجيبة نادتني باسم فاديه و فاديه باسمي .. أي أم هذه!!

لأختصر لكم قصة أمي ببساطة
أمي امرأة باردة تفكر دائما بنفسها .. و والدي رجل دائما عصبي و كلما فقد عقلة و أعصابه طلبته الطلاق و لم تضع بحسبانها بناتها الصغيرات بل رمتنا بدم بارد عندما طلقت تماما كانتقام منه .. طلقها الطلقات الثلاث بتقسيط [الأولى بعد ولادتي و الثانية و أماني تمشي و الثالثة و هي حامل بـ فاديه ]
بعد طلاقها و ولادتها فاديه تزوجت من رجل من قبيلة أخرى و يعمل بالشرقية زوجها الحالي متقلب أحيانا يبغضنا كما لو كنا من بني إسرائيل و أحيانا يكون مضياف بشوش .. كثير التذمر لكن قد أندمج كثير مع فاديه فهي تذكره بأحد أخواته و على العموم فاديه تندمج مع أشخاص !!

نعود لأمي و لماذا أرفض بأن تكون مثال أقتدي به و لما أفضل أن الجأ إلى أبناء عمي أو حتى للغريب و لكن مستحيل أن الجأ لها

.. أكذب لو ادعيت بأني أفهمها .. نشأنا أيتام الأم و هي حية ترزق .. فهي لا تحبنا بمعنى لا تشتاق و لا تسأل و لا تهتم و لا تحاول تعويضنا عن حنانها أو أي شيء من هذا القبيل

سبب غضبي الشديد تذكري لأسئلة فاديه و أماني في سنوات صغرنا و حاجتنا إليها : وين أمي يا أبتسام !
ليه أمي ما تحبنا أبتسام !
أم صديقتي تعرف تصلح كذا و تصلح كذا تتوقعي أمي تعرف !
عادي لو أعطي أمي الدعوة حق مجلس الأمهات !
أمي نستنا صح أبتسام !
قلت لصاحباتي أمي ميتة عشان ما يسألوا عنها كثير !
لو عندي أم كان هاوشت فلانة لأنها ضربتني
كل الأناشيد عن الأم ... حرام عليهم
لو عندنا أم كان صلحت لنا الفطور و الغداء و العشاء

منذ كنت صغيرة و أنا اسحب خلفي أخواتي في منازل الناس و نرى غيرنا يغدق علية الحنان بينما يغدق علينا الشفقة

اكره حضور الاحتفالات و المناسبات ففيها تدخل الأم و خلفها بناتها بينما أنا ادخل أولا لا أعرف أحد بخجل و قلة معرفتي لكن لكوني الأكبر تحملت القسط الأكبر من العذاب و تناسيت خجلي

الفتيات الطبيعيات يتعلمن الحياة و كيفية التصرف من والدتهن أما نحن فقد ربينا أنفسنا بأنفسنا

أعرف بأنها تتقاسم الذنب مع و الدي لكن شعور الغضب و الكرة و الحقد شعور لا إرادي .. أشعر بأنها ليست أمي ...

حضرت أمي (أم فهد) لتخبرني بأن زوجي يريد تعزيتي و هو ألان بالمجلس الأخر ينتظرني

دخلت لأجده يقف بأخر المجلس .. وقفت مكاني تقدم و هو ينظر لوجهي .. مددت يدي لأصافحه لكن تجاهلها ليسحبني إلى صدره .. عندما استقريت بين أحضانة .. كأني عدت بعد سفر طويل لموطني .. شبكت يدي خلف ظهره و التصقت به و سكبت دمعي

كان يهمس : أبتسام ... ادعي له .. ما يبيك تبكين .. هو بحاجة دعواتك

أغمضت عيني و أنا أشرح له بعضا من ألمي : ما قلت له ... أنا حامل .. ما يدري.. ما يدري

كان يحرك يده على ظهري صعودا و هبوطا : هذا قضاء الله و قدرة .. و الله أرحم بعبادة ..
رفعت راسي لأشرح له أبعاد المصيبة : مات أبوي .. مات سندي

أبعدني عنه و ركز عينيه بعيني و مسح دمعي بكفه : أنا كلي لك و دام راسي يشم الهواء فأنا سندك و ظهرك مهما صار ..

حركت راسي موافقة على كلامه .. مسح على شعري و سأل : ترجعين معي !

اشتقت له ... و وحشني موووت رغم كل عيوبه : أيوه بس لحظة أشوف أختي أماني و أرد عليك
_______________________________________

من غدر الأيام جيتك كاره نفسي
لو قلت لي وش فيك
بكيت و قلت محتاجك !!


• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•



جيتك بقايا هموم و أحزان و دموع
جيتك جروح و جيت كلي تناهيد
جيتك حطام نفوس وقلوب و ضلوع
جيتك ضياع العمر من غير تحديد
جيتك و كلي من بقاياي موجوع
جيتك غصب ما جيت ودي و لا أريد
_______________________________________

عند خروجي من الباب كانت سيارات عديدة و رجال كثر .. أنا الوحيدة المغادرة فأماني و أبتسام سوف يبقين .. من المفترض أن أبقى لكن ياسر أصر على عودتي معه .. لم أرى ياسر أو سيارته

وكما العادة ظهر من العدم و هو يمسك بكفي الأيمن بقوة و يمشي بجانبي .. خيال بطرف عيني لرجل يقف بظلام ينظر باتجاهنا الأغلب كان أحد أبناء عمي و على الأرجح كان !!!

وصلنا الشقة كنت قد صليت العشاء و متعبه جدا .. استلقيت على السرير لم أستطع النوم رغم تعبي كنت أنظر في الفراغ بتفكير مغلق رفضت عشاء أحضره ياسر ..كان يجلس أمام سريري على كرسي .. أقترب و وضع كفه الباردة الضخمة فوق جبيني و قراء قرآن (الفاتحة و المعوذات ) و كررها و كررها
لكني لم أنم .. لم أغلق حتى عيني
ليقف رغم تعبه و إرهاقه و يرتدي ملابسه و يخرج ليعود بعد وقت قصير يحمل علبه أدوية و يعطيني حبتين و كوب ماء .. ربما كانت حبوب (هيروين أو كوكايين أو مورفين) لم أسأله فقد رحبت بأي شي قد يعطي راحة مؤقتة .. أخذت الحبتين و غرقت بعالم أخر ..

استيقظت لأجد الشمس مشرقة و الوقت بحدود الساعة العاشرة صباحا و الجو دافئ .. كان هنالك شخص طويل يقف يراقبني "ياسر " رفعت نفسي لتسقط الأغطية لأجد نفسي ارتدي بيجامة ذات قميص مفتوح الأزرار تماما "ملابسي قد غيرت تماما " رفعت رأسي ببطء ورفعة الأغطية إلى عنقي ..

كان يراقب بتوجس و حذر .. و عندما تكلم أخفض صوته وكأن هنالك نائم يخاف إيقاظ : حاولت أصحيك لصلاة الفجر بس ما صحيتي .. أمس بالليل كان عندك سخونة ..

أنا نومي ثقيل نعم لكن أن يخلع ملابسي و يلبسني غيرها دون أن يوقظني فهذا مستحيل .. هل كانت الحبوب حبوب مخدرة .. هل نام معي بالأمس ..نعم فهنا اثر بالسرير و الأغطية مرفوعة من الطرف أللذي غادره حتى وسادته لازال أثر راس عليها .. هل أستغل حالتي !! لكني لا أشعر بأي تغير .. لا يغير هذا من الواقع المؤلم بأن والدي توفي إذا لأيهم)

تكلم مرة ثانية : هذي ملابسك .. تسبحي جهزت لك كل شي .. الفرشاة و المعجون و الصابون و الشامبو و المنشفة بالحمام

أخذت بنصيحته ثم صليت الفجر لكن شعري كان مشكله كنت على وشك تركة دون ترتيب وربطة بمطاط بحركة سريعة .. لكنة أمسك بالمشط و حاول أن لا يؤلمني ثم رتبه رغم بلله ثم جمعه بمشبك بشكل فيونكة

كان أيضا قد حضر فطور لم يكن لي نفس لكنه أصر بأن افطر أو لن أذهب .. عندما غادر ليدخن تخلصت من الفطور بالقمامة

وعندما عاد أخذني لأخواتي

مرت ألان يومان على نفس المنوال و هذا أخر أيام العزاء ..

دخلت الشقة و استقريت بالسرير .. و احضر هو كوب الماء و حبتين من الدواء الغامض لكن بدلا من وضعها بفمي احتفظت بها بكفي .. ثم تظاهرت بنوم .. أقترب من السرير و بداء بخلع جزء من ملابسي بحركات سريعة ثم أعادني لاستلقي .. همس بجانب أذني و هو يتلمس فمي بأصبعه : استودعك الله أللذي لا تضيع ودائعه


ثم خرج

• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•


أماني

بدأت أفيق من الصدمة كان لابد من إحضار بعض من ملابسي من الفيلا

و الإطلاع على حالة فيصل
أخبرت أمي (عمتي أم فهد )بهذا فوافق فهد و إحدى بناته أن يأخذنني إلى هناك
وصلت الفيلا و انتظرني فهد و أبنته بسيارة

كانت غرفتي كما تركتها بسرعة حضرت رمانة و هي تبكي وتطلب أن أخذها معي

وجاءتني الفكرة وبما أن أبتسام حامل فسوف أعطيها لها .. أخبرتني رمانة بأن هناك من دخل غرفتي في غيابي .. كانت جميع الأوراق مختفية مع صندوق مجوهراتي !!

صعد لغرفة أم طارق و أخبرتها تظاهرت بصدمة .. لكنها اتصلت بابنتها أمل التي حضرت .. و بعد شد و جذب أخرجت الصندوق .. لم أهتم فيه إلا سلسال بتعليقه عين يقطر منها دمعة وحيد و خاتم نحيل بشكل قلب و أسورة رقيقة بحرف f‏ كانت عبارة عن ذهب أصفر السلسال هدية من والدي و الخاتم كان جزء من طقم لابتسام و ال أسورة ل "فاديه"

عندما أخذت ما هو لي أعدت لهم صندوق المجوهرات رفضت أم طارق لكني لم أبالي بها .. إذا هذه هي حركات أبناء العز و الطبقة المخملية السرقة ...

جمعت رمانة جميع ملابسي و ساعدتني كثيرا .. طلبت من فهد أن يمر بي المستشفى لكن الزيارة كانت ممنوعة .. و حالة فيصل كانت سيئة جدا .. جدا


• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•



نهاية البارت  

أجمل غرورWhere stories live. Discover now