25

7.9K 167 2
                                    


  تدري وش ميـــزك عن باقي الناس
أنك دخلت قلــــبا محدا قــدر لــــه
¤‏*‏¤

مناف

ينام يوميا مرتاح البال ..
لكن قبل يومين تغير الوضع قبل وضع رأسه و النوم يزوره خيالها .. بوجهها الملاكي مخفضة رأسها الشامخ و أكتافها تهتز بفعل بكائها ..

كانت تستحق كل كلمة قذفها بها .. بــــجــــحــــة بشكل غير معقول .. و" طويلة لسان و شايفة نفسها هذا غير الكبر و الغرور الخيالي .. و استفزازية لدرجة لا تطاق ... عمره ما توقع يطلع مثل الكلام اللي قاله أمس من فمه لكن بفضل استفزازها أصبح لديه لسان سليط .. تعتبره أقل من نــــد لها و ولذلك لم يتركها دون رد !! .. لسبب غريب كان يريد أن يكون شي بعينها ... أن يكون شي "مكروه أو محبوب " المهم شيء ..

نظرة الانكسار بعيونها الكحيلة تلاحقه .. ترهقه .. من بعد أخر نقاش .. لم تضع عينها بعينه أبدا .. كسرها بذاك اليوم بعد كلامه معها و من بعدها لم يسمع صوتها الغاضب و كلماتها الجارحة و لا لمح نظراتها الحادة .. أصبحت صامته جدا و خاضعة بطريقة غريبة و في تحركاتها جميع معاني الاستسلام .. و رجعت تجوع نفسها ..


في اليوم التالي .. وضع الفطور و الغداء في المطبخ .. فكلماتها اللاذعة مازلت ترن في أذنه هو الأخر .. نعم أثرت به .. و نعم حقد فهو ليس بملاك ليسامح مباشرة ..

لم تمس الطعام .. لكن منذ الصباح الباكر جهزت قائمة بطلبات ناقصة بالمطبخ .. و بعد جولة طويلة بالأسواق احضرها لها بعد المغرب ثم غير ملابسه و خرج ليأخذ ضيوفه لأحد أكبر المطاعم ...

عاد عند منتصف الليل و قد نسيها كليا .. لتزكم انفه رائحة العود و الهيل العبقة في المنزل ... و الثريات المضاءة و كل زوايا المكان المرتبة و قد نفض عنها الغبار و تغير ترتيبها .. دخل بخطوات سريعة للمطبخ ليجدها تجلس على أحد الكراسي مسترخية تقرءا ..!!

أحساس غريب يضرب بعنف بداخل صدره لا يعرف لما .. ممكن لأنه عاد ليجد منزل دافئ و شخص ينتظره .. أو لأنها أعادة إحياء هذا المنزل المهجور فقط بوجودها و نشرت لمساتها الناعمة المؤنثة الساحرة بأرجاء المكان كلمها : .. أخذتنا السوالف مع الشباب .. و نسيت عشاك.....

كانت تمسك بين يديها كتاب له غلاف ملون .. لكن الغرابة لم تكن هنا لكن ألغرابه و كل الغرابة كانت .. في تغير مظهرها الخارجي .. بشفايفها اللامعة بلون مشمشي مناسب لها .. و عيونها الواسعة المحددة بلون اسود دقيق فتظهر كجوهرتين لها رموش طويلة منحنية للأعلى لتعبر عن كبر مغروس بصاحبتها .. و بشرتها المخملية الصافية النقية بلونها الخمري .. و قميصها المشجر الشفاف و الرقيق جدا غير مناسب لهذا الفصل من السنة و بنطلون الجينز الضيق من أعلاه ليتضح خصرها الدقيق و وسطها الممتلئ ليضيق أكثر على احد ساقيها بلونه الأسود أما ساقها الأخرى فقد زينتها الجبيرة الخفيفة..

استقامت برشاقة و تناولت عكازها ثم انحنت كعود ريان هزته ريح قوية بجسدها اللين لتلتقط الكتاب بين أناملها الحادة وتضغطه على صدرها ..

عاد ليتكلم بصوته المبحوح الرجولي محاولا تشتيت أفكاره المنحدرة نحو المجهول .. و في الوقت ذاته انتشال نفسه من مستنقع انجذابه لهذا الثعبان السام المغير لجلدة صاحب النظرة المكسورة .. مستغربا قيامها بعناء و ترتيب الفيلا : متعبة حالك !..

أجابت و هي تخفض رأسها : أنت قايل عازم ضيوف ...

إذا كل هذا من أجل ضيوفه .. نسي أن يخبرها بأخذهم إلى مطعم .. كاد أن يسألها "عسى ما تعبتي و أنتي تنتظر بدون فايدة " لكن استخلص من تجاربه معها " كلما كان رقيق معها ردت بوقاحة ".. سألها و هو يكبح نفسه عن الخوف عليها : أنا طالع الحين .. بس وش تبين أجيب لك عشاء !

أجابت بنفس الصوت دون إن تنظر إليه و هي تركز نظرها بكتابها : الحمد لله شبعانة .. كثر الله خيرك ..

ثم تمتمت ببعض الكلمات بصوت منخفض .. كانت دعوة أو كانت شتيمة أو كانت تذمر أو .. أيا كانت فقد استفزته لأقصى الحدود بهدوئها و رضوخها و ملابسها .. ليقول بصوت هادئ ليغيظها : لازم تاكلين .. أختي بكرة جاية عشان تشوفك .. لا تفشليني و تطيحين من الجوع قدامها .. يكفي يقولون عروسة مكسرة ... و

قطعته ببسمة صغيرة ساخرة و مستخفة ... و صوت مستفز : حاضر يا طويل العمر .. أي أوامر ثانية ..

و بصوت منخفض عابث أكملت : صاحبة الجلالة تجي بس .. و صدقني تلقى شي يسرها ..

أحس بغضب يعصف برأسه حتى استولى على كل ذرة تعقل بالأمس قد أحس بأنه ألجمها للأبد .. لكن يظهر بأن انكسارها مؤقت و لم يغلق فمها نهائيا بعد.. كل شي قد يستهان بة إلا أخته .. أتخطط هذه الدخيلة لجرحها .. لما لا تفعل !! .. فكرة أن تقول ليلى لأخته اتهاماتها و كلماتها المسمومة أسقمته .. بأعصاب ثائرة سأل بتحفز : وش تقصدين !!

لم ترد إلا برفع انفها الصغير ألشامخ العنيد للأعلى ... تقدم منها و هتف بحزم و غضب : لو .. لو قلتي لها شي من اللي بيننا .. ورب البيت لأخليك تندمين

روح التحدي رفضت الصمت ..ردت بمرارة : وش راح تسوي يعني ..!

أجاب و هو يدق أخر مسامير نعشها : أسحبك سحب و أرميك لأهلك .. مثل ما رموك علي .. وشوفي من يستقبلك !

رفعت أخير عينها المصدومة لتقابل عينيه الغاضبة .. انزلق الكتاب يبطئ ثم تبعة العكاز .. لتتبعه هي ..انخفاض رأسها جعل مجموعة من شعرها القصير بخصلات ناعمة تغطي على عينها و معالم وجهها.. لتهمس بصوت كسير : تهددني .. بردتي لهلي ..

تراجع للخلف و هو يشاهد .. قطر من مطر تزحف على خديها ثم إلى أرضية المطبخ مع اهتزاز كتفيها .. يصحبها صوت نشيج خافت حاولت كبته ..




• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•


فاديه

وجهت نظرها لساعة و كأنها كانت ملك لها بالوراثة منذ مئات السنين بدون شكر أو أمتنان و لو مجاملة : مناسبة لي أكثر .. بس أخاف يروح لونها أو تدخلها موية .. بس إذا غسلت .. راح اخلعها ...

"أكبر إهانة تلقتها ساعته الفريدة من نوعها " قبل أن يعلق على كلامها بتطنز .. نطقت بانبهار و شوق حقيقي و هي تنظر لتلفاز : فــــديــــتــــك فــــقــــدنــــاكــــ ...


التفت و هو غاضب بجنون .. لكنة فوجئ بصورة من احتل الشاشة و أضاءها بنوره.. ابـــــــــو مــــــتــــــعــــــبــــــ ... كانت صورته بالإخبار ... سكت لفترة و هو يتأمل الشاشة .. فعلا وحـــــشـــــنـــــا .. مـــــلكـــــ الإنســــــــــــــــــانية



اختطف الريموت كنترول بسرعة من يدها : الله يحفظه .. كلنا فدا للملك و الوطن .. أعجبتك الهدية ..

ردت بشجن :آمــــيــــن الله يحفظه و يخليه لنا .. مشتاقة لرجعته لنا سالم .. ينور وطن شعبها مشتاق له

و هو يلتفت لها" الظاهر هي رضت من دون هدية .. مو مثل غيرها .. و احتقرت هديته للمرة الثانية " : إذا خلصتي أكل .. خلينا نمشي

بعدها بساعة .. كان منبه السرعة يعلن احتجاجه .. بسيارة ياسر.. فاديه بخوف : خفف السرعة ...

أخذ مطب فضرب رأسها بزجاج السيارة .. بغيظ و هي تلاحظ بسمته المتكبرة : يويسر .. خفف السرعة

زاد السرعة .. قبل تعطيه الإنذار .. تعدا سيارة كانت أمامه فواجهته سيارة أخرى بالاتجاه المعاكس

أحست بذراع فولاذية تمسك بها بسرعة و تستقر فوق جسدها لتثبتها بمقعدها .. فيما خرجت السيارة من الطريق تماما لتتلافى الاصطدام بكلأ السيارتين..

همس بصوت مصدوم و هو يخلع نقابها و جسده مائل تماما عليها : فــــــــاديــــه

بينما هي كانت في طور الصدمة لكن يده الرابضة فوق جسدها إفاقتها لتقول بصوت من نجا من موت محتم و هي تبعد يده بقوة : .. للمرة الثانية أقول لك أنا ما ني بــ عدوتك .. قلت لك لا تدخن عاندت .. وقلت خفف السرعة و كأني أقول زيد السرعة .. هذا مو تحدي .. و لا فرض سيطرة .. قصدي مصلحتك .. متى راح تفهم .. كنا راح نموت بفضلك..

نزلت الدموع بينما كملت بصوت متهدج باكي من غير تلاحظ وجهه : متى راح تعقل و تبطل هبل .. دايم تخوفني .... أتعبتني .. خلعت قلبي من مكانه...أنت ليه ما تسمع نصايح اللي يعزونك ..

حرك السيارة و كمل طريقة و هو صامت .

على وقت صلاة العصر وقف أمام مسجد مقطوع.. نزلت و كانت محتاجة الحمام .. لكن و رغم زحمة المسجد كانت الحمامات خالية تماما و قديمة الطراز .. أحساس مخيف داهمها قبل تدخل و أفكار سوداوية من أكبرها إلى أصغرها و هو وجود حشرات ... تواجد ببالها ..

انتظرت حتى انتهت الصلاة و خرجت لكن سيارة ياسر مو واقفة بالمواقف
وصل خوفها لأقصى حالاته معقول تركها .. يمكن ليه لا .. عقاب لتوبيخها له اليوم أو يمكن معه شوي من مشروبة المسكر شربة و نسيها أو .. دارت عيونها بين السيارات لكن سيارته ما كانت أبدا بينها .. اختفت معظم السيارات الواقفة أمام المسجد .. و هي مازالت واقفة ..
.
أحست بيد على كتفها التفتت كان ياسر واقف في قمة زهــــقــــه .. سأل : أشبك أناديك ما تردين أبد !!

مشت خلفه و هي في حالة غضب مسيطر .. دخل السيارة ثم قال : غيرت موقف السيارة .. لان..

كانت ترتعش يدها .. مسك يدها و هو يهمس : أحد أذاك .. تهاوشتي مع أحد .. فدوى .. بنت .. ردي علي ..

قالت بصوت لأول مرة يسمعه .. صوت الضعف النسائي .. صوت من يبحث عن أمان مفقود .. يبحث عن حماية : خفت تكون تركتني ...

سحبها بقوة و عنف و بدون رقة ليجلسها في حضنه و يلفها بذراعية : كيف أتركك .. كيف اترك روحي ...

كانت تبكي بعنف و شهقاتها تشق صمت السيارة .. كانت تمسح دموعها و حتى انفها بقميصه الأسود وترفع رأسها أحيانا لتلصقه برقبته ... أخيرا توقف نزف الدموع .. فابتعدت عائدة و هي تتكلم بحياء جميل : ما صليت ... ما قدرت ادخل الحمام وحدي ..

نزل من السيارة و فتح بابها : امشي ندخل سوا

نزلت و فعلا دخلت المسجد و هو أمامها كان فارغ تماما .. دخل الحمامات قبلها و هو يتفقدها .. ثم أمرها بحزم : افسخي عباتك .. هاتيها .. انتظرك هنا ..

دخلت .. و بعدها خرجت .. توضأت و صلت .. و هو ينتظرها .. ثم ركبت السيارة لكنة تأخر و لمى ركب كانت رائحته دخان ...



• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•• °.×$×.°•





أبتسام
وصلنا المستشفى .. كان عيال عمها الثلاثة متواجدين أمام أحد الأبواب "فهد و سعيد و سالم " .. تركهن أبو عناد يدخلن بدونه .. شوقها لأبوها كبير دخلوا لغرفة كبيرة بالعناية المركزة !! وقبل حتى تخلع نقابها ..

شاهدت سرير ابيض مسجى فوقه جسد أحب رجال الأرض على قلوبهن .. صاحب الوجه الصارم و الحنون بنفس الوقت !.. و كأنه با لأمس فقط تركهم و زوجهم .. أجلست أماني نفسها عن يمينه و أبتسام عن يساره

ابتسم بإرهاق مشبع بمرض مضني و مودة وبصوت ضعيف مثقل بحنو : الله يحيي من جا .. يا هلا يا هلا ..

و رغم مرضه و شوقه لهن إلا أنة فقد أحداهن و أصغرهن سأل بخوف واضح : وين فاديه .. ليه ماجت ..

قبل أن يجبن ... دخل فهد يدفع كرسي متحرك يجلس علية والده و خلفه إخوانه .. وقفن باحترام فيما اقترب الأخ من أخوه ..

¤¤¤¥¤¤¤¥¤¤¤¥
نهاية البارت  

أجمل غرورOù les histoires vivent. Découvrez maintenant