نبضان مهدويان ♡~ " مكتمله "

نداء الغوث .

 

: ما رأيك أن نتعاهد ؟

: على ماذا ؟

: على أن تعدني ألا تستشهد إلا وأنا معك

: ههههههه

: عدني !

: أعدك .

قالها لي وهو يبتسم
ولا ازال اتذكر ذلك اليوم ، كان اليوم الثالث من حياتنا ، كنا متوجهين الى كربلاء
ومن ثم الى منزلنا وبعدها الى مشهد الرضا
هكذا كانت خطتنا
نحن اردنا والله اراد ، ويفعل الله مايريد .
 

كنت امسك بيده وأتأمله وهو يغلق عيناه
كان كملاك لم يكتب له ان يكون من أهل الأرض بل من أهل السماء
أنا على يقين بأنه سيكون شهيدا
فسيماء الشهداء ترتسم على وجهه .

الهي أي فضل منك قد رزقتني اياه؟
كم أنت عطوف سيدي عَلي !

كنت اتامل في رفيق دربي وأنا اشكر الله على نعمته ولم انتبه لتلك المرأة التي تجلس امامي
لقد كانت والدتها
إنها تختنق بسبب المرض الذي تعاني منه
لم انتبه لها الا بعد سماع صوتها وهي تطرق بيدها نافذة السيارة وتطلب الهواء
هالني ذلك المنظر وشعرت بالخوف
لقد كانت كما ٱنها تحتظر
الجميع كان يحاول انقاذها زوجي واخوه وعمته وامي والسائق

اما أنا لجئت لحبيبي
أغلقت عيني بخوف ورعب واذناي كانت تغطيهما يداي
اما شفاهي اليابسه فلقد بقيت تردد
ياصاحب الزمان ادركنا ...

توقفت السياره
طلبوا الاسعاف ، نقلها ابنها وعمته إلى المسافة اما أنا بقيت مع الأطفال وزوجي
الذي ما أن وصل إلى الأرض حتى بدأ يثلي ويناجي الله يطلب منه أن يشافي والدته

دموعه قد المتني
وهوا الصدمة مازال عالقا في عقلي
اردت أن اهرب من كل شيء حينها لأنني منهاره
ولم ارد أن اثقل عليه اكثر فحاله لاتسمح بصدمة أخرى
لذا اخذت الأطفال وذهبت بحجة أنهم يريدون الذهاب الى الحمام

الهي ماذا أفعل الآن ؟
اشعر أنني ضعيفه ، هشه ، بلا فائدة !
أنا حتى لم أستطع أن اخفف عنه المه او توتره
فكيف ساخوذ معه رحلة الجهاد الشاقة والطويلة ؟...

بدى كل شيء مشوشاً ولم اشعر حينها
الا وأنا أسقط على الارض والأطفال يلتفون حولي يهتفون باسمي

ارجوك من معي لاتتركني مولاي !
هكذا نطقت وأنا اقف على قدماي بنداء
ياصاحب الزمان

اسمعوا يا اعزائي اياكم وان تخبروا عمكم بما جرى معي لان حاله لاتسمح بذلك
انا بخير الآن ولا داعي للقلق ... واضح ؟

قلتها وأنا امسك بيد الأطفال بقوة
عائدة إلى زوجي لاسنده واقف معه

إنها بخير ، قال اخي ان الطبيب قد طمئنهم على حالها ، سنذهب نحن للمنزل وهم سيلحقون بنا ، ارأيتي ياحبيبتي أي كريم هو الله ؟ ، لقد شعرت إني سافقد والدتي
كما فقدت أبي من قبل
لكن الله اعادها الي !
وأنا متأكد من أن دعائك هو السبب

قالها وهو يحتضن يدي بحنان
لارد عليه بدموع وغصة قائله : بل هي نظرة صاحب الزمان قد شملتنا مجددا فهو قد نظر إلى قلبينا الحزينين ولم يشء أن تبدأ حياتنا المبارزة بخير مفجع يهز كياننا لذلك دعى الله بشفاء والدتك وها هي قد شفيت .